تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

عملاء "الممانعة" أم إسرائيل؟

أو ما هي الفروقات والاختلافات ولا نقول الخلافات بين النظام السوري وإسرائيل؟.

لقد كان لبنان بما هو دائماً ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات الإقليمية حقل اختبار للسقوط المدوي لعملاء إسرائيل على أيدي الأجهزة الأمنية اللبنانية، وحقل تجارب على فشل عملاء "الممانعة" في إعادة وصل ما انقطع من عهود الوصاية ولو عبر الانتخابات النيابية الأخيرة .

هذا إذا ما تحدثنا عن عملاء الممانعة في الخارج، أما في الداخل فحدث ولا حرج، حتى أن الأمر يصل في بعض جوانبه إلى صفوف بعض المعارضة السورية المغرر بها والتي يصح نعتها بالمعارضة المزورة والتي تستخدم كواجهة للدلالة فقط على وجودها، ولعل المعارضة الوطنية بعملها الواضح تدرك جيداً المدسوسين باسمها زوراً وبهتاناً، ولا نريد أن ندخل في سرد الأسماء، كون عميل "الممانعة" لا يجد مَن يحاسبه بعكس عميل إسرائيل الذي يحكم عليه بالخيانة .

إن عملاء "الممانعة" الخارجيين، إذا ما قورنوا بعملاء إسرائيل، فإننا سنجد أن عملاء الأخيرة أقل من مرتزقة بل هم ثلة من المغفلين، أمام دهاء وبغاء عملاء "الممانعة" وتسلطهم على كل ما من شأنه المس بخطوط أسيادهم الحمر، فالعميل الإسرائيلي سيجد أولاً وآخراً مَن يحاسبه على فعلته، بينما عميل "الممانعة" فإن الآخرين يهتفون باسمه ويضعونه أحياناً فوق مرتبة الدولة، والقاسم المشترك بين العميلين أن كلاهما يعمل لصالح دولة غير دولته .

لسنا بحاجة للوصول إلى ما يدور في خلد البعض منا، أي العميلين أخطر على أمن واستقرار المنطقة؟ ربما فتحنا بذلك باباً واسعاً من الجدل الذي لا ينتهي إلى نتيجة، وقد يغدو جدلاً بيزنطياً عقيماً، لكن درجة الخطر أو عدمه تتحدد في بعض الجوانب، أن أحدهما ظاهر في العلن يجاهر بعمالته والآخر يتخفى إلى أن تخرجه المعطيات والأخطاء .

تبقى نقطة أخيرة، ليست من باب المقارنة، لكن لا بد من الإشارة إليها، وهي أن عميل "الممانعة" بمقدر ما يسعى إلى المال، فإنه يسعى أكثر إلى بسط النفوذ والسيطرة، وهو مال مسحوب من دم وعرق الشعوب، في حين أن عميل إسرائيل يسعى إلى المال وبالمال وحده يفقد صوابه، والفارق الوحيد حتى الآن، أن عملاء "الممانعة" إلهيين وعملاء إسرائيل أرضيين . 

 

كاتب عربي

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1074  الاربعاء  10/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم