أقلام ثقافية

أبو الأسود الدؤلي!!

صادق السامرائيأبو الأسود الدؤلي، الفقيه، الأمير، الشاعر ومن الفرسان التابعين، واضع علم النحو، وكان قاضيا في البصرة في عهد عمر وعثمان وعلي ومن ثم أميرا عليها.

"ولد الدؤلي في الجاهلية قبل الهجرة النبوية بستة عشر عاما"، وتوفى سنة تسع وستين للهجرة عن عمر يناهز الخامسة والثمانين، وبعض المصادر تذكر بسب الطاعون.

وينسب إليه تنقيط أواخر الكلمات في  القرآن، المبني على وضع الحركات في مواضعها لتسهيل النطق السليم.

 " هو أول من أسس العربية ونهج سبلها، ووضع قياسها، وذلك حين إضطرب كلام العرب".

وعندما سألوه عن علم النحو أجاب: " لقفتُ حدوده من علي بن أبي طالب"، وكان الدؤلي كلما صنف بابا في النحو عرضه عليه، إلى أن وضع الضوابط العامة لعلم النحو.

وكان كريما حكيما فطنا محنكا حازما قنوعا متسامحا.

وعلاقته بالإمام علي كانت ذات عمق وتأثير كبير في إنطلاقته وإنبثاق طاقته المعرفية ، ولديه أشعاره المعبّرة عن تلك العلاقة.

وهذه أبيات من قصيدة يرثي بها علي بن أبي طالب:

(ما ضر قبر أنت ساكنه...أن لا يمر بأرضه القطر، فليعدلن سماح كفك قطره...وليورقن بقربك الصخر، وإذا رقدت فأنت منتبه...وإذا إنتبهت فوجهك البدر، وإذا غصبت تصدعت فرقا...منك الجبال وخافك الذعر

، يا ساكن القبر السلام على...من حال دون لقائه القبر)

ومن شعره في رثاء الحسين:

(يا ناعي الدين الذي ينعى التقى...قم فانعه والبيت ذا الأستار، أ بني عليَّ آل بيت محمدٍ...بالطف تقتلهم جفاة نزار)

وله أيضا:

(أ لستِ ترين بني هاشم...قد أفنتهم الفئة الظالمة، وأنتِ تريننهم بالهدى...وبالطف هام بني فاطمة،

سأجعل نفسي لهم جُنّة...فلا تكثري بي من اللائمة)

ومن أقوال الجاحظ فيه:

"كان حكيما، أديبا وداهيا أريبا"

"جمع سدة العقل وصواب الرأي وجودة اللسان وقول الشعر والظرف"

" كان من المتفدمين  في العلم"

وقال عنه إبن الإعرابي:

"شيخ العلم وفيقه الرأي وصاحب علي وخليفة عبدالله بن عباس على البصرة"

"كان حليما وحازما وشاعرا متفنا للمعاني"

أبو الأسود الدؤلي نبراس ساطع من جهابذة الأمة الأفذاذ، التي عليها أن تفتخر بهم وتثقف الأجيال بهم، وتضع لهم نصبا ومراكز تنويرية تشد عزيمة الأجيال، وتطلق حماستهم الحضارية وثقتهم بقدراتهم على العطاء الأصيل.

فتحية لأنوار أمة العرب!!

 

د. صادق السامرائي

4\12\2020

 

 

في المثقف اليوم