أقلام حرة

قائمة النزاهة الوطنية ..من سيطرحها بجراءة ..

والمواطن العراقي بين مغلوب على أمره وبين معارض وبين مخدوع وبين من تم تشويه فكره باسم الطائفية...نقول الخلاص العراقي والشفاء الوطني والوحدة العراقية لا تتم ألا بظهور المخلصون المتوحدون بالقيم الإنسانية والحضارية ويضعون تحت أقدامهم العرقية والطائفية والاقليمية..العراقي هو إنسان وحاجات الإنسان معرفة ولا معنى للعرق والطائفة بحاجات الإنسان (أي أن الشيعي والسني والعربي والتركماني والكردي يشربون الماء ولا يوجد اختلاف في ذلك فيما بينهم أن الماء حاجة وما اكثر حاجاتنا المفقودة)...  هل الأحزاب والحركات السياسية  لديها الجراءة لطرح مسائلة النزاهة قبل أي شيء أم أن النزاهة شعار فقط..... نقول القوائم السابقة المتسابقة على مباهج السلطة فشلت بالرغم من وجود بعض الرموز الوطنية فيها ..لأنها سقطت في مستنقع الرذيلة السياسية... لم تظهر من بين جميع الفائزين في قوائم الانتخابات السابقة  ألا دعاة الأنا وحب السلطة والتجبر الدكتاتوري باسم المحاصصة .. لم يظهر من يعمل بجد من اجل الشعب...و لكي لا نقع بنفس دوامة السوء ودكتاتورية التحاصص من جديد  يجب الانتباه والتمعن في كيفية اتخاذ القرار وكيفية تصحيح المسار....وتوعية المجتمع بما يتوجب الان فعله..

 

نتأمل الحلول ونتساءل  .. ألا يوجد بالعراق 1000 نزيه ليتحمل أعباء المرحلة ...ألا يوجد1000 مثقف ومتحضر وأنساني الرؤية وحذق في استقراء الغد ويعمل بإستراتيجية ذكية للنهوض بالبلد ومقدراته؟!... نتساءل .. نتساءل أين الوطنيون الزاهدون؟؟ أين الأتقياء؟؟ أين المخلصون؟ أين من سيعدلون الدستور ويكتبوا أن العراق بلاد الشمس التي لا تنطفئ؟ أين من يتقلدون المناصب  ويعيشون بتواضع  مثل الناس بأبسط المستويات ويدركون هموم الناس... أين من لا يغريهم مال ولا تغريهم مباهج السلطة... أين من شربوا عذب ماء الفراتين ؟؟؟ أين من يعيشون وسط العراقيين ...أين من يدركون معنى كلمة عراقي ويتنفسوها ..هم وعوائلهم نبض حياة ... أين من يفخرون بالمنتج  العراقي (زراعي ، صناعي ، حرفي) ويعملون من اجل نهوض العراق واقتصاده... ؟؟؟؟؟  لماذا حرباوات الزمان والمكان والحدث .. موجودون بقوة في اغلب قوائم الانتخابات؟ لماذا مناضلون الأمس نسوا معنى النضال ولماذا ناضلوا !!.... لماذ لا يستطيعوا أن يميزوا الأسود من الأبيض... لماذا ضيعوا سيرة نضالهم بسوء أدارتهم وسقوطهم أمام مباهج السلطة.... !!!!...لماذا لا ينظروا بتاريخ كل متملق ومتسلق للسلطة  يتقرب منهم لينال مكاسب على حساب المجموع.. لماذا مناضلو الأمس تخاذلوا ... ولم يعرفوا الصالح من الطالح ... ما فرقهم عن دكتاتورية الأمس الغبية...

 

العراقيون الشرفاء  النزهاء الزاهدون الذين يعملون بإيثار موجودون... ؟ لكن كيف يظهرون وكيف يمكن أن ندفعهم للتصدي ونحميهم من غباء التسلط والسرقة...الاستقلالية بالرأي والقيم الإنسانية تجعل ذوي الرأي الرشيد في حالة عزلة بظل غياب الدولة (غياب النظام والقانون).... اغلب الفضلاء أصبحوا جالسون في بيوتهم مبتعدون عن السلطة لأنهم لا يسرقون ولا يحميهم احد أذا صرخوا بالسارقين المارقين.... تعففوا بالسلطة وتعففوا بالظهور كقيادات وطنية ...وهم ينتظرون ويترقبون اللحظات ليقوموا بما يتوجب عليهم... لكن للأسف انتظارهم هذا بحد ذاته  هو سلبية عظيمة... لان ذلك يعني بأنهم سيبقون عمرهم  كله ينتظرون احلامهم ... فلا خلاص يأتي بدون عمل وجهاد .. بل ستسير الأمور من  سيء الى أسوء تحت ظلال مافيات وبرجوازيات سلطة ديمقراطية الصدفة.. لنستنهض الهمم للوطنيين الزاهدين الأكفاء نقول..... الجهاد.. والعمل..والتضامن..... هي الحل. .. نقول كفى كفى تعففا بالسلطة... السلطة لا تشرفكم بل انتم من يشرفها.... أن الواجب ينتظركم... والتكليف الشرعي يضع عليكم عبء النهوض بالبلد... هذا كواجب وطني وديني... لا تنغمسوا مع ظلام المرحلة كونوا شعار تغيير وخلاص عراقي..ارفضوا الماضي الغبي والحاضر الأسود...لا تتحالفوا مع السوء انتم الشعب انتم العراق فلا تخذلوا من يراكم خلاص وشفاء وطني... العراق يبحث عنكم...نقول كفى تعففا بالسلطة تقدموا وأدوا دوركم ... بنزاهة بذكاء وشجاعة بلباقة حق تقدموا الجموع ولا تقفوا وقفة المتخاذلين ولا تقفوا وقفة الخاسرين المستسلمين.... تكلموا بجراءة تكلموا بوطنية  وحكمة اصرخوا بالجموع وأوقفوا دوران دولاب الألم العراقي... ليولد فكر الإصلاح الوطني... شرعوا القوانين واكتبوا دستور العراق... بلاد الشمس التي لا تنطفئ...

