أقلام حرة

تعالى الى أحضاني أيتها المتعبة

 كان من المفترض أن نستقبل ايام الأنتخابات بفرح كما يحدث في كل دول العالم، نستقبلها كعيد نهنئ به أنفسنا ونهنئ بعضنا، ولكن ولأننا نختلف عن دول العالم  فقد أستقبلناها بالتفجيرات والتهديدات وتصفية حسابات معينة، وبدلا من أن تزرع المحبة والسلام  زُرِع الخوف والقلق في قلوب الناس. وصرنا نسمع ان هناك من يشتري الذمم وهناك من يصول ويجول ليوزع التهديدات والأشاعات وهناك من يقتل.

بربكم قولوا لي أي بلد مثل بلدي؟ الى أين نريد الوصول؟ ماذا نريد أن نحقق ؟؟؟

وكيف لي أن لا أختنق وأنا أرى بلدانا تبني وتعمر وتتطور وتتسابق لتسرق وقتا من الزمن لتحقق ذاتها، وبلدي يتوزع فيه اليأس بدل الأمل في وجوه الناس.. والطفولة تذبح كل يوم في بلد السلام والخيرات

كرهت التلفاز...لانه  لا يأتيني إلا بالأخبار المؤلمة والتعيسة، وحتى أهرب من ذلك  كله سحبتني أقدامي الى بيت ربي ليستقبلني بفرح عظيم فاتحا ذراعية وليقول لي تعالى الى أحضاني أيتها المتعبة، أحسست الدماء تغلي في عروقي أقتربت بهدوء حتى أحسست كأني أصبحت بين يديه، بدأت أتحدث اليه والدموع سبقت كلماتي قائلة:

 

ألم تقل ياربي " تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال فأنا أريحكم" فاليوم جئتك ياربي لأحدثك عن همي.

من الأرض التي نادت بالسلام أتحدث اليك ياملك السلام  ...  ... من الأرض التي لم تعرف الهداوة ولا السكون، أنظر الى عراقنا..فأبواب الجحيم قد فتحت علينا وليس هناك من يحاول أن يغلقها وينقذنا من نارها..فتعال الينا أيها المسيح. فالجسد هلك من التعب  والنفس أصبحت عليلة والقلب والروح أصابهما اليأس. أمسينا وبتنا وأصبحنا على جرح كبير فتعال ألينا أمنحنا الحياة من جديد.. أعد لنا السلام الذي سرق منا .. أمنحنا فرحك الذي حدثتنا عنه .. أضىء ظلامنا بنورك البهي لكي نرنم معا مع ملائكة السماء.

اليوم آتيك بنزيف دمائي ودموعي التي لا تنضب طالبة منك أن تلمسنا وتشفينا وتوقف هذا النزيف الذي يستنزف حياتنا وأرواحنا وأحلامنا.. فتعال أيها المسيح بكل عظمتك وأزيح عنا ذلك الألم الذي غطى مدننا وتحنن علينا وضعنا بين يديك المقدستين وتحنن على رجالنا ونسائنا وشبابنا وأطفالنا وأرحمهم من هذا العذاب الأليم..

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1329 الجمعة 26/02/2010)

 

 

في المثقف اليوم