أقلام حرة

من يعترض على .. اجتثاث مزدوجي الجنسية .. ومنعهم من الوصول للبرلمان القادم؟

وبنفس الوقت أدى ذلك الى نمو روح الخضوع والخنوع لدى الإنسان العرقي البسيط ليصبح الخنوع والرضا بالظلم شيء عادي ..والمطالبة بالحقوق الكاملة يصبح ضربا من الخيال والبطر .. هذه هي ثقافة الظلم والألم والحرمان التي عاشها العراقي لعقود طويلة ولم يظهر حتى الآن على الساحة تضامن وطني قوي ليشق ثوب الجزع الذي كفن الآمال والأمنيات وقهر الحريات.. لم تثمر الديمقراطية الجديدة بعد سقوط هبل الغباء عن تحرر فكري وتحرر من طغيان أفكار الاستسلام. أصبحت حياة العراقي الشريف جحيم اسمه الديمقراطية العرجاء حيث اغتصاب الحقوق وسحق الأمنيات بجنح ظلام سلطة اللاقانون سلطة الفوضى سلطة الفساد التي أسس لها بعد السقوط بمباركة قوات الاحتلال . هناك سلسلة مقالات رائعة للكاتب العراقي ( ائب خليل)  فيها تساؤل .. هل نحن شعبا منكسرا.. وتحدث في مقالاته عن معنى الانكسار الشعبي  ولماذا الإنسان يرضى العيش بأقل مما يستحق لماذا يخضع الإنسان لذلك ومن يرسخ مفاهيم الانكسار لدى الإنسان وفسرت الكثير مما نفكر به ونتسال عنه..

 أن عهود الدكتاتورية ولت لكنها تركت رواسب هسترة رهيبة لا يمكن أن تزول بسهولة . وللأسف الشديد متسلطي الغفلة التاريخية متسلطي الصدفة ظلال الاحتلال وكوليرا الألم  مارسوا نوع جديد من أساليب الظلم لأذل الإنسان العراقي لجعل العراق يخسر مقومات التوحد ومقومات الدولة القوية ليصبح العراق أكثر انكسارا وأكثر حرمانا  أسلوبهم تدكتر وتشرذم ومحاصصة وفساد وقهر للحريات وهضما لحقوق الإنسان .لذا نقول أن تم استنساخ التجربة وتكرارها من جديد أو استمرارا  لخطوتها السابقة فان المستقبل ينبئ بسوء عظيم وينبئ بان الانهيار قادم والدكتاتورية البشعة قادمة والصراعات قادمة ومن المتوقع أن يبدأ عصر جديد بالظلم بظل حكام الغفلة الذين لا يهمهم سوى كراسيهم  ومكاسبهم ومصالحهم على حساب الإنسان العراقي . لم يحرر عراقنا من ظلم الدكتاتورية البعثية القذرة نضال الشرفاء ولم يحرره صبر الشعب المسكين المغلوب على أمره  ولم يحرره الهاربون للمنافي الذين عادوا بعد سقوط هبل بغداد وهم يحملون ازدواج كبير في فكرهم وأسلوب حياتهم نراهم يخططون لأنفسهم ويشرعون لأنفسهم بعد أن استحوذوا في صدفة الم وغفلة غباء تاريخية على كراسي القرار والشعب المسكين لا يملك قرار فهو تارة مخدوع وتارة لا خيار أمامه ألا اختيار الأقل سوءا... كان المتسلطون (المشرعون) للمرحلة السابقة في حيص بيص في برلمان الاستعراضات الكاذبة والقرارات الهشة السفيه ..أن اغلب القرارات البرلمانية كانت لا تخرج ألا بمساومات وتصارعات عنيفة لا تصب في النهاية لمصلحة الوطن.. أما التنفيذيون فقد ركبوا قطار الفساد السريع للوصول الى مرافئ ملذاتهم وأمانهم وأمان عوائلهم في ارض أوطانهم الجديدة أوربا وأمريكا والغرب  والتراجع مستمر ولربما الاسوء قادم ما لم تنجح الانتخابات القادمة في أبراز رجالات الخلاص لينهضوا بالعراق الديمقراطي الجديد وليصححوا المسارات .. أن نجاح الانتخابات لا يتم ألا بالتضامن الشعبي الحكيم في انتقاء الانقياء الشجعان ذوي الرأي السديد الذين يحملون هموم امة العراق ويعملون بنزاهة من اجل نهوض وازدهار العراق...

 نقول للمفوضية العراقية للانتخابات أن عليكم دورا عظيما ليمرشح وبأسرعوحث الناس للذهاب للانتخابات فقط وإنما بدور أعلامي محايد في نشر المعلومات عن كل مرشح.. على مفوضية الانتخابات أن تعلن أسماء المرشحين وإعلان المعلومات عنهم كاملة  ليس للدعاية وإنما لكي يعرف الإنسان الحقيقة من طرف مستقل ومحايد وليس من الدعايات والشعارات المعلقة بالشوارع التي لا يوجد فيها سوى شعارات أفلاطونية سمعنا  وقرئنا مثلها الكثير من قبل  ولم يتحقق منها شيء..  نطلب من مفوضية الانتخابات إعلان المعلومات التالية عن كل مرشح  وبأسرع وقت ممكن :

1.   اسم المرشح وأين يسكن الآن.

2.   عمر المرشح ومسقط رأسه.

3.   شهادته ومن أين حصل عليها.

4.   كم من عمر المرشح عاشه داخل العراق... وكم من عمره عاشه داخل العراق بعد السقوط

5.   كم جنسية يمتلك المرشح .. وهل اسقط المرشح جنسياته الأخرى غير العراقية.

6.   هل أسرة المرشح تعيش خارج العراق أم لا.

7.   هل كتب المرشح تعهد بان يقضي باقي عمره بالعراق الذي يرشح للعمل من اجله في البرلمان أم لا.

8.   ما هي  المهام النضالية التي قام بها المرشح ضد نظام الظلم الصدامي.

9.   هل له مؤلفات فكرية وهل له رؤى سياسية منشوره. تذكر...

10. هل كان منتميا لحزب البعث وما هي درجته الحزبية.

 

نتمنى أن تكون المفوضية حازمة بمحاسبة أي مرشح يعطي معلومات كاذبة وان تسقط ترشيحه وتقاضيه على أي معلومة غير صحيحة.. وان  يمنح المواطن حق أبلاغ المفوضية السياسيين لكن تكون خاطئة لأي مرشح  لغرض المحاسبة أو التصحيح..

أن الحملات الدعائية  كبيرة ومتباينة شاهدنا الكثير من المزايدات الكلامية وشهدنا الكثير من الفاسدين وهم يتلفلفون بثوب النزاهة الكاذبة وشاهدنا حرباوات السياسة والسرقة تتمنطق هنا وهناك  والكثير منهم مدعوم مخابراتيا من قبل دول الغباء العربية وبعض الدول الإقليمية وأمريكا وبريطانيا وإسرائيل ... نقول هذا ولا نجزم به لفلان وفلان من السياسيين  لكن هذه حقائق يمكن تلمسها واستبيان وجودها... لعل من أفضل ما سمعنا  هو اجتثاث البعثيين واجتثاث المروجين لفكر البعث ورموزه.. لكن مع ذلك نقول هناك الكثيرون هنا وهناك بعثيون بأعلى مناصب الدولة لماذا  لا يتم اجتثاثهم  أم يصح القول هنا (عليهم وعلى أتباعهم غفور رحيم وعلى غيرهم شديد العقاب)  نتمنى أن تتحقق العدالة التي للأسف يغفلها جميع المتسلطون الذين  لا  يهمهم وطن اسمه العراق الذي نسوه بعتمة ظلام السوء والغباء والتشرذم ...

ندعو هنا الى اجتثاث أخر لا يقل أهمية عن اجتثاث البعث هو اجتثاث مزدوجي الجنسية فكل من يحمل جنسية مزدوجة يجب منعه من الترشيح للانتخابات ألا بعد إسقاط جميع جنسياته الأخرى ويجب أن يوقع تعهد بان يعيش بقي عمره داخل العراق فيما لو تم فوزه بالانتخابات... كما يجب فرض شرط على كل مرشح من مزدوجي الجنسي أن يكون قد عاش بالعراق بعد السقوط ما لا يقل عن أربع سنوات قبل ترشيحه... ونتمنى أن تثبت هذه الشروط ليس لمرشح البرلمان فقط وإنما لكل المنصب السيادية والإدارات العامة... قد يتنرفز البعض لهذه الشروط لكننا نقول هنا  أن هذه هي شروط وطنية يجب الالتزام بها ونتمنى أن تعلن للتصويت الشعبي لكي  يتم تثبيتها وتصبح قانون ... ومن يعترض عليها عليه أن يعلن بدعايته الانتخابية معلومات كاملة عنه وعن عائلته وسكنه وما يخص مستقبل حياته..(للأسف المشرعون في البرلمان العراقي الديمقراطي بعد سقوط هبل بغداد لم يمنعوا ذلك لان الكثير من صناع القرار في الدولة هم من مزدوجي الجنسية)... أن المرشحون من مزدوجي الجنسية عادة ما يخفون جنسياتهم الأخرى وأي معلومات عنها في دعاياتهم الانتخابية... أن القوائم الانتخابية للكتل الرئيسية مطرزة بأسماء كثيرة من مزدوجي الجنسية... لكننا مع ذلك نقول في الانتخابات القادمة القائمة مفتوحة والمواطن حقيقة يحتاج لمعلومات تزيل عنه أي التباس في اختيار من يمثله بشكل أكثر معقولية وبشكل يضمن فهم معاناة الشعب لإيجاد الحلول الواقعية لمشاكل البلد. لذا نؤكد على ضرورة نشركلماتها. عن كل مرشح من قبل مفوضية الانتخابات لكي يتبصر الناخب في اختيار من يمثله في البرلمان القادم. 

أخيرا نقول للمرشحين لا نريد شعارات ولا نريد ماء وكهرباء بالكلمات نريد مشروع نزاهة وشرف ووطنية فليس النزيه من لا يسرق وإنما النزيه من توفرت له الفرصة ليسرق ولم يسرق... ونحن لم نجرب الكثيرين حتى ألان نريد الفكر الوطني أن ينسج بتكامل مع المكونات الوطنية النزيه لجميع الكتل وليس عيبا أن تكون هناك ائتلافات نزاهة وشرف بعد الانتخابات فان شعارات جميع الكتل السياسية هي نفسها وان اختلفت تسلسلها واختلفت كلماتها ..أن اغلب القوائم لا تخلو من شخصيات نبيلة .. نتمنى لعراقنا الشفاء ويبقى الشفاء مرهون بالدواء ولا  يوجد دواء سوى الانتخابات الديمقراطية الآن ...سيبقى العراق نبض قلوبنا وسيولد الخلاص وسينطلق تسونامي الأمل العراقي  ليجرف كل أوثان الفساد والسرقة والتسلط وستنبت ارض العراق أطيب نبات وتشرق شمس أشور لتنير مسالك الأمنيات وتزدهر بغداد من جديد.. هذه الأمنيات لن تتحقق ألا بالتضامن والعمل والأيمان بمشروع التوحد الوطني لأمة العراق...

لنتضامن ونصوت للحق للعراق للسلام للوطنية العراقية ...من اجل وطننا ومستقبلنا ومستقبل أجيالنا لنثقف الإنسان العراقي ليكون ايجابي ويذهب ليصوت في الانتخابات  القادمة...

 

د.علي عبد داود الزكي

  [email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1330 السبت 27/02/2010)

 

 

في المثقف اليوم