أقلام ثقافية

جواد عبد الكاظم: العلامة محمد جواد مغنية في كتاب جديد

اعتدت في شهر رمضان المبارك من كل عام اختيار كتاب مميز ليضاف إلى قراءاتي الاعتيادية في سائر الأيام.

واخترت هذا العام كتاب (محمد جواد مغنية من التجديد الفقهي إلى الدولة المقاصدية العصرية) لمؤلفه المفكر جواد علي الكسار.

والكتاب من الإصدارات الحديثة لدار الشؤون الثقافية العامة، وهي مشكورة جداً على هذا الإصدار الرائع، ويقع في 535 صفحة من القطع الوزيري، وتضمن معلومات كثيرة ومتنوعة، وأفكار تنويرية راقية، وتجارب حياتية ناضجة، وقد كتب بأسلوب جميل يشد القارئ المثقف منذ السطور الأولى.

عن حياة المترجم له قال المؤلف في أحدى الومضات:

(محمد جواد مغنية، عاش حياة قاسية يتيم الأبوين، بعد أن فقد والدته دون الخامسة، ووالده وهو في الثانية عشر من عمره، مشرداً بلا مأوى، ولا معيل يرعاه أو كفيل يوفر له مستلزمات الحياة، ولو على مستوى الكفاف!

هكذا مضت بواكير حياته الأولى؛ عقبات كأداء من اليتم والتشرد والفقر وفقدان المأوى، فواجه ذلك كله بثبات مشوب بالتحدي والعناد، عندما جرب حظه في عاصمة بلده بيروت، بألوان المهن المتواضعة من قبيل بيع الصحف والكتب العتيقة، والمشروبات الغازية وصناعة المعجنات المحلية، إلى أن جاءت هجرته إلى حاضرة النجف الأشرف، لتكوم هي المنعطف الذي غير مسار حياته بالكامل، فصار العالم والمتكلم والمفسر والفقيه، ومنظر الفكر الاجتماعي والسياسي، والداعية التنويري الغيور، والمنافح عن الإنسان ومشكلاته والشعوب وقضاياها.

كان عظيم الهمة، بالغ العزيمة، جلداً مثابراً، يعمل دون كلل أو ملل، يمضي من اليوم والليلة بين 14 – 18 ساعة عمل، منكباً على الإنتاج بحثاً وتدويناً حتى الليلة الأخيرة من حياته).

وعن الفكر السياسي للعلامة محمد جواد مغنية يقول المؤلف إنه (شهد المزيد من أنسنة الدولة وجرها من أفقها الهلامي؛ أفق دولة التصورات والأماني، دولة اللامكان واللازمان، المعلقة في أعالي التاريخ وعالم المثل، إلى دولة الإنسان على الأرض وفي هذا العالم!)، وقد جرؤ على "أسلمة" الأنظمة الإنسانية، بمعيار الرؤية المقاصدية القائمة على إقامة القسط في حياة الناس ميزاناً لفعلها.

ويصف المؤلف كتابه الممتد على مئات الصفحات بأنه دراسة وطفية تحليلية لأفكار ورؤى ونظريات وغيرها الكثير، والأهم أنها مسعىً لاكتشاف الأسس المعرفية العميقة التي تقوم عليها هذه النظريات والبنى الفكرية التي ترتكز إليها.

***

جواد عبد الكاظم محسن

في المثقف اليوم