أقلام حرة

ما الذي يدفع الناخب الى التصويت لبرلمان كوردستان

تحقيق الاماني والاهداف العامة والمستقبلية لمثل هكذا ظروف التي يتمتع بها اقليم كوردستان .

 

هناك احاسيس مختلطة ومعقدة تنبع من التفكير والحرص المشهود له الشعب الكوردي لمستقبل اجياله والتضحيات التي قدمه من اجل تحقيق امانيه وقلقه الواضح لما خلٌفه تاريخه الماساوي بعد تجسيد الترسبات في كيانه مما جعل الخوف ملتصق به اينما سار، واثر بشكل كبير على شخصيته . عدم التوازن في الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي اثٌر بشكل عميق في فكر واعتقاد وايمان المواطن ونظرته الى السلطة والحكم، ناهيك عن التدخلات المتعددة المختلفة من كل حدب وصوب . ان كانت الظروف الموضوعية هي الاقوى في التخلخل الحاصل في حال المجتمع، فان الظروف الذاتية لا تقل عنها في تعقيد الامور نتيجة قلة الخبرة وانعدام التجارب المسبقة والاخطاء المتكررة منذ انتفاضة اذار 1991 من عسكرة المجتمع وتسييسها ونشر متطلبات التحزب بين العوائل والعشائر والافراد .

 

 حقيقة، يمكن ان لا نكون دقيقين في وصف ما هو عليه الوضع العام للمجتمع الكوردستاني وما يدور في خلده ونظرته الى ما يجري وهو يتصف بعدة خصائص اجتماعية تربى عليها من افرازات التاريخ والتصق باخلاقيته وصفاته،  من الاعتراض الدائم والتذمر والانعكاف والعزوف عن الادلاء بالراي والموقف مهما كانت الامور المسببة لذلك لا تستوجب تلك الردود، بالاضافة الى الخوف من الماضي الاليم والمستقبل غير المعلوم .

 

وسط هذا الواقع، كيف يمكن للمرشح ان يدلي بصوته وبمن يفكر وعلى اي مبدا او فكر يستند في اختياره، حتما التاريخ وما مرت به كوردستان  له تاثيراته القوية على فكره، ولكن الاهم ما هي نظرته المستقبلية وعقليته ومستواه الثقافي الذي يساعده في صحة اختياره .

 

ان التجربة الديموقراطية والساحة السياسية العامة لتطبيق اهم مبادئها القوية وهو الانتخابات لازالت خافتة ولم تمر بتجارب وممارسات الا قليلا جدا ولفترة قصيرة من التاريخ الكوردستاني، وهذا ما يدع المحلل ان يفكر بان العوامل الاجتماعية والحزبية هي الحاسمة في تحيد تصويت الناخب، وهذا ما يفرضه قانون الانتخابات ايضا . اي الاعتماد الكلي على التربية الاجتماعية والجنس والمستوى العلمي والاختلافات بين الاجيال .

 

و من العوامل المهمة الاخرى لكيفية اختيار الفرد لمرشحيه هو دخله والمستوى الاقتصادية لعائلته وقدرته وامكانياته المادية والمعنوية معا، وكما يختلف ما يفكر فيه المجتمع الصناعي وهو واضح الاختلاف عن المجتمع الزراعي .

 

و على الرغم من كل تلك العوامل والمؤثرات الا انه ليس هناك اراء مستقرة على الاختيارو لا يمكن نطبيق تحليل واحد على جميع الفئات، وومن الاراء قابلة للتغيير بين ليلة وضحاها اعتمادا على الرهانات وتاريخ المرشح الحزبي وموقفه الاني من جهة ومدى تقبله للتغيير في لحظات من جهة اخرى، اي لكل انتخاب وضعه وخصوصياته التي يمكن لاي جهة بناء نظرته وتفكيره وعمله وبرامجه عليه . اما البرامج الانتخابية، لربما تكون لها تاثيرها على النخبة وبنسبة قليلة، لاسبابها الكثيرة، ومنها اشباع المواطن من الوعود دون تنفيذ ، غير ان المواطن البسيط يعتمد على ماهو عائش فيه وظروفه وهو الاكثرية المطلقة في اقليم كوردستان، اي انعدام تاثير الخطابات الرنانة واضحة او قليلة على الاقل وتكون في جميع الحالات نسبية ومختلفة من منطقة لاخرى ومن شريحة وطبقة لاخرى، ولكن يجب ان نحسب حساب عاطفية المجتمع العراقي وسذاجة نسبة محدودة منه.

 

اي اننا نخلص الى نتيجة معينة وهي ان اكثرية الناخبين معلومين الاراء والمواقف، اما القلة المتبقية تعتمد على التحليل والتفسير وعلى تاريخ المنطقة ونتائج المعادلات والنظرة العامة لمستقبل المجتمع، وما تغيرت ما بعد سقوط الدكتاتورية في العراق.  ويهذا، يمكن ان نقول ان هناك نوعين مختلفين من التصويت والاراء لبرلمان كوردستان القادم، ولكن نسبة التصويت تحددها الظروف ايضا وهي العامل المؤثر والمحدد في تحديد النتائج، ويعد التغيير يمكن ان نعلم مايؤل اليه الوضع السياسي العام .

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1077  السبت  13/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم