أقلام حرة

ما الذي يقوي روح الانتماء للوطن دون غيره

غير المعيشة السطحية فقط، فهو اداء الواجبات من تلقاء امر الذات والضمير والحصول على الحقوق باسترضاءعقلي ونفسي تام، وتكون الاحساس نابعة من الاعماق بالانتماء وعدم الاغتراب وفي جو من الحرية وفي ظل توفر المقومات الاساسية لبناء الوطن ومتطلباته كبيت اكبر للجميع .

 

يتميز اي فرد بعدة صفات وانتماءات سوى كان فئويا او عرقيا او دينيا او مذهبيا او مناطقيا، ولكن ما يدفع اي مواطن للانتماء الاكبر من كل ذلك هو اعتقاده وايمانه بان الوطن هو الضامن والحاضن الحقيقي للانتماءات جميعا،و هو الذي يوفر الدافع الحقيقي لمعرفة الذات ويجيش في كيانه ما يؤمن بانها صحوة الضمير والانتماء ضمن المعيشة الجمعية لابناء الشعب المتعدد الاوجه والاشكال .

 

 وهنا يمكن ان نحصر المقومات الاساسية لتحديد الانتماء في تاريخ الوطن والمجتمع والشعوب التي يعيش معهم، وايمانه وثقافته ونظرته الى المفاهيم المتعددة المتعلقة بالمجتمع والوطن والثقافة والسياسة، بالاضافة الى ما يتعلق بالمصالح العامة والخاصة، وما يدفع الفرد في التزامه بالافكار والفلسفات وما يخص التمدن وما يحدث من المستجدات وما موجود في مساحة واطار معين لما يخص الوطن وما يهمه .

 

العقلية والنظرة والتفكير فيما موجود على المستوى الذي يعيش فيه الفرد هو الذي يحدد ويميز ما يدفعه الى الانتماءات، ولم ينتمي الى الوطن بشكل طبيعي وبدافع ذاتي وعفوي الا من كان اعلى واكبر من المؤمنين بالانتماءات الصغيرة التي لا تصل الى جزء يسيرمما يحتويه الوطن وما يعنيه وهو المبني بحق وباسترضاء كافة افراد الشعب دون فرض او اكراه . من كان ملتصقا بالافكار والفلسفات الغيبية، كيف يُراد به ان يزيل ما يعتقد في ذهنه ويعود الى الارض والواقع، من لم يؤمن بما هو فيه منذ ولادته، فكيف يمكن ان يُزرع فيه هذا الاحساس بطريقة عسكرية فوقية، من لم يؤمن بما يعرف بالوطن كمفهوم وكهوية ويعتقد بافكار بعيدة عما نشيراليه ونقصده ويؤمن بهويات اخرى، فكيف السبيل الى تغيير هويته الفكرية العقيدية الفلسفية والسياسية .

 

ان كانت الحقوق العامة مضمونة للمواطن وهي التي يمكن ان تغيٍر من المستوى الثقافي والعقلية في ظل العدالة الاجتماعية والمساواة والحرية بعيدا عن الاكراه، وفي مقدمة المقومات هو انتماء المواطن الى تاريخ الوطن واعتباره جزءا من كيانه، وايمانه باحقية بناء وطنه واعتقاده بانه الاطار الحقيقي لضمان مساحة معيشته بسلام وامان، وشعوره الخاص تجاه تربته ومناخ بلده بعيدا عن التعصب، وهو متجاوز للمعتقدات والمساحات الصغيرة من الافكار والاعتقادات  الاخرى . والاهم هو احساسه بعدم استعلاء فئة على الاخرى وهضم حقوق اي من الشرائح من قبل الاخرين، وان الانتماء الاكبر وهو الافضل له وللمواطنين كافة من الانتماءات الصغيرة الاخرى، ان اثبت ذلك على ارض الواقع واحسه المواطن بما يمتلك من الاحساسيس.، والشعب المتعدد الفئات والشرائح والاعراق فيه من التناقضات التي تصعب ترسيخ الانتماء الى الوطن الى غيره ولكن بتجاوز الاعتقادات التي مرت عليها الزمن يمكن التضحية والافتداء بالمصالح الصغيرة من اجل الهدف الاكبر.

 

 ............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1072  الاثنين 08/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم