أقلام ثقافية

محمد بن مكرم بن علي أبو الفضل جمال الدين إبن منظور الأنصاري الرويفعي الأفريقي. (630-711) هجرية. أديب ومؤرخ وعالم في الفقه واللغة العربية. ومكان ولادته مختلف عليه (تونس، ليبيا، مصر)، والمؤكد أنه توفى في مصر، وخدم في ديوان الإنشاء بالقاهرة، وتولى القضاء في طرابلس، وأصيب بالعمى أواخر أيام حياته.

أساتذته:عبد الرحمن بن طفيل، مرتضى بن حاتم، يوسف المخيلي، أبي الحسن  علي بن المقير البغدادي، والعالم الصابوني.

وهو مولع بإختصار الكتب، وأول من فكر بتقديم مختصرات للكتب المطولة ، إشتهر بكتابه (معجم لسان العرب)، ومن مختصراته: مختار الأغاني، مختصر تأريخ بغداد للخطيب البغدادي، مختصر تأريخ دمشق لإبن عساكر، مختصر مفردات إبن البيطار، مختصر العقد الفريد لإبن عبد ربه، مختصر زهر الآداب للحصري، مختصر الحيوان للجاحظ، مختصر يتيمة الدهر للثعالبي، مختصر الذخيرة، أخبار أبي نؤاس، ومختصر مشوار المحاضرة للتنوخي.

من شعره: "الناس قد أثموا فينا بظنهم ...وصدقوا بالذي أدري وتدرينا، ماذا يضرك في تصديق قولهم،،،بأن نحقق ما فينا يظنونا، حملي وحملك ذنبا واحدا ثقة...بالعفو أجمل ما أتم الورى فينا"

"وفاتر الطرف معشوق القوام له...فعل الأسنة والهندية القضب، في حسنه الفرد أوصاف مركبة ...الخلق للترك والأخلاق للعرب".

ومعجم لسان العرب  يعتمد على خمسة معاجم سبقته، وكأنه جمعها ملخصة في معجمه، وكان غرضه إعادة الفهرسة وتقديمه بطابع علمي سلس يسهل على الدارس الوصول إلى غايته.

وفي مقدمة الكتاب عبر عن الأمانة العلمية حيث قال:"وليس في هذا الكتاب فضيلة أمت بها، ولا وسيلة أتمسك بسببها سوى أني جمعت فيه ما تفرق في تلك الكتب من العلوم، وما تصرفت فيه من كلام غير ما فيها من النص، فليتقيد من ينقل من كتابي هذا أنه ينقل عن هذه الأصول الخمسة".

إبن منظور سبق عصره وكأنه أدرك بأن البشرية مع التطور ستحتاج إلى ملخصات لكي تتواصل المعارف، وما كان يخطر على باله بأننا سنكون في عصر أشد ما نحتاجه فيه هو تلخيض الملخصات لكي نحيط علما ببعض شيئ!!

فهل ستلد الأمة فريقا يتخذون منهجه سبيلا لإثراء عقول الأجيال؟!!

د. صادق السامرائي