أقلام ثقافية

صادق السامرائي: الجنس في التراث!!

صادق السامرائيالجاهلون بتراث الأمة يحسبون الكلام في موضوعات الجنس من المحرمات والمنكرات، بينما الواقع التراثي يشير إلى العديد من المؤلفات، التي سبقت عصرها في مواضيع جنسية متنوعة، ومتفوقة على ما تتحدث به الناس في المجتمعات المعاصرة.

سيتعجب مَن يتعجب من هذا الكلام، وهذه بعض الكتب التي تناولت الجنس في تراثنا ومنها:

من الكتب المنسوبة للسيوطي (849 - 911) هجرية : "رشف الزلال من السحر الحلال، ضوء الصباح في لغات النكاح، الإفصاح في أسماء النكاح، البواقيت الثمينة في صفات السمينة، مباسم الملاح ومباسم الصباح في مواسم النكاح، الإيضاح في أسرار النكاح، الأيك في معرفة النيك، نواضر الأيك  في نوادر النيك، شقائق الأترنج في رقائق الغنج، نزهة العمر في التفضيل بين البيض والسود والسمر، الوشاح في فوائد النكاح، الإيضاح في أسرار النكاح"

ومن الكتب الأخرى في التراث لمؤلفين آخرين: "الباه للرازي، حديث الباه لمرطوس الرومي، بردان وحباحب لأبي حسان الكبير، السحاقات والبغائين لأبي العبس، العرس والعرائس للجاحظ، القيان لإبن حاجب النعمان، الروض العاطر في نزهة الخاطر للنفزاوي، وغيرها العديد من الكتب التراثية الأخرى التي تتناول المواضيع الجنسية بتفاصيل مسهبة.

وذكر إبن النديم (73) كتابا تتناول المواضيع الجنسية، ويمكن البحث في كتب التراث والكشف عن هذه الكنوز، التي يتم التعمية عليها وحجبها، لإيهام الأجيال بما يشتهي المتاجرون بالرؤى والأفكار والعقائد.

إن المطلعين على تراث الأمة يقفون مبهورين أمام هذه الحرية في التعبير عن الموضوعات الجنسية، فالجنس كالملح في الكتب التراثية والأدبية، ومن المراجع المختصة بالجنس " الروض العاطر في نزهة الخاطر "، "رجوع الشيخ إلى صباه في القوة على الباه"، " متعة النفوس ونزهة الألباب فيما لا يوجد في كتاب"، "تحفة العروس ومتعة النفوس".

كلها كتب جريئة وصريحة الوصف والتعبير، في زمان لدينا عنه تصورات أخرى، ويعجز أي كاتب معاصر أن يأتي ببعض كلمات مما كتبوه، لأن الدنيا ستقام عليه.

المتشددون من أدعياء المعارف، يتهمون الذين يذكرون كلمة جنس بالفسق والإلحاد والزندقة، وبأنهم يريدون إفساد المجتمع، ويتصورون الأخلاق حسب ما تشتهي أنفسهم.

فكيف يا ترى يمكننا تفسير الضجة التي أحدثتها كاتبة تناولت هذه المواضيع بتحفظ، بالقياس لما موجود بكتب التراث، فهل أن كتب التراث مختلقة ومزيفة؟

وهل نحن من الجاهلين؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم