أقلام حرة

الكتابة بالأسماء المستعارة

يمجدون تلك الجهات أو الشخصيات مقابل أجور مادية أو هداية مالية. فالكتابة بالأسماء المستعارة في العراق لم تولد بعد سقوط النظام العراقي السابق، وبل كانت موجودة خلال فترة حكم البعثيين أيضا. ففي تلك الفترة لم يكن بمقدور الذين ينوون كتابة الحقائق سوى ابتكار أسماء مستعارة لهم وبواسطة تلك الأسماء يتمكنوا من إيصال أفكارهم المعادية للنظام إلى أبناء الشعب العراقي وإيصال خروقات وتجاوزات وانتهاكات النظام لشعبه المظلوم إلى المحافل الدولية. ولكن بعد سقوط النظام البعثي واحتلال العراق من قبل قوات الاحتلال الأمريكي والانكليزي تمكن الكاتب العراقي من كتابة حقيقة الأوضاع في البلاد والتطرق إلى عدم اختلاف بعض الجهات السياسية الجديدة العنصرية والطائفية عن النظام البعثي في ظلم وملاحقة واضطهاد العراقيين وبدون أن يستعار بأسماء غير أسمه. لكن وبعد فترة وجيزة وخصوصا بعد سوء ممارسة العمل الصحافي وتعرض الصحفيين ورجال الإعلام إلى الانتهاكات والاعتقالات وعمليات الاختطاف والاغتيال، ظهرت على مسرح الصحف المحلية والعربية والأجنبية والمواقع الإلكترونية عشرات الأسماء المستعارة الذين أخذوا على عاتقهم مسئولية الدفاع عن التيارات والجهات السياسية والمسئولين السياسيين.

 

بدون الشك كانت كثرة الصحف والشبكات ووكالات الأنباء الإلكترونية عاملا مهما في ولادة هذه الأرضية الخصبة التي مهدت لانتشار ظاهرة الكتابة بالأسماء المستعارة. فكل من ينوي انتقاد الوضع العراقي الجديد ويخاف السلطة العراقية أو الميليشيات العائدة لبعض الجهات السياسية لم يكن لديه سوى اختيار أسم مستعار له. وكل من ينوي تشويه سمعة خصمه ويتهمه بالباطل فليس أمامه سوى اختيار أسم مستعار له. وكل من ينوي تمجيد شخص معيين أو جهة سياسية خاصة فليس أمامه سوى اختيار أسم مستعار. فأين الرجولة والنشامة والشهامة العراقية التي يتميز بها العراقي ما دمنا نخفي الحقائق ولا نتمكن من فضح المجرمين والخونة على جرائمهم ضد شعبنا العراقي إلا بلجوئنا إلى ابتكار أسماء مستعار لنا والكتابة بتلك الأسماء. فأين الديمقراطية وحرية الرأي عن التعبير بآرائنا التي كنا نحلم بها؟

 

نحن التركمان حالنا حال أشقائنا العرب والأكراد وبقية مكونات الشعب العراقي أخذنا نصيبنا من هذه الظاهرة السلبية حتى ولو كان الهدف منها إظهار الحقائق أحيانا. فمن تلك الأسماء المستعارة المعروفة التي تظهر أمامنا في الصحف والشبكات الإلكترونية خالص أوسطة، فضولي البغدادي، جان كركوك، خالد قزانجي، يشار يلدرم، رسول كوزه جى، آلتون صو كوبرولو وغيرها التي البعض من أصحابها يكتبون عن الأدب والتاريخ التركماني ومواضيع مفيدة تخدم القضية التركمانية، والبعض الآخر من أصحابها لا يعرفون غير انتقاد بعض المسئولين التركمان وسياسييهم بدون حق واتهامهم بالخيانة والعمالة والفساد المالي. وربما لا يرضى البعض من هذه العبارة داعين بأنهم يكتبون الحقائق ولم يفتروا على أحد بالكذب فليس أمامنا سوى أن نقول لهم أكتبوا الحقائق بكل مفرداتها وافضحوا الذين يلحقون الأذى بقضيتنا العادلة التي ناضل من أجلها شهدائنا الذين فضلوا النضال من أجل حقوق شعبنا التركماني على التمتع من حياتهم الخاصة مع أطفالهم وذويهم وضحوا بأرواحهم الغالية في سبيل مبادئهم السامية التي آمنوا بها. أفضحوا المتآمرين مع العملاء وأعداء شعبنا العراقي من أجل مصالحهم الشخصية. أفضحوا الخونة والمجرمين الذين يسرقون أموال شعبنا التركماني. أفضحوهم إن كنتم صادقين في أقوالكم ولكن لا تكتبوا سطرا واحدا عن إنسان لو لم تكن لديكم الأدلة والوثائق الكافية بذلك ، لأنكم بكتاباتكم عن تلكم الجرائم والأفعال الشنيعة ترفعون من قيمة مرتكبيها لو لم ترفقوا مع كتاباتكم الوثائق والأدلة والبراهين التي تثبتها. لأنني طيلة السبعة اشهر الماضية من مكوثي في تركيا تعرفت على حقائق مؤلمة عن بعض الأشخاص الذين يعملون في أروقة الجبهة التركمانية العراقية وبعض الأحزاب التركمانية. ويؤسفني أن أقول بأن أولئك الأشخاص الذين سيفضحون في يوم ما على أكاذيبهم، يعملون على تشويه سمعة قادة التركمان والعاملين في المؤسسات التركمانية داخل العراق وخارجه. ومن الحقائق التي تأكدت منها لجوء أولئك الأشخاص إلى الأكاذيب والافتراءات لتشويه سمعة السيد رئيس الجبهة التركمانية العراقية والسادة رؤساء الأحزاب والحركات التركمانية والسادة أعضاء مجلس بلدية كركوك واللجنة التنفيذية وممثلي وأمناء سر المحافظات للجبهة التركمانية العراقية. وإنني مستعد لفضح أولئك الأشخاص الذين لن تتعدى عددهم على عدد أصابع اليد الواحدة بشهادة الشهود والبراهين والإثباتات الدامغة. وللعلم بأن أحد أولئك الكذابين والمفترين كتب عشرات الرسائل الإلكترونية المليئة بالأكاذيب والافتراءات ضد السيد أحمد مرادلي ممثل الجبهة التركمانية العراقية السابق بأنقرة وكل من السادة عاصف سرت توركمن، غانم عثمان، الدكتور مصطفى ضيا، شمس الدين كوزه جى وغيرهم من المسئولين وبأسماء مستعارة تم التأكد من كاتبها الحقيقي ولكن الوقت الحالي ليس الأنسب لانشغالنا بمثل هذه الأمور التافهة بالذات وبلدنا وشعبنا التركماني يمران بظروف صعبة، ويتحتم علينا التفكير بأمور أخرى تهم مستقبل بلدنا العراق وشعبنا التركماني الجزء الذي لا يتجزأ عن الشعب العراقي العظيم. أما أولئك المشعوذين والكذابين الذين لا جرأة ولا شجاعة ولا رجولة لهم، والذين يرمون الناس بحجارة وبيوتهم من زجاج، فأنهم سوف ينالون جزاءهم العادل ويفضحون على أكاذيبهم وافتراءاتهم الوقحة عندما يحين الوقت بذلك والسلام. 

 

         أوميد كوبرولو

www.turkmensani.com

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1076  الجمعة  12/06/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم