أقلام ثقافية

ناصيف اليازجي والعربية!!

صادق السامرائيناصيف بن عبدالله بن جنبلاط بن سعد اليازجي (1800 - 1871)، أديب وشاعر لبناني، ولد في قرية كفر شيما.

من أنصار اللغة العربية، ولعب دورا مهما في التأكيد على إستخدام العربية الفصحى بين العرب في القرن التاسع عشر، وأخذ على نفسه تهذيبها، وتحبيبها إلى القلوب، وهو محرك فكرة القومية العربية، وقائد إحياء تراث اللغة العربية، وصنف مجموعة من المؤلفات اللغوية التعليمية، وشارك في ترجمة الكتاب المقدس للعربية.

من مؤلفاته:

"نار القرى في شرح جوف الفرا - في الصرف والنحو، فصل الخطاب في أصول لغة الأعراب، عقد الجمان في علم البيان، ديوان اليازجي، طوق الحمامة، الحجر الكريم في الطب القديم، وغيرها من الكتب والدراسات".

ومن الواجب الأخلاقي إستذكاره في اليوم العالمي للغة العربية، فهو الرائد الوفي للغة الضاد، الذي أعاد لها بريقها ودورها في حياة العرب،  بعد أن أريد لها أن تنام في أطمار النسيان، وغياهب الإهمال والعدوان عليها، حتى صار العرب في غربة عنها، وإنقطعوا عن تراثهم المعرفي العظيم.

فتصدى اليازجي للإندثار وأحيا وجود اللغة العربية الفصحى، وإنتشلها من مستنقعات ضياعها، وما كانت فيه من غيبوبة ونوام مبيد.

العربية تلد أعلامها وأعمدة ديموتها وحماتها الغيورين عليها، والذين يطلقون أجنحتها النورانية ومفرداتها الثرية، فينشرونها بين الناس ويجعلونها محببة لقلوبهم، ولولا دورهم التنويري والتثويري لما كنا نتفاعل باللغة العربية مثلما نحن عليه اليوم.

فتحية وفاء وإجلال لرائد إحياء لغة الضاد الفصحى، الذي أسهم في تأكيد دورها وتعزيز قيمتها المعرفية والحضارية، فواصل الأمة بتراثها المجيد.

وإن الأمة لتلد أمثال نصيف اليازجي، لتعبر عن حيويتها وتجددها وقوتها، وقدرتها على التحدي والرقاء.

ودامت أمة العرب بأعلامها الأفذاذ!!

 

د. صادق السامرائي

27\12\2020

 

 

في المثقف اليوم