أقلام حرة

حصار الشام لاقتصادي من علامات الظهور المبارك

التي استخدمها الانسان العدواني المتغطرس في حروبه هذه فهو يعتبره من الضرورات التي تبيح له الخروج على القوانين الإنسانية العامة ولذلك أصبح العدوان جزأ أساسيا في كيان البشر، مما حولهم إلى صنف من أكثر الحيوانات وحشية .

ويكاد حصار المشركين للمسلمين في شعب أبي طالب (رض) أن يكون أهم حصار اقتصادي في التاريخ..ومع بروز ظاهرة التحارب والتقاتل درجت الأطراف المتقاتلة على استعماله والإيغال والتشدد فيه دون النظر لنتائجه المدمرة..

ومنذ انتهاء عصر الاستعمار الاستيطاني تحول الحصار الاقتصادي إلى آلية جديدة من آليات الإيذاء، أما تطبيقه فقد اخذ صورا تتناسب مع الغايات المرجوة منه..

ويكاد الحصار الاقتصادي الذي فرض على شعب العراق عام 1990 بعد احتلال الكويت أن يكون أشهر واكبر حصار في التاريخ ليس بسبب الآثار المدمرة التي أحدثها فقط وإنما لأنه من علامات الظهور المقدس أيضا.فقد{جاء عن جابر بن عبد الله الأنصاري انه قال :قال رسول الله (ص): يوشك أهل العراق أن لا يجيء إليهم قفيز ولا درهم. قلنا من أين ذلك؟ قال: من العجم يمنعون ذلك} والعجم كما هو معروف: الأعاجم من غير العرب. ولم تنتبه الأمة للأمر إلا بعد أن وقع الحصار وعشنا أيامه المرة القاسية، وهذا ديدننا على مر التاريخ، لا نبحث في أصل الروايات ودلالاتها بل نترك ذلك للصدفة، فإذا وقع الأمر فاجأنا وأوقع فينا الأذى، ولا نحسن سوى أن نقول صدقت الرواية الفلانية التي تحدثت عن أمر كهذا !!

وهنا أريد القول ـ عسى أن ينفع قولي من يعنيهم الأمر فيأخذون للأمر عدته ـ أننا موعودون بحصار آخر فهل نحن له منتبهون؟ {فقد جاء عن جابر عن النبي (صلى الله عليه وعلى آله) قوله: يوشك أهل الشام ألا يجيء إليهم دينار ولا مدى. قلنا من أين ذلك؟ قال :من الروم. ثم سكت هنيهة، ثم قال : يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيا ولا يعده عدا} وكأنه عليه السلام يريد أن يربط هذا الحصار بموضوع المهدوية وعصر الظهور المبارك.

والشام عند المؤرخين وكما هو معروف تظم سوريا ولبنان وفلسطين والأردن، ولا يشترط طبعا وقوع الحصار عليها كلها، وإنما على جزء منها فالعرب يطلقون أحيانا على الجزء اسم الكل كما في قولهم "الشام" يقصدون بذلك دمشق عاصمة سوريا

 وما يهمنا هنا أن من يرصد تحركات الحكام السوريين السياسية ومواقفهم، ويرصد المواقف الأمريكية المقابلة لها يجد تشابها بينها وبين ما كان يحدث قبل فرض الحصار على العراق ولو من بعيد، كما أن من يقارن حديث حصار الشام مع حديث حصار العراق يجدهما متشابهان حتى في اللفظ والصياغة وهذا أمر مهم جدا.

فهل هي مرحلة الإعداد لحصار جديد سوف يفرض على شعوبنا شديد؟ وهل من الممكن تجاوزه والخلاص منه؟ أم أنه حتمي الوقوع ، وأنه قد يكون احد الأسباب المسرعة لظهور السفياني من وادي اليابس في فلسطين، الذي يظهر قبل ظهور الإمام المنتظر بتسعة أشهر؟

 الله أعلم

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1316 السبت 13/02/2010)

 

 

في المثقف اليوم