 

هل ستولد قائمة انتخابية عراقية للحازمين المتعففين الزاهدين... هل ستظهر قائمة الشفاء العراقي... أم هي حلم..هل حلم أن نرى مرشحون لا يساومون لا يتراجعون مقبلون بشجاعة لحل المشاكل الوطنية بإنسانية وحكمة... لا يبنون قصورهم على اوجاع  الحاجة والعوز الشعبي ..... لا يسرقون لا يجاملون على حساب الحق ... أنهم  حلم الحق.. ونبل أفكار السماء  بهم ترحم الأرض... فأين انتم أين انتم....يا عراقيون وطنيون؟!!!

 

أذا لم نعمل من اجل ظهور النزاهة الوطنية فأننا سنبحث في نفايات القوائم الانتخابية عن الأقل سوءا... أو الأكثر ابتساما أو الأكثر وسامة أو الأكثر شهرة....ويبقى العراقي يعاني ويلات التراجع ويعاني دكتاتوريات مافيات التسلط....

 

نتمنى أن تظهر قائمة انتخابية بشروط نزاهة عملية ...وليست وهمية وخادعة.. وان تتوفر بالمتقدمين الشروط التالية:

1.   أن يكونوا ذوي نزاهة مشهودا لها وذوي كاريزما تأثير شعبية .

2.   أن يوقعوا تعهد بالعمل بشرف ونزاهة وإيثار ويعملوا برواتب رمزية وان لا يتقاضوا كما يتقاضى الأمراء من منح ورواتب والشعب جائع...وان لا يشرعوا أي قانون لأنفسهم ألا بموافقة شعبية.

3.   أن يرفضوا مكاسب السلطة ويعيشوا مشاكل الناس ليحلوها.. ويبتعدوا عن الفساد الإداري والتعيينات ويكونوا رقيب على السلطة التنفيذية...

4.   أن يكونوا حكماء وذوي خبرة وكفاءة وحنكة وذكاء..

5.   وان يحترموا الشعب... بان يعملوا بوطنية ولا يؤخروا أي قرار حتى وان اضطرهم ذلك للعمل 24 ساعة باليوم الواحد وبتواصل .. وان  يحترموا من انتخبهم ولا يتغيبوا عن لاجتماعات البرلمانية ...وان يكونوا فعالين في عملهم الرقابي والتشريعي...

6.   أن يسجلوا كل ممتلكاتهم (العائلية) قبل دخول الانتخابات وتحدد معادلة اقتصادية لكل منهم ومن ثم يحسب معدل نمو ثروتهم خلال تسلمهم مناصبهم... وأي زيادة عن المعدل المتوقع  لثرواتهم ..يتم التنازل عنها لصالح ميزانية الدولة ..(يجب أن يوقعوا تعهدا باحترام ذلك).

7.   أن يوقعوا تعهد بان لا يمارسوا نفوذهم وسلطانهم... للحصول على البعثات والزمالات الدراسية والايفادات لهم أو لعوائلهم ... بل كل ما عليهم هو أن يعملوا من اجل المجتمع...ويعملوا على حماية مصالح البلد وثرواته من التبديد...ان لا يتسثمروا اموالهم خارج البلد بعد فوزهم  كنواب برلمانيون...

8.   أن لا يحملوا أي جنسية مزدوجة لا هم ولا أبنائهم...ويجب أن يوقعوا تعهدا باحترام ذلك...(يحملوا الجنسية العراقية فقط)

9.   أن يوقعوا تعهدا بان يعيشوا هم وعوائلهم في العراق الديمقراطي ... حتى بعد انتهاء فترتهم الانتخابية... أو يتنازلوا عن جميع حقوقهم التقاعدية والمالية أذا قرروا العيش خارج العراق هم وعوائلهم..بعد انتهاء فترتهم الانتخابية..

10. في حالة فشل البرلمان وحله يفرض عليهم عدم الدخول بالانتخابات اللاحقة ألا بقوائم منفردة...

11. أن يوقعوا تعهدا بان يكونوا خاضعين للحركات التي رشحتهم وألا فأنهم يعتبروا مستقيلين..

12. أن يعملوا من اجل العراق كل العراق وليس من اجل فئة محددة فقط... ويعلموا بمهنية واستقلالية داخل البرلمان...

 

أن ما أوردناه اعلاه ...لا نظن يختلف عليه الشعب لكن نكاد نجزم بان الحركات السياسية والحزبية المتسلطة الآن سترفضه جملة وتفصيلا........فهل فيهم من يمتلك الايثار والوطنية ليعلن شروطا لمرشحي قوائهم كما طرحنا هنا...

قلنا ما نعتقد ونؤمن بالتصحيح أذا ثبت لنا الخطأ

 

د.علي عبد داود الزكي

[email protected]

 

 

في المثقف اليوم