أقلام حرة

نواب العراق ونواب الصومال

السلطات  هناك للقبض على المهاجرين غير الشرعيين في العاصمة.

وقال مسؤولون كينيون: إن 300 شخصا اعتقلوا بعد مداهمة الشرطة لحي "استليه" الذي يزدحم بأعداد غفيرة من الجالية الصومالية. وقد شملت الاعتقالات القيادي في أوساط المسلمين الكينيين "الأمين كيماثي". ويقيم العديد من القيادات السياسية الصومالية في كينيا نتيجة لانعدام الأمن في العديد من المناطق الصومالية. وذكر الناطق باسم السفارة الصومالية في العاصمة الكينية نايروبي أن عدة مسئولين حكوميين صوماليين بينهم الفريق السابق في الجيش الصومالي "يوسف يومال حسين" من بين المعتقلين.

ومن حقنا أن نسأل دوال جوار العراق عن سبب عدم اعتقالها لعشرات النواب العراقيين الذين يقيمون منذ مدة طويلة على أراضيها بطرق غير شرعية؟ وهل أن ذلك يأتي متساوقا مع مواقف هذه الدول التخريبية؟ ويأتي محاولة منها لتعطيل الحياة والعملية السياسية في العراق بما تغدقه على البرلمانيين والمسئولين الحكوميين العراقيين من أسباب الراحة والتسهيلات الكبيرة في وقت تفرض فيه أشد أنواع القيود على تحركات المواطنين العراقيين البسطاء الذين دفعتهم البطالة وأحداث العنف للسفر والمكوث في تلك الدول بحثا عن حلم كاذب؟

بل نقول: هل سنسمع في الأيام القادمة أخبارا عن اعتقال عشرات البرلمانيين والمسئولين العراقيين الذين تركوا قبة البرلمان ومقرات عملهم وسافروا إلى دول جوار العراق ليتنعموا بأجوائها الساحرة ومناظرها الخلابة وجميلاتها الفاتنات وتركوا خلفهم مئات القوانين أو مشاريع القوانين التي لم يتم التصويت عليها بسبب عدم تكامل النصاب ومعاملات المواطنين المعطلة نتيجة غيابهم المستمر؟

إن اعتقال هؤلاء وإعادتهم إلى العراق قد يسهم في حضورهم إلى اجتماعات البرلمان فيتكامل النصاب القانوني وتمرر القوانين التي يعرقلها تغيبهم المستمر عن حضور الجلسات، ويسهم في إنجاز معاملات المواطنين التي لم يتم إنجازها منذ شهور طويلة؟

عسى أن تدور عجلة الحياة من جديد ... ولكن لا حياة لمن تنادي.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1296 الاحد 24/01/2010)

 

 

في المثقف اليوم