أقلام فكرية

علي عمرون: تفاهة الكذب.. قراءة في فلسفة الكذب

"لم تعد فضيلة الشرف والكرامة تقابل بالاحترام

وهي التي كانت دوما توضع في مقدمة الفضائل"

باسكال يونيفاس [المثقفون المزيفون]

مدخل عام:

تستهدف الفلسفة كتفكير نقدي محاربة الكذب والتضليل والخداع على اعتبار انها تبحث عن الحقيقة،لكن المفارقة أن بعض المشتغلين بها والمنتسبين إليها يكذبون بخبث وعن قصد ويعملون على تشويه الحقائق، يعلنون انفسهم كأشخاص صادقين ورجال حكماء لكن في الواقع هم يكذبون ثم يكذبون ومن السهل اكتشاف اكاذيبهم وفضحهم رغم تنكرهم بقناع الحقيقة، انهم يكذبون بغباء وقد سخر اوسكار وايلد الذي اشتهر بأسلوبه الهجائي من تدني مستوى الكذب وسجل ان اتقان الكذب في هبوط مستمر، وقد حدث ان تقاطعت الحقيقة مع الكذب -كما يحكى في الاساطير- ابتسم الكذب قائلا: الطقس رائع وجميل هذا اليوم ما رأيك أن نتمشى معا، نظرت الحقيقة إلى السماء وما حولها وقالت له: نعم الطقس جميل ورائع هذا اليوم، وبينما كانا يتمشيان، وصلا إلى بئر ماء كبير، مد الكذب يده في الماء وقال: الماء دافئ وجميل دعنا نسبح، الحقيقة تلمس الماء بأصابعها وكان دافئا حقا، وقد وثقت بالكذب. كلاهما خلع ملابسه وسبحا بهدوء. وفي غفلة خرج الكذب مرتديا ثياب الحقيقة وغادر لكن الحقيقة رفضت لبس ثياب الأكاذيب، بدأت تمشي عارية وكان الجميع يصدمون لرؤيتها رجعت مسرعة واختفت في البئر. وبقي الكذب يختال بمشيته على الأرض بلباس الحقيقة وكل الناس ترفض رؤية الحقيقة المجردة وهي عارية. وبعيد عن الاساطير الواقع ان الاعتقاد بإمكانية وجود عالم لا يضطر فيه الناس الى الكذب أمر خيالي ولكن يجب الاقرار حتما ان انتشار الأكاذيب رغم ان حبلها قصير يجعل العالم اسوء.

من المفهوم الى الاشكال

يحدد جميل صليبا في معجمه الفلسفي الكذب على انه لفظ معاكس للصدق، اذا اطلقته على الخبر دل على عدم مطابقته للواقع، واذا ارتبط بالشيء دل على التزييف او الغش، واذا اقترن بالشخص دل على عدم مطابقة السر للعلن وفي المنطق يقترن الكذب بفساد الاحكام وهو من المغالطات. [1] وجاء في دليل أكسفورد للفلسفة: "يتعين على المذهب الملائم في الكذب ان يعتبر ما اذا كان وكيف يخترق الكذب قواعد سلوكية تحكم أفعال الكلام الخاصة بالاقرار وان يحدد نوع الضرر الذي يحدثه بالثقة التي تشكل علاقات إنسانية مركزية " [2] وفي الاستخدام الحديث، تعّد كلمة الكذب في العادة مصطلحاً للتجريم الأخلاقي، ویمیل الأشخاص في محادثات الكیاسة إلى تجنبه ففي كثیر من الأحيان تُستعمل مرادفات مفهوم الكذب كالزیف، وعدم الصدق بوصفھا بدائل له ومن السھل نعت الشخص غیر الصادق بالكاذب" [3] وهكذا يتقاطع الكذب مع الكثير من الكلمات من قبيل الخداع والغش والنفاق ...الخ وقد وجاء في كتابه النظرات لمصطفى لطفي المنفلوطي: " كَذِبُ اللسان من فضول كذب القلب، فلا تأمن الكاذب على ودٍّ، ولا تثق منه بعهدٍ، واهرب من وجهه الهرب كله، وأخوف ما أخاف عليك من خُلَطائِكَ وسجرائك الرجل الكاذب. عرَّف الحكماء الكذب بأنه مخالفة الكلام للواقع، ولعلهم جَارَوا في هذا التعريف الحقيقة العرفية، ولو شاءوا لأضافوا إلى كذب الأقوال كذب الأفعال"  ونظر القديس توما الأكويني الى الكذب على أنه يعبر عن ما يتعارض مع حقيقة ما يفكر المرء فيه ووضع ثلاثة شروط لحدوث الكذب، حيث يحدث الكذب فقط اذا تحققت ثلاثة عناصر: أولاً، الباطل المادي، أي التعارض بين الكلمة والفكر وليس فقط بين الكلمة والحقيقة وبالتالي إذا أعلن المرء شيئًا كاذبًا، واعتبره صحيحًا، فإنه يرتكب خطأ ويقول كذبًا، وليس كذبة: والثاني الباطل الشكلي، والذي يتكون من الإرادة لقول عكس ما هو يعتقد، على الرغم من أن الشيء الذي يقال صحيح ؛ بحيث يمكن للمرء أن يكذب حتى يقول الحقيقة دون أن يعرف ذلك ؛ وثالثًا، الرغبة في الخداع كما يحدث في العروض المسرحية. والكذب أنواع ودرجات حيث يسرد القديس أغسطينوس في كتابه ضد الأكاذيب ثمانية أنواع وعنده لاوجود للكذب بمعزل عن قصد او إرادة او رغبة الخداع وأول الأكاذيب الكذب في تعاليم الدين. الثاني: الذي لا ينفع أحدا ويضر به. والثالث، الذي يستغل أحدهم بإيذاء الآخر؛ والرابع ما يكذب فيه لذة الكذب والخداع فقط. الخامس هو الذي يقال عن الرغبة في الرضا. والسادس هو الذي دون أن يضر أحد. الاستفادة من شخص ما لتأمين ثروته؛ السابع: الذي لا يؤذي أحداً، ويستغله في التخلص من الموت. الثامن: الذي لا يضر أحدا ويقصد به نجاسة الجسد. ان تعدد هذه المفاهيم يضعنا امام تساؤلات يمكن الارتكاز عليها حتى نتقدم في مقالنا هذا:

هل يمكن الاتفاق حول مفهوم الكذب؟ ما طبيعة الكذب وماهي دلالاته؟

هل يمكن وضع مفاهيم الكذب والغش والتضليل ضمن نفس الحقل الدلالي؟

هل يمكن للإنسان ان يكذب على ذاته؟

لماذا نكتب عن الكذب؟

إذا كان من الممكن تبرير الكذب في بعض الحالات، لماذا لا يمكننا التخلص من فكرة أن الكذب أمر يستحق اللوم؟

يجيب أليخاندرو توماسيني باسولس: " أنا أزعم أن هذه المفاهيم هرمية وأن "الغش" هو أبسط شيء على الإطلاق، لأن الكذب شيء لا يستطيع فعله سوى مستخدمي اللغة ويمكن العثور على ظاهرة الخداع في مملكة الحيوان" وفي تحليله اللغوي للكذب انطلق من المسلمات التالية: لا يمكن للمرء أن يكذب دون نية الخداع، وأنه لا يمكن الكذب باستخدام افتراضات حقيقية، وانه يجب الإقرار بان الكذب هو دائمًا عمل بغيض وفي مقال قول في الكذب للدكتور أحمد برقاوي اكد ان الحديث عن الكذب يوقعنا دوما في التكرار وترديد نفس العبارات والعودة الى ذات النصوص لذلك تساءل لماذا نكتب عن الكذب؟ وجاء الجواب نكتب عنه لسببين: الأول تذكير الناس بشرور الكذب، لان انتشار ظاهرة الكذب يخلق نوعاً من التلاؤم مع هذا الشر، دون ردود فعل مناهضة له. والسبب الثاني: لشيوعه وسرعة انتشاره عبر منصات التواصل الاجتماعي. والكذب يمتد الى مجالات عديدة ابرزها السياسة وقد اشرنا الى ذلك في مقالنا من اجل اخلاق سياسية تقول حنة ارندت وهي تتحدث عن السياسة والحقيقة: " يمكن اعتبار اللجوء الى الكذب احدى الوسائل الضرورية والمشروعة،ليس فقط لكل من يمتهن السياسية او يمارس الديماغوجية،بل وكذلك لممارسة الحكم " [4]

هل يمكن ان يكون الكذب مبررا؟

في نظر كانط يجب قول الصدق في كل الحالات كن صادقا هذا واجب أخلاقي وواجب التزام الصدق هنا قطعي لا شرطي حيث يجب قول الحقيقة ولاوجود لأكاذيب بيضاء وقد يكون تبرير الكذب بادعاء حسن النوايا وان الهدف هو تشجيع الاخرين ولكن التشجيع الزائف ضرب من السرقة فهو يسلب الوقت، والطاقة، والتحفيز من شخص كان سيستغلها لتحقيق أي هدف آخر لكننا كثير ما يغرينا أن نشجع الآخرين بمديح غير صادق ً وبهذا فإننا نعاملهم كالأطفال، في حين ّ نفشل في جعلهم مستعدين لمواجهة من سيحكمون عليهم كبالغين.وهنا يميز سام هاريس في كتابه الكذب بين الكذب والخداع حيث يتخذ الخداع أشكالا ّ عديدة ولكن أشكاله ليست كلها أكاذيب وهو ينظر الى الكذب كفعل إيذاء هدفه طمس الحقيقة فهو تضليل الآخرين عن عمد حين يتوقعون محادثة صادقة.وفي نظره ان الناس يكذبون لعدة أسباب، فقد يكذبون لتجنب الإحراج، أو للمبالغة في إنجازاتهم، أو إخفاء ً أخطائهم.[5] وقد يقطعون وعود بأمور لا ينوون الوفاء بها، وقد يخفون عيوبا في منتجاتهم أو ّ خدماتهم، وقد يضللون المنافسين كي يتغلبوا عليهم، كما أن كثيرين منا يكذبون على أسرهم ً وأصدقائهم مراعاة لمشاعرهم ووصل في نهاية مقاله الى ان الصدق هدية يمكننا منحها للآخرين، وهو مصدر للقوة ّ ومحرك للبساطة. فمعرفة أننا سنقول الحق مهما كانت الظروف، لن يضطرنا إلى الاستعداد لكثير من الاحتمالات معرفة أننا قلنا الحق في الماضي لن يتطلب منا أن نتابع أي شيء، بل سنكون ببساطة على سجيتنا في كل لحظة.

لماذا يكذب الأطفال

يكذب الأطفال كما يكذب الرجال والنساء لأسباب عديدة وقد حصر أصحاب كتاب الكذب في سلوك الأطفال خمسة دوافع:

01- الخوف من العقاب من سلطة الاب والام.

02- السعي لإرضاء السلطة قد تكون سلطة المعلم مثلا.

03- السعي لإثبات الذات والحصول على مكانة اجتماعية ويتم اللجوء للكذب لتعويض الشعور بالنقص

04- الخيال الخصب للطفل

05- الرغبة في الانتقام من الاخرين وهذا هو الكذب الانتقامي

المثقف الكذاب

يروي جان بوتوريل في كتابه الممتع " اعزائي المحتالين " بان فرنسوا ميتيران الذي كان قد انتخب من قبل وقت قصير رئيسا للجمهورية وتلقى من مارغريت تاتشر دعوة لزيارة المملكة المتحدة طلب ان يلتقي بعدد من مثقفي البلد اجابه موظفو داونينغ ستريت بانهم ربما يجدون له كتابا او مؤرخين او فلاسفة او باحثين ولكن ليس مثقفين [6] وهنا يجب ان نميز بين سلطة المثقف ومثقف السلطة من خلال العودة الى المفاهيم الكبرى سواء في الفكر الغربي او العربي .ويمكن العودة هنا الى الإيطالي "أنطونيو غرامشي" الذي قسم المثقفين الى نوعين، الأول هو المثقف العضوي الذي يحمل هموم وقضايا أمته وشعبه، وهو الذي ينتمي إلى طبقته ويمنحها وعيًا بمهامها، ويصوغ تصوراتها النظرية عن العالم، ويفرضه على الطبقات الأخرى والذي يستمر في العطاء جيلا بعد جيل. والثاني هو المثقف التقليدي ينفذ سياسات الدولة مقابل اجر وهذا النوع له قابلية للتعليب ويمكن تحجيمه او عزله او تحويله الى ناطق باسم السلطة.

كما يمكن الحديث عن المثقف الملتزم كما صوره جون بول سارتر والذي يختلف في وظيفته عن مثقف السلطة او مايسميه سارتر المثقف المزيف: ففي حين يلعب هذا الأخير(دور الرجل الاكاديمي الخبير) يمارس سلطته المعرفية في اطار ضيق باحثا عن امتيازات مادية في الأكثر مرتكزا على فكر دوجماطي فإن المثقّف الملتزم مرتبط بقضايا عصره وهموم مجتمعه بل الإنسانية ككل يتحمل مسؤولياته الأخلاقية والاجتماعية دفاعًا عن الحرية.لا يكفّ عن "مشاغبة الدولة " و"لا يتراجع "، بالاخص حين يواجه عدّوه اللدود اي "المثقف المزيّف" (مثقف السلطة) وهو "كلب حراسة السلطان"، يقول احمد برقاوي: " أكثر عالم يضج بالكذب هو عالم المثقفين من كل الأنواع. فلقد توافرت لأكاذيبهم كل القنوات التي تسمح بنشرها للناس. فالكذب عندهم مرتبط ارتباطاً صميمياً مع شهوة الحضور. وهو بهذا المعنى هو حالة وجودية"

في سياق الفكر الغربي نجد جوليان بندا في كتابه خيانة المثقفين يتحدث عن مثقف السلطة وهم عموم المثقفين الذين رأى أنهم جميعاً خانوا الفكر النقيّ الخالص، هائمين وراء الأهواء السياسية والأيديولوجية، متخلّين عن المثل العليا " في مقابل المثقفين أصحاب الرسالة وهم «عصبة صغيرة من الملوك والفلاسفة، الذين يتحلّون بالموهبة الاستثنائية، وبالحس الأخلاقي الفذّ، ويُشكّلون ضمير البشرية ".

الأكاذيب الكبرى

السايكوباثية هي اضطراب في الشخصية يتميز صاحبه بالعديد من الصفات، أهمها سلوك ضد المجتمع (anti-social)، والغطرسة والخيانة والتلاعب بالآخرين، مع افتقاد الشعور بالتعاطف مع ضحاياه ...لكن الكذب لا يعبر عن حالة فردية بل هو في الواقع صناعة وقد أشار كليمانطا الى الأكاذيب العشر للعولمة وتحدث بعضهم حتى عن كذب الفلاسفة ومعظمنا اليوم يدرك بكل ألم أن ثقتنا في الحكومة والشركات الكبرى وسائر المؤسسات العامة قد قوضتها الأكاذيب فقد أشعل الكذب حروبا وأطال من أمدها: فقد كان حادث خليج تونكين في فيتنام، وكذلك التقارير الزائفة عن أسلحة الدمار الشامل في العراق ً،مثالين قاد فيهما الكذب الى صراع مسلح .يذكر عالم الأوبئة بن غولديكر أنه فيما يخص بعض الادوية 50بالمئة من التجارب حجبت وأضاف قائلا: " لعل إحدى الحقائق المحزنة حول النفسانية البشرية أننا نميل لتذكر العبارات على أنها حقائق حتى بعد تكذيبها ويعرف ذلك في علم النفس بتأثير الحقيقة الوهمية فالألفة كما قيل تولد المصداقية ان أكاذيب الأقوياء تدفعنا نحو الشك في الحكومات والمؤسسات، وأكاذيب الضعفاء تجعلنا جامدين تجاه معاناة الآخرين، وأكاذيب نظريات المؤامرة تثير الشكوك في مصداقية كاشفي الأسرار، حتى حين يقولون الحقيقة. فالأكاذيب هي المكافئ الاجتماعي للنفايات السامة: إذ يمكن انتشارها أن يؤذي الجميع".

الكذب من منظور السينما والمسرح

قدم المسرح الوطني محي الدين بشطارزي العديد من العروض المسرحية ومنها مسرحية “الزاوش” من اقتباس وإخراج كمال يعيش، عن نص للكاتب المسرحي المجري فيرنتش كارينتي بعنوان “البوزندورفر”، تسلط الضوء على الكذب تدور أحداث المسرحية التي تتخذ من الفساد والخيانة سمة رئيسية لها حول فكرة محورية وهي ان الكذب انعكاس لفراغ عاطفي يتغذى على الماضي ويرتكز على المخيلة فيه يفقد الانسان انسانيته يدور حولها العمل ضمن قالب أراده المخرج أن يكون فلسفيا محملا بالرسائل التي تناقش قضية الكذب والخيانة والعلاقات الزائفة بين البشر وبين ما يحمله القوي للضعيف، لتصل بنا المسرحية لتأكيد مدى تجردنا من مشاعرنا الإنسانية.

