أقلام ثقافية

أمثال صربية مترجمة عن الروسية

ضياء نافعالترجمة الحرفية – عندما يقوم الرب بتوزيع السعادة، فانه لا يسأل ابن من انت.

التعليق – صورة فنية جميلة جدا في هذا المثل الصربي، اذ انها تعكس المفاهيم الشعبية الراسخة عند مختلف الناس وعبر كل العصور حول مصدر السعادة اولا، وان السعادة هذه، ثانيا، عندما تكون صادرة عن العادل المطلق، فانها لا تخضع ابدا للاحكام الطبقية الظالمة في المجتمع الانساني .

***

الترجمة الحرفية – ليس وراء المائدة، وانما في السجن تفهم، من هم الاصدقاء الحقيقيون لك.

التعليق – الصديق وقت الضيق كما يقول المثل العربي الشهير، ويتكرر نفس المعنى عند معظم الشعوب وبصيغ مختلفة ومتنوعة، والصيغة الصربية طريفة حقا، فالسجن هو (وقت الضيق) فعلا وبلا ادنى شك. 

***

الترجمة الحرفية – اذا كنت جسرا، فكل واحد يقدر ان يعبر فوقه.

التعليق – دعوة دقيقة وصريحة لضرورة بلورة الملامح والسمات الشخصية عند كل انسان، كي لا يكون (معبرا) ليس الا للآخرين. مثل تربوي عميق بصيغة تطبيقية طريفة وذكيّة ومفهومة للجميع .

***

الترجمة الحرفية – الاكثر ثقلا هو الكيس الفارغ.

التعليق – هل تذكرون القول الخالد في تراثنا عن الذي (حمل الحديد والصخر ولم يجد اثقل من الدين!) ؟ . المثل الصربي رمزي وفلسفي ويتضمن صورة فنية مثيرة وجميلة.

***

الترجمة الحرفية – العلم هو ثمرة حلوة ذات جذر مرّ.

التعليق – طبعا، لان العلم يتطلب جهودا هائلة و(مريرة !) للوصول الى ثمرته (الحلوة!) . مثل جميل وذكي، ومعناه العام موجود باشكال مختلفة عند الكثير من الشعوب الاخرى، بما فيها طبعا شعوبنا العربية .

***

الترجمة الحرفية – خذ تحية للشيطان، اذا هو يقول الحقيقة.

التعليق – مثل يمجّد الحقيقة بغض النظر عن مصدرها، وفي هذا الجانب فانّه مثل رائع، ولكنه من جانب آخر غير واقعي تماما، اذ كيف يمكن للشيطان ان يقول الحقيقة ؟ ورغم ذلك، فان المثل طريف بشكل عام .

***

الترجمة الحرفية – الشكوى والبكاء لذاك الذي يقدر ان يساعد.

التعليق – مثل صحيح جدا، ولهذا نحن نقول – الشكوى لغير الله مذلة.

***

الترجمة الحرفية – الانهار العميقة تجري بهدوء.

التعليق – مثل عالمي عند الكثير من الشعوب، فالضجيج والادّعات العنترية تصاحب دائما الناس الفارغين والتافهين (وما اكثرهم في مجتمعاتنا مع الاسف) . هل تذكرون بيت الشعر العربي الجميل والذكي والخالد، الذي ذهب مثلا، عن السنابل المليئات اللواتي (ينحنين تواضعا) وعن السنابل الفارغات وكيف ان (رؤوسهن شوامخ!)؟

 

أ. د. ضياء نافع

 

في المثقف اليوم