أقلام ثقافية

إبن السكيت!!

صادق السامرائيأبو يوسف يعقوب بن إسحاق بن السكيت البغدادي النحوي، (802-858) ميلادية، إمام من أئمة اللغة العربية وعالم نحوي وأديب شهير.

تصانيفه: إصلاح المنطق، تهذيب الألفاظ، الألفاظ، ما إتفق لفظه وإختلف معناه، الأضداد، المذكر والمؤنث، المقصور والممدود .

أدَّبَ ولدَيْ المتوكل المعتز والمؤيد، ويروى أن المتوكل نظر إليهما ذات يوم وهما في أحسن أدب، وقال لإبن السكيت أيهما أحب إليكَ هما أم الحسن والحسين، فقال بل قنبر، فأمر حرسه الأتراك فداسوا بطنه فمات بعد يوم، وقيل حمل ميتا في بسط، وقيل أن المتوكل أمرهم أن يستلوا لسانه فمات من فوره.

وهو القائل: "يموت المرء من عثرةٍ بلسانه... وليس يموت المرء من عثرة الرجل، فعثرته بالقول تذهب رأسه.. وعثرة بالرجل تبرأ على مهل"

ولا يُعرف إن كانت قصة مدسوسة أم لا، ولماذا سأله ذلك السؤال، ألتأكيد وشاية من أعدائه، تشير لما قاله، إذ ربما تكون من صنع الواشين، فهكذا يُقتل الأعلام بسبب حقد ونقمة المقربين للسلاطين من المناوئين المتنعمين بالجاه والمكارم.

قالوا فيه:

"وكان وجها في علم العربية واللغة، ثقة، مصدّقا لا يطعن عليه"

" كان من أهل الفضل والدين، موثوقا بروايته، وكان يؤدب أولاد جعفر المتوكل"

"كان متصرفا في أنواع العلوم، من علماء بغداد، وكان عالما بنحو الكوفيين، وعلم القرآن والشعر، وقد لقي فصحاء العرب وأخذ عنهم"

"له تصانيف كثيرة في النحو، ومعاني الشعر، وتفسير دواوين العرب، زاد فيها على من تقدمه"

من شعره:

"نقسي تروم أمورا لست أدركها...ما دمت أحذر ما يأتي به الحذر، ليس إحتيال ولا عقل ولا أدب...يجدي عليك إذا لم يُسعد القدر"

وله:

"إذا اشتملت على اليأس القلوب...وضاق لما به الصدر الرحيب"

....

"وكل الحادثات إذا تناهت...فموصول بها فرج قريب"

وقصته إن صدقت تمثل شجاعة الموقف وثباته، وتبين وحشية ذوي الكراسي والسلطان، وكيف يحسبون البشر أرقاما، ولا يأبهون بقتلهم لأبسط الأسباب.

فالمتسلط في الكرسي وحش فتاك لا يأمن المُقترب منه من سطوته وبطشه، وذلك سلوك السلاطين على مر الأزمان، ولا يزال الجالس في كرسي السلطة جزّار!!

 

د. صادق السامرائي

7\12\2020

 

 

في المثقف اليوم