يمكن الإشارة أيضا الى فيلم "كذب أبيض" للمخرجة المغربية أسماء المدير، التي اختارت "الحفر في الذات كأفضل طريقة للخوض في السياسة يعود الفيلم إلى جزء مما يعرف في المغرب بـ"سنوات الجمر والرصاص"، وتحديدا إلى انتفاضة الدار البيضاء في 1981 أو "ثورة الخبز" ضد رفع أسعار المواد الأساسية وغلاء المعيشة، والتي قتل فيها مئات المغاربة سواء خنقا جراء الاكتظاظ في المعتقلات أو رميا بالرصاص إثر تدخل القوات المغربية ضد المتظاهرين. بصفتي مخرجة مغربية شابة، أحمل معي العديد من الأسئلة التي لم يتم الإجابة عنها. بعضها شخصي، وبعضها سياسي وأريد أن أسألهما الآن، بصفتي مخرجة وابنة، تتفاعل مع أقرب الناس منها: أسرتها. من خلال هذه العلاقات الأسرية، أخلق مساحة مشتركة للفيلم هي منزلنا في الدار البيضاء. مساحة مليئة بالتواطؤ والحب والعداء والاعتراضات.أثناء التحقيق في قصص طفولتي، أتفاعل مع أمي وأبي وجدتي. يسمح لي ذلك أن أتساءل عن ذكرياتي العالقة بين الخيال والواقع، بين الحقيقة والأكاذيب. وأظهر مدى صعوبة بناء هوية المرء عندما تكون كل ذكرى نمتلكها مشكوك فيها.[7]

تجدر الإشارة أيضا الى الفيلم الذي أخرجه دييجو سابانيس للمخرج خوليو كورتازار: رواية حبكتها بسيطة: يسافر بابلو (والتر كيروز)، الابن المفضل لماما (ماريلو ماريني)، إلى باريس للعب مع بعض الأصدقاء في ملهى صغير. تمر أسابيع ولا أحد لديه أخبار عنه. يؤدي عدم اليقين إلى تفاقم حالة والدته الصحية الهشة، وهذا هو السبب في أن أشقائه، خورخي (كلوديو تولكاشير) ونورا (باولا رانسنبرغ)، قرروا كتابة رسائل مزيفة وإرسال هدايا لها، وتأجيل عودتهم. لتعزيز التدريب، طلبوا من باتريشيا (فيرونيكا بيلاتشيني)، صديقة بابلو، مواصلة زياراتها. عندما لاحظت ماما حزنها، تقترح المضي قدمًا في الاستعدادات للزفاف، لتسريع عودة بابلو. تتفرع الأدب الخيالي إلى شخصيات أخرى، بينما يتم تفكيك المنزل تدريجياً لمواجهة الديون المتولدة عن الشحنات القادمة من باريس.

الخلاصة

توجد دراسات من جامعة ماساتشوستس تظهر أنه في مجتمعنا، في المتوسط، يتم إصدار كذبة أو نقول نصف الحقيقة كل 3 دقائق والإسلام يرفض الربط بين الايمان والكذب هذا الواقع مؤلم فنحن نخترع الأكاذيب عن قصد، نرددها وكثير من الناس يستهلكونها. وهناك قول مأثور الكذبة مهما كانت تقية تأكل كل شيء.

***

عمرون علي

....................

المراجع

[1] المعجم الفلسفي، جميل صليبا الصفحة 227

[2] دليل اكسفور للفلسفة الصفحة 212

[3] نفس المرجع.

[4] انظر كتاب تاريخ الكذب لجاك دريدا

[5] سام هاريس في كتابه الكذب

[6] باسكال يونيفاس [المثقفون المزيفون]

[7] يمكن العودة لتقرير فرانس 24 حول هذا الفيلم .

في المثقف اليوم