أقلام ثقافية

صادق السامرائي: إبن العين زربي والطب الوقائي!!

صادق السامرائيأبو نصر موفق الدين عدنان بن نصر، ولد في بلدة زربة في تركيا. وتعرف حاليا بإسم (ناورزا)، وقد عاش في القرن الثاني عشر الميلادي، وربما يكون مولده في أواخر القرن الحادي عشر.

مؤلفاته: "شرح قانون الصناعة الصغيرة لجالينوس، مقالة في الحصى وعلاجها، الكافي في صناعة الطب، مجربات في الطب، تعذر وجود الطبيب الفاضل ونفاق الجاهل، الرسالة المقتنعة في المنطق، مقالة في مرض السعفة".

تلاميذه: الشيخ السديد (كان طبيبا بارعا)، بلمظفر بن معروف (خدم الخلفاء بطبه)

وكما جاء في عيون الأنباء في طبقات الأطباء:

"هو الشيخ موفق الدين أبو نصر عدنان بن نصر بن منصور من أهل عين زربة، وأقام ببغداد مدة، واشتغل بصناعة الطب والعلوم الحكمية ومهر فيها، وخصوصا في علم النجوم، ثم بعد ذلك إنتقل من بغداد إلى الديار المصرية  إلى حين وفاته، وخدم الخلفاء المصريين، حظي في أيامهم وتميز في دولتهم ، وكان من أجل المشايخ وأكثرهم علما في صناعة الطب، وكانت له فراسة حسنة وإنذارات صائبة في معالجته، وصنف بديار مصر كتبا كثيرة في صناعة الطب، وفي المنطق وفي غير ذلك من العلوم، وكانت له تلاميذ عدة يشتغلون عليه، وكل منهم تميز وبرع في الصناعة، وكان إبن العين زربي في أول أمره يتكسب بالتنجيم....وكان إبن العين خبيرا بالعربية، جيد الدراية لها، حسن الخط....وكان يشعر وله شعر جيد، وتوفى رحمه الله في ثمان وأربعين وخمسمائة بالقاهرة، وذلك في دولة الظافر بأمر الله"

وكان الطبيب الشخصي للظافر بأمر الله (1149 - 1154) ميلادية .

ويقول في مقدمة كتابه (الكافي في الطب): "لما كان الطب ينقسم إلى قسمين، علم فقط وعلم عمل، وكانت الغاية منه حفظ الصحة موجودة، وردها مفقودة، وكان غرضنا في هذا الكتاب إثبات ما يخفى على الناظر في الطب، ويسهل عليه بحيث يقدر منه على الإطلاع على صناعة الطب، وينتفع في العمل بها، ...ويكون تذكرة للكاملين، وحاثا ومفيدا للمتعلمين به...فنقول: إن حفظ الصحة يتم بتعديل الأسباب الستة الضرورية لأبداننا وهي : وصول الهواء المحيط بأبدان الناس، ما يؤكل وما يشرب، النوم واليقظة، الحركة والسكون، الأحداث النفسانية، تدبير الملابس والمساكن، الإستحمام والجماع"

والكتاب مقسم إلى (68) فصلا، وهو كتاب في الطب الوقائي والعلاجي، سابق لعصره.

والمتأمل لما ذكره في مقدمة الكتاب يرى أنها لا تزال قائمة ومعمول بها في وقتنا المعاصر، فهو يؤكد على العوامل اللازمة لحفظ الصحة، والوقاية من الأمراض بمراقبة الأكل والمشرب والحركة والنوم واليقظة ويحذر من التوترات النفسية، ويشير إلى النظافة والعناية الشخصية.

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم