أقلام ثقافية

صادق السامرائي: إبن حجر العسقلاني والأوبئة!!

صادق السامرائيشهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد  الكناني العسقلاني المصري (773 - 852) هجرية، ولد في مصر - الفسطاط - وتوفى في القاهرة، ونشأ يتيم الأبوين وهو في الرابعة من العمر.

تولع بالشعر والأدب وعلوم الحديث، ورحل في طلب العلم داخل مصر وإلى اليمن والشام وحلب والحجاز، ومصنفاته ما بين (200 - 270) مصنف، وإهتم بالتدريس ودرّس في عدة مدارس معروفة .

كما مارس الإفتاء والخطبة، والقضاء والإملاء، والمشيخة وخزن الكتب.

ومن شيوخه: " التنوخي، الخيوطي، البلقيني، الأبناسي، الفيروز آبادي، البشتكي، عبد الرحيم العراقي، نور الدين الهيثمي"، وغيرهم الكثير.

ومن تلاميذه: " شمس الدين السخاوي، برهان الدين البقاعي، زكريا الأنصاري، إبن الخضيري، إبن تغري، إبن الشحنة، شهاب الدين البوصيري، إبن قوقب، إبن بصال، المحب البكري " وغيرهم.

من مصنفاته: "تعليق التعليق، فتح الباري، نزهة النظر بشرح نخبة الفكر، تهذيب الهذيب، الأمالي المطلقة، الأمالي الحلبية، الإيثار بمعرفة رواة الآثار، سلسلة الذهب، الإصابة في تمييز الصحابة، لسان الميزان، نظم اللآلي بالمائة العالي، إنباء الغمر بأبناء العمر، المطالب العالية"، وغيرها، وكان له منهجه الواضح في التأليف.

لديه عدد من البنات من زيجات متعددة وولد واحد من جارية، وبناته (زين خاتون، غالية وفاطمة )، أصابهن الطاعون، مما دفعه لتأليف كتابه "بذل الماعون في فضل الطاعون"، وهو من أول الكتب عن الأوبئة، والتي لها دورها في التنبيه على ضرورة التصدي للأوبئة والوقاية منها، وبعده توالت الكتب التي تتناول الموضوع.

والعسقلاني قدوة صيرورة إنسانية معرفية ثاقية، تحدّت المعوقات والعراقيل وإنطلقت رغم اليتم والحرمان من عاطفة الأمومة والأبوة، لكنه مضى في طريق التعبير الأمثل عما فيه من الطاقات المعرفية، حتى بلغ أعلى المراتب العلمية، وحاز على ألقابٍ علية.

وما أحوجنا للإقتداء به وبأمثاله من أنوار الأمة الذين بددوا ظلمات العصور، وأوقدوا مشاعل التبصر والإدراك المنير في أروقة العقول البشرية.

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم