أقلام حرة

ماذا تعني المعارضة المطلقة

وأنا هنا لا أتحدث عن مؤيدين الحكومة لأنهم بالتأكيد المستفيدون منها والموظفين وأقربائهم واقارب اقربائهم واعضاء الاحزاب الحاكمة ... وليس ما يوجب التعليق على تأييدهم فهم ببساطة الحكومة .

اعتقد أن في اي عملية سياسية وبخاصة اذا كانت في طور التكوين لا يوجد (المطلق) بالاحكام والا اصبح رفض للعملية السياسية برمتها ... كما حدث للطاغية (صدام) فلقد ترك ملايين العراقيين وطنهم لانهم رفضوا الطاغية وزمرته ولأن العملية السياسية كانت مقتصرة على قول (نعم سيدي) الموافقة بالمطلق وعلى اي قرار حينها انت سياسي محنك وانت في الجانب ألأمن مع الديكتاتور . ولكن هل من الممكن ان يكون المعارض بهذا الصورة اليوم ؟ بمعنى يمكن ان يعارض وجود بعض الشخصيات ووجودها في غير محلها وهي لا تستحق هذه المناصب ... او يعارض موازنة او غيرها من جزئيات العملية السياسية (الموضوعية هنا مهمة جدا) وعليه يجب طرح ما يعتقده الاصلح هنا او هناك وليكون دور المعارضة مكمل للعملية السياسية لبناء قاعدة سياسية شعبية متينة لها القدرة على انجاب سياسيين يستطيعوا حمل راية العراق عالياً . ولكن ان يكون البعض معارضيين لكل العملية السياسية وبالمطلق فهذا يدخل في حسابات اخرى لا اريد الخوض فيها لانها تحمل الكثير من التساؤلات !!!

المعارضة المطلقة لا تكون صحية في بناء العراق الجديد لانها تبخس الاخرين حقهم وعطائهم لبلدهم ولانهم جاءوا للحكم بالانتخابات ولان قانون الانتخابات وضُع في عهد الجمعية الوطنية والتي بدورها شكلها بريمر , وهنا سؤال مهم جدا لماذا تشكلت الجمعية الوطنية من هذه الاسماء وليس غيرها ؟؟؟ ببساطة لانهم احزاب المعارضة انذاك والا من اين ياتي بقادة وسياسيين (ألأستيراد ممنوع لهذه البضاعة) اذا هي عملية تحصيل حاصل للمصالح الامريكية في المنطقة والتي توحدت مع بعض الاحزاب والشخصيات في هذه الدولة او تلك . بالتاكيد سوف تحمل الكثير من الاخطاء ولكن ما العمل (المشروع اكبر منا جميعا) لابد من توحيد القوة السياسية العراقية والعراقية فقط , ولاني متفائل بالنتيجة وهي ان العراق مقبل على مرحلة عظيمة في تاريخه ولكن بتوحيد الجهود ايجاد خطوات للوصول لهذه المرحلة .

واهم تلك الخطوات هي ايجاد الية لتفعيل دور المعارضةلانها الطرف المراقب والمتربص لكل شاردة وواردة وطرحها امام السادة المسؤولين والراي العام وبالمقابل يجب على الحكومة ان تاخذ بنظر الاعتبار الدور المهم الذي تلعبه المعارضة لانهم ببساطة معارضة (اليوم) وممكن ان يشكلوا حكومة (غدا) هذا دولاب الديمقراطية يوم معارضة ويوم حكومة والمستقبل (بيد الله) وما تقدمه للعراق هو الباقي .

صادق العلي – ديترويت