أقلام فكرية

رحيم الساعدي: المعرفة والفلسفة وتقنية الميتافيرس

رحيم الساعدي‏تعد تقنية الميتافيرس من التقنيات التي ظهرت حديثا وهي تتكون من مقطعين ميتا وفيرس والأول يعني ما وراءاما الثاني فيشير إلى الكون وهي تقنية تتحدث عن المساحة الافتراضية للانترنت وهي تتعلق بالعالم الموازي وقد تسابق على هذه المغامرة كبار شركات التقنية في العالم منها ‫Google windows وايضا شركة Facebook والتي تحولت إلى شركة ميتا واصبح المكان الجديد ساحة للاستثمار والعقارات الالكترونية، ويدعم ذلك المساحةالاقتصادية التي اسست سابقا واقصد بها البيتكوين او ثورة البلوك چين التي تؤسس الى التبادل المالي بعيداعن الوسطاء الالكترونيين ولا يسعنا الا السؤال عن دور المال الاكتروني في كونه محركا للتاريخ وفق هذا التصور.

أنها طفرة في اتجاه الحياة الذكية وبطبيعة الحال فإنه كل ما يتعلق بالتكنولوجيا نرجعه إلى الادب والخيال الأدبيويستخدم هذا الواقع المعزز اغلب المؤسسات في العالم سواء الصحية أو التكنولوجية منها والصناعيه وكذلك الفنية والرياضية ولذلك نرى أن شركة ميتا او فيس بوك قدمت بعض الأدوات التي تتيح للمستخدمين الشعور بالأشياءداخل الواقع الافتراضي منها النظارات كما تتبنى شركة Microsoft مشروع خاص لنظارات الواقع الافتراضيالتي تجعل التواصل بين الناس أكثر سهولة وسيصبح من السهل على المسؤول أو الطالب الإجتماع في بيئةافتراضية ثلاثية الابعاد يشعر فيها وكأنه في بيئة واقعية وهكذا سوف يكون الامر مع مجموعة الإجراءات أخرى فيهذا العالم الافتراضي وسيكون هناك استثمار العقارات الافتراضي ولا العام وبحث المسائل العلمية والطبيةوالمهنية وربما العلاقات الاجتماعية في اجتماعات الطلبة والأساتذة وربما في المؤسسات الحكومية سيكون وفقوجود ثلاث الأبعاد وهذا يذكرنا بفيلم افتار الذي يعد نقلة تقنية فنية عالمية .

وقد شاهدت مباراة افتراضية في المبارزة مع صاحب شركة فيس بوك، وقد اثارني اندماج الجانب الوهمي معالحقيقي في مباراة، يمكن استخراج العديد من النتائج منها،:

١- ان مفهوم الوهم يضعف هنا فالمعطيات التي يخرج بها الناظر تشير الى ان مبارزين يتقاتلان وقد انتصراحدهما وهي نتيجة منطقية مرئية وان كان ينقص احد اطراف النتيجة وجوده الحقيقي .

٢- فيما يتعلق بالشخص الحقيقي فانه يتعامل مع سلوك وفعل مرئي ايضا.

٣- وبالتالي فهو وجود مرئي ومسموع وفيه نتائج، الا انه‏ ‏وجود مفترض تنقصه حقيقة مشخصة.

و رؤيتنا لأفلام الألعاب ‏تختلف عن المشاركة وبشكل الافتراضي مع هذه الألعاب بمعنى أننا نستخدم ليس فقطالنظر وإنما نستخدم ‏حواس أخرى مثل النظر واللمس ‏والصوت مع استخدام إرادتنا مباشرة وليس النظر الىارادة المبرمج ومحاولتنا تلافي معوقات ارادة المبرمج، ‏وهنا تضمحل نوعا ما ‏الحتمية فنحن نمارس الفعل مباشرة‏في واقع افتراضي ‏ ‏وننظر الى الاخر بوصفه غريما مشخصا وليس اداة الكترونية، وهذه الخطورة ستحيلنا فيمابعد الى التعامل مع كون موازٍ، يمثل الهروب من الواقع، انها اقرب الى المخدرات ولكن بشكلها العلمي وليسالطبي .

ما يعنينا هنا، سيكون السؤال عن دور الحواس في ذلك العالم، ومصير النظريات المنطقية وفق الاضافة الجديدةومصير المعرفة،التي يتوجب فحصها من جديد وفق الاعتبارات التي يزحف بها العلم والتكنلوجيا وبشكل سريع .

اعتقد ان الميتافيرس وهي منظومة الشاشات والوجود المعلق في الفضاء استخدم سابقا في ناسا وغيرها قبل انيطلق صراحه لمواكبة التطور المستمر

وعلينا في الفلسفة ان نقارن بين المخرجات التي تنتج من تلك الثورة العلمية وبين بياناتنا المعرفية والي ورثناهامن افلاطون وارسطو وغيرهم.

فالاشياء تتبدل والمعرفة تتطور، ولنا احاديث اخرى ان شاء الله

 

د. رحيم الساعدي

 

في المثقف اليوم