أقلام حرة

إنتخب النزيه والكفوء

معظم الباعة يفترشون الأرض أو يعرضون سلعهم في عربات . هذا ينادي على السمك وبيده سمكة “ تلبط “، وآخر ينادي على خضاره وطفل يتوسل المتبضعين لشراء كيس نايلون منه، وهذا يدفع عربته  ينادي: “ جمة مايع “ وإمرأة عجوز تفترش الأرض امام المجاري المكشوفة، تبيع ليف الحمًام، كحل وبخور الجاولي  وسبداج الوجه وأشياء اخرى .. لم تكن السماوة بهذه الفوضى!  ولا اذكر حين غادرتها قبل اكثر من ثلاثين عاما، أن ارصفة الشوارع تُستخدم  اماكن لعرض البضائع. كان هناك  مكان مخصص لبيع الأسماك (سكلة السمك) في منطقة الشرقي  والسوق والقسم الكبير منه مسقفاً، كان مرتبا ونظيفا ، معظم المحلات فيه لبيع الأقمشة والكماليات (اذكر منها  على سبيل المثال محل عبد الأمير جياد للكماليات ومحل محسن جياد لبيع الأقمشة  ومحلات  حسين إيدام  واخيه  في شارع باتا) وتتفرع من السوق  اسواق  جانبية لبيع اللحوم والخضار والعطارة والصباغة  وغيرها  لينتهي بمحلات بيع الجملة وخانات الحبوب واذكر منها خان المرحوم مطرود عمران وإبنه نبات وآخرين تخونني الذاكرة لتذكرهم .

  

أين النهضة الإقتصادية والعمرانية التي نسمع بها منذ سبع سنوات  على لسان المسؤولين؟ ماذا عملت الحكومة طيلة السنوات السبع التي مضت ؟  ! كان المفروض ان تكون محافظة المثنى نموذجا لخططهم العمرانية سيما والمحافظة تنعم بالإستقرار الأمني منذ سقوط النظام حسبما اسمع من القادمين من العراق !

 

 

 إقتربت عدسة كاميرا الشرقية من احد الشباب ، ويبدو عاطلاً عن العمل، فقال وهو يصفق يد بيد:

 “ روحوا شوفوا مجلس النواب  ماذا يعمل، فقط مشغولين بالحصول على جوازات  وحتى الطفل لديه راتب ! لماذا انتخب؟ والله ماانتخب ! ”

 

  إن هذا الشاب السماوي مثل غيره من الشباب، يشعر بخيبة امل من الإنتخابات السابقة، فلا تحسن في تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، ولا معالجة للبطالة المتفشية ليس في محافظة المثنى فحسب، بل في العراق عموما. وعلى مدى سبع سنوات منذ سقوط النظام، فشلت الحكومات في إعادة بناء الدولة  وفق مبدأ الشخص المناسب في المكان المناسب، وإعادة إعمار البلاد وتحقيق الأستقرار والأمن .

 

 أقول لا تيأس يا ابن سماوتي الباسلة، يا  ابن ثورة العشرين التي تمرغ فيها العديد من جنود الأحتلال البريطاني بين الرميثة والسماوة ! أقول لك اذهب الى صناديق الإقتراع  وشارك بإيجابية  وانتخب الشرفاء ذوي الأيادي النظيفة … إنتخب من يسعى الى إنصاف الفقراء والمعوزين والأرامل والأيتام وذوي الشهداء … إنتخب من يحترم المرأة ويدافع عن حقوقها كأم وزوجة واخت وزميلة في العمل و .. و ….  أذهب بكل قوتك الى صناديق الأقتراع واعطي صوتك لمن يعمل من اجل بناء مؤسسات الدولة وفق الكفاءة والنزاهة والوطنية !

 

     إنتخب الشخص الكفوء والنزيه والأمين على المال العام !

إنتخب من يدافع عن حرية وإستقلال عراقنا الحبيب !

إنتخب المرشح الذي يتمتع بنظافة اليد والنزاهة ويدافع عن مصالح

الشعب وفئاته الكادحة !   

 

            بلقيس الربيعي

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1301 الجمعة 29/01/2010)

 

 

في المثقف اليوم