أقلام حرة

عشرة بالمائة ليست قليلة

مشاركتهم المادية في مكافحة مرض السرطان الذي كثرت حالات الإصابة به في الآونة الأخيرة وبشكل غير مسبوق بسبب الإشعاعات التي يتعرض لها المواطنون الأبرياء جراء التلوث بمخلفات وآثار  القصف التدميري الأمريكي الذي استخدم القذائف الحاوية على اليورانيوم غير المنضب (الخامل) في حروبه ضد العراق منذ عام 1990 ولغاية 2003 وما بعدها

 ولم تكن هذه المبادرة الكريمة مفاجئة للمواطن المسكين بل تأتي المفاجأة من الموقف العدواني الحاسد الحاقد لبعض ذوي النفوس الضعيفة الذين اعترضوا على هذه النسب وادعوا أنها لا تمثل إلا جزءا بسيطا تافها من مجموع الراتب الشهري الذي يتقاضاه السيد الرئيس والسادة البرلمانيون لا تأثير له.

إن أصحاب هذا الرأي إما أن يكونوا مصابين بقصر نظر أو أنهم لا يجيدون العمليات الحسابية فالعشرة بالمائة يا سادة ليست بالنسبة التافهة لأنها توفر مبلغ ثلاثة ملايين دينار من مدخولات كل نائب باعتبار أن راتب ومخصصات النائب تتجاوز الثلاثين مليون دينار، وتمثل نسبة مائة ألف دولار أمريكي التي سوف تستقطع من راتب الرئيس الشهري البالغ مليون دولار بالتمام والكمال  أكثر من مائة مليون دينار عراقي، وجمع هذا المبلغ مع المبالغ المستقطعة من السادة النواب ينتج رقما مليونيا لا يستهان به. فلماذا الاستهانة والاعتراض إذا؟

أما المفاجأة الحقيقية فتأتي من اختيار هذا الوقت بالذات لإقرار هذا الموضوع بالذات حيث لم يبق من زمن الدورة الحالية سوى شهر واحد فقط، ونحن لا ندري إن كان العمل به سيبدأ اعتبارا من راتب هذا الشهر أم راتب الشهر القادم أي الشهر الثالث وهو شهر لن يقبض فيه السادة البرلمانيون رواتبهم لأن الانتخابات ستجرى في بدايته، مما يعني أنهم (سيفلتون) من هذا المأزق المالي ويستلمون رواتبهم ومخصصاتهم كاملة لحد الفلس الأحمر ولا يخسرون شيئا.

وربما لهذا السبب ادعى بعض المغرضين والحاقدين والحاسدين أن اليأس الذي أصاب البرلمانيين الحاليين من الفوز بمقاعد جديدة في الدورة الجديدة هو الذي دفعهم لإقرار هذا القانون بهذا الوقت تحديدا لكي ينتقموا من النواب الجدد الذين سيحلون محلهم ويشغلون كراسيهم العزيزة التي أصابها البرد والزكام المزمن بسبب خلوها المستمر من أصحابها المشغولين بسفراتهم وإفاداتهم!

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1307 الخميس 04/02/2010)

 

 

في المثقف اليوم