أقلام ثقافية

صادق السامرائي: يوسف إدريس الكاتب الطبيب!!

صادق السامرائييوسف إدريس كاتب قصصي مسرحي روائي مصري (1927 - 1991)، تخرج من كلية الطب عام (1947)، وتخصص في الطب النفسي عام (1951).

تولعتُ به لحدٍ عجيب وقرأت معظم ما كتبه، وكنت أتابعه في مقابلاته الإذاعية والتلفازية والصحفية، وكان لي صديق مصري إسمه محمود من متابعيه أيضا ومتأثر بكتاباته، فكنا نتحدث عنه ونناقش قصصه ومسرحياته، وكان أسلوبه السردي المكثف يشدني إليه.

ولا أدري سر إنجذابي إليه، أ لأنه طبيب وكاتب؟!

لا أعرف!!

 لكني عندما أتفحص مَن قرأت لهم وتأثرت بهم كانوا من الكتاب الأطباء العرب والأجانب، وكأني كنتُ أشعر بأني سأكون طبيبا وأنا في المرحلة المتوسطة.

تعرفت على حياته ونضالاته ومواقفه السياسية، ومسرحياته التي كانت تنتقد الواقع وتدينه، وتابعت مقاساته وما أصابه وألمّ به حتى وفاته.

قرأت له الحرام، جمهورية فرحات، بيت من لحم، ليلة صيف، العتب على النظر، رجال وثيران، الفرافير، المهزلة الأرضية، وغيرها من كتاباته التي كانت تصلنا.

وكانت لشخصيته تأثيراتها وتعبيراتها الكرزماتية، فكنت مأخوذا بهذه الشخصية الجريئة المتحدية الناطقة بما تراه وتكتشفه بلا تردد أو خوف.

وتعلمت منه لكي تكتب عليك أن تكون جريئا، لأن طريق الكتابة معبّد بالأشواك والمطبات، ويزدحم فيه أعداء الكلمة.

وكان صديقي المصري أكثر معرفة به ومتابعة له، فيحكي لي عن تفاصيل حياته وما يقاسيه، فهو من المولعين به والفخورين، لكونه كاتب مصري متميز.

وقد تحيَّرت بأمره في أواخر عمره وما عدت أتابع ما يكتبه، لأنه صار وكأنه يكتب بلغة أخرى، ويرى بمنظار معقد رمزي مكتئب حزين، ولا أدري إن كنتُ مصيبا، فكتاباته المتأخرة أصبحت لا تستهويني، لكنه أثر على علاقتي بالقصة والكلمة، وتعلمتُ منه كيف أكتب ما يعين على التنوير والتثوير.

تحية للكاتب يوسف إدريس الذي لا تزال كتاباته ذات قيمة إبداعية وإستنهاضية للأجيال.

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم