أقلام حرة

مكتب امريكا .. شجرة حب وارفة الأغصان

العراقيون عبر تاريخهم قد تفتق عن ذلك الحب الذين ساد العلاقات المتميزة للعاملين في المكتب، ولعل النموذج الذي طرحته شخصية مدير المكتب السيد سربست المفتي، وقد اختصر وبشكل كبير المفاهيم التي حددتها المفوضية العليا المستقلة، فتمثل بها الآخرون، فأصبحت لغة الفريق الموحد والمتكامل والذي يكمل أفراده بعضهم بعضاً هو الصفة التي عرف بها الجميع .

سربست المفتي الشاب يتمتع بروح من الشفافية والبساطة والمرح في أحلك المواقف، ممتلئ حيوية، وكان لذلك أثر في بلوغ تعاون هذا الفريق أقصى درجاته، وكان حب الآخرين للعمل معه بشكل قوة دفع ذاتية ومؤشراً ايجابياً على انجاح المهمة الملقاة على عاتق جميع العاملين . حسبك أن تراه اليومي، ويكفي أن نقول عنه إنه كان صمام الآمان لكل مفردات العملية الأنتخابية حتى وصفة أحد العاملين بأنه نموذج رائع لديمقراطية الرأي ولايقل عنه دماثه وحبورا ذلك الرجل الذي لم يره أحد يرفع رأسه عن مكتبه يدقق في كل شيء ويسأل عن كل شيء حتى تترابط مفردات العمل بعضها ببعض وأعني به السيد صباح صوفية معاون مدير المكتب حتى وصفه اكثر العاملين بأنه داينمو العمل لايكل ولايمل حتى لساعات طويلة من الليل وإن كان هذا العمل بمثل هذه المثابرة فانه لابد وأن يحتاج الى جهد العاملين في اللوجستية وعلى رأسهم التميميان محمد وخيون وبرفقتهم محرك العملية السيد كريم صالح الدليمي الذي لايستقر في مكان محدد، بل قد يصح عليه وصف الظل الذي يؤطر الآخرين ببساطة التي نسجت خيوطها وكأنها تطرز الحب على صفحات الوجوه .

 

وإذا ما أردت التعرف على السيدة الجليلة فيفيان شيت ورفيقها الحميم سعد اللوس في إدارة شؤون المكتب، فأنك لتجد كتله من الطيبة تستقر في مكان واحد وكأنها تلهم الجميع وتستحضر كل طيبة العراقيين واندفاعهم لبناء وطنهم، يتوج كل ذلك عمل الزملاء التي تقترب أحيانا من الغزل، وهنا لابد من الأشارة الى الأم الحنون بشرى جلال محمد التي تنظر الى الجميع وكأنهم أبناؤها لافرق لديها بين كبير أو صغير، فالكل كما ترى أبناء لها، حتى ذلك الشاب العجوز الذي يدعي الشيخوخة سربست حجي رمضان الذي يمسح دموعه بين الحين والاخر لاشيء سوى لانه يسمع أغنية عراقية تطربه من بعيد وكأنه يعيش الزمن الماضي كما يقول، يرددها معه بدرخان يوسف شاكر الذي يعزف على مفاتيح حاسبته أي لحن تشاء وكأنه يعزف على ألة البيانو: يقول بدرخان : لقد أتقنت العزف بالكلمات . أما تلك الشابة الرقيقة التي يعتبرها الجميع أبنتهم فهي تنقل جميع الملاحظات على حاسبتها باعتبارها وثائق تفيد في عملية الفرز بعد الانتخابات، يقابل كل ذلك عمل المتفاني رقم 7 كم يدعونه زملاؤه : لؤي عباس، انه لم يضيع وقته بالمجاملات حتى أنه يختصر التحية ويمضي الى عمله وكأنه لايرى أحداً غير حزمة الورق التي أمامه ليسجل عليها ما يفيد عمله ويسهل العمل على الآخرين .

 

أما فتيان الساحة بلا منازع باسم عبد الكريم ناجي وكنعان سلمان محمد وحيدر محمد حسين فهم يعملون وراء ستار مهنتهم الأرقام فلا يجاريهم أحد بدقتهم، ولايجرؤ أحد على مقاطعتهم خشية الوقوع في الخطأ فيعترضوا لمساءلة الرقابة المالية، وهكذا يقولون والآن، ألا يحق لشعبة الأعلام أن تفخر بما أنجزته المفوضية، وكانت السبب في إذاعته على الناس؟ أي نعم، من حقها ذلك، فشعبة الأعلام تظل شعلة مضيئة في دروب شديدة الحلكة، أليس هذا ما عبر عنه إعلاميون كبار في مختلف أنحاء الأرض؟ حسناً فشعبة الأعلام في مكتب أمريكا هو الصورة المصغرة لهذه المقولة سامي عباس مهدي،بلال بهجت الخياط وغازي الأسدي أسماء ستظل ذاكرة العاملين تذكرهم لأنهم حفروا أسماءهم عميقة في الذكارة .

 

هيفاء الحسيني

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1346 الثلاثاء 16/03/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم