أقلام حرة

أمهلونا حتى يظهر لكم ديكتاتورا جديدا؟؟!!!

وأحوال البلاد والعباد في ذلك الزمان ،لا نريد ان  نستعرض كافة الجوانب  ولكن  يمكن ان نتأمل النواحي التالية:-

 

أولا: المياه

كان  دجلة  والفرات  وروافدهما طافحة بالماء المغريّن بحيث  لا يمكن ان تسيطر عليه حدود  ولا تحجبه سدود  وعلى مساحة  الوطن بكامله  شماله وجنوبه وشرقه وغربه وقد كان النهران ماءا فراتا يتدفق  في اهوار العراق  مترامية الأطراف مما اجبر  الدكتاتور الى تحويل مجاري الأنهار  لتصب في جوف الصحراء من اجل تجفيف الاهوار بعد ان أصبحت ملجأ  للثائرين على حكمه والهاربين من ظلمه.

 

ثانيا: الأموال والسلاح

دخل النظام   قادسيته في حربه ضد إيران وهو يمتلك عشرات المليارات من الدولارات  فائضة في خزينة الدولة ولكن عندما  أحرقتها الحرب أخذت أموال الأشقاء العرب والأصدقاء من غير العرب  تتدفق  على النظام  دون حساب لتتحول الى أسلحة  وأدوات قمع وتعذيب  ومغريات   كبرى للضباط والجنود  وأجهزة الأمن والاستخبارات والمخابرات  مثل:- السيارات والبيوت  والهدايا والمكارم الكبيرة بعد كل مذبحة تحصل على جبهات القتال  او في داخل الوطن  بعد تنفيذ أحكام الإعدام بالجملة ضد المعارضين والهاربين  والمتخلفين خوفا من محرقة الحرب التي دامت أكثر من ثماني سنوات وما كانت لتستمر لولا  أموال الأشقاء وأسلحة الأصدقاء التي كانت ترد للنظام حتى من  العدو الأكبر(إسرائيل اللقيطة) استجابة لأبسط إيماءة من إصبع  الدكتاتور حامي حمى البوابة الشرقية ومحرر القدس من براثن الامبريالية والصهيونية عبر بوابة  إيران (المجوسية). وبعد  ان عزت عليه هذه البوابة أصبح الطريق يمر  عبر حسانهم القصائد (القضاء السليب) الذي سلب البعث حياة  الزعيم الشهيد لانه أراد ان يسترجعه من سالبيه  فصار  (الفرع) الذي يجب ان يعود ل (الأصل) في (أم المعارك).

 

ثالثا: الإعلام

بالرغم من كل ما يعانيه أحرار العراق على يد  الدكتاتور وأزلامه ومنذ 1963 ولحين  انهزامه أمام  أولياء نعمته الأمريكان في 2003 لم نسمع  من أية إذاعة  او تلفزيون  او جريدة عربية أية  نقد للنظام وهو يعمل  قتلا وتشريدا  وإذلال لأحرار العراق من مختلف  الأطياف السياسية لابل ان البعض كان يبارك  ويصفق  للطاغية على أفعاله  ويهرج ويطبل  لأقواله باعتباره بطل الأمة العربية  وحامل لواء محاربة الشيوعية  والمجوسية   وما  تآمر العرب  وشركات الاحتكار  والأمريكان على ثورة  14 تموز واغتيال النظام الوطني وقتل  عبد الكريم قاسم ورفاقه إلا نموذجا حيا لمواقف العديد من الأنظمة العربية في دعم ومساندة الديكتاتورية وكبح  وقتل أحرار العراق وتبديد ثرواته وإعاقة تقدمه.ولم يكتفوا بالسكوت وإنما ردحوا وصفقوا ورقصوا ودبجت حسانهم  القصائد وزغردت قيانهم لانتصارات فحل الأمة العظيم!!!!

والصورة لا تنسى  حين ألبسهم  صدام قلائده في بغداد  بعد حربه الطاحنة مع إيران ونكبهم بنادق الكلاشنكوف المطلية  بالذهب باعتباره  ولي أمرهم وحامي حماهم وقد كانوا له من  المعجبين  والمتكأين على قوته الضاربة المجربة  لحماية عروشهم وأنظمتهم  من شعوبهم مبهورين وهم يرونه يهز سيفه  بوجوههم  وما حدث لثوار ظفار وقوات اليمن الجنوبي وحرف   نظام الصومال  وشراء  جنراله (الماركسي) محمد سياد بري ودعم الكتائب في لبنان ، وغيرها إلا مثالا على ما نقول وما كان هذا يجري لولا وجود الضوء الأخضر من المخابرات الأمريكية  وهي تعد  عدتها وتهيئ مسرح عملياتها (التحررية) في  2003  ليكون وضع العراق  والمنطقة على ماهو عليه الآن.

غير مدركين ان من  يلتهم لحم شعبه  وتمتد يده على  الشعوب الأخرى لابد وان يصاب بالسعار وبالتالي لا يميز بين عدو  وشقيق وصديق وهذا ما حصل لكل طغاة العالم على مر التاريخ ومنهم  هتلر وموسليني وربما آخرهم  المحتل الأمريكي الذي آتى ليقطع رقبة ربيبه وابنه البار بدعوى تحرير  الشعب العراقي من  قبضته!!!.

إننا إذ نعرض  هذه الوقائع  إنما نريد ان نسال  الأصدقاء والأشقاء عن سبب تحاملهم على ابناء شعب العراق  فجلبوا له البلاء وقطعوا الماء  واخرجوا دفاتر حساباتهم ليطالبوه بديون وأموال بمليارات الدولارات أغدقوها على ديكتاتورهم المنهار وآخذو يرسمون الحدود على هواهم  ويقصفون قرى العراق وسكانه الآمنين بعد انهيار الديكتاتور الذي أراد ان يهد عروشهم وبعد

  ان حل في ارض العراق نظاما يوالي من والوه  وتحالف مع من  تحالفوا معه منذ عشرات السنين، نظاما أوثق لهم المواثيق ووقع واقر لهم أقسى المعاهدات وأكثرها ظلما للعراق أرضا وشعبا  ولكنهم له كارهون خوفا من  ان يكون في العراق نظاما ديمقراطيا  دستوريا تعدديا حتى وان  كان برعاية وإشراف الرأسمال الأمريكي  راعيهم وولي نعمتهم فربما  ينتشر فايروس الديمقراطية الأمريكية  لينخر عروشهم فأمريكا  الرأسمال ليس لها  أصدقاء دائمين بل ان لها مصالح لابد ان تدوم  ولا يهم ان تتغير  الوجوه !!!.

يبدو ان الأشقاء والأصدقاء لا يروق  لهم  في العراق إلا حاكما دكتاتورا وطاغية يهددهم في كل حين  فيخرون له مطيعين  صاغرين، فعند ذلك تتدفق المياه  وتلغى الديون وتطمأن القرى الحدودية ويهدأ بال العراقيين من ذئاب الارهاب والقتل  التي تطلقها حظائر الأشقاء والأصدقاء عبر الحدود لتعيث فسادا بأرض العراق خوفا  من استقرار أمنه  وخوفا من بناء نظام لا يحكمه دكتاتور أهوج.

وهنا لا يسعنا إلا ان نقول  لأصدقائنا وأشقائنا مهلا  فان   على أبواب المنطقة الخضراء  وفي ثناياها ألف ديكتاتور وديكتاتور يتربص  ي شحذ سيوفه خلف برقع الديمقراطية   ان بقيتم في  عدائكم  لأبناء العراق سادرين في إيذائكم لأبنائه  في تجفيف أنهاره وإثقال كاهله بالديون الباطلة  وتسهيل أمر  قوى الارهاب وعصابات القتل والنهب مما  يجعل المواطن العراقي يعيش في دوامة الفقر والمرض والخوف والجهل فيكون عاجزا  عن ممارسة دوره الفاعل في بناء وطنه واختيار حكامه عندها ستتوفر كل الإمكانيات والظروف لسيدكم وراعيكم (الأمريكي) لتقُر عيونكم بدكتاتور  (عراقي) جديد كما  اقر عيونكم  وحفظ  عروشكم في  8شباط  عروس الثورات 1963و 17-30 تموز 1968 الثورة  البيضاء!!!!

............................

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1076  الجمعة  12/06/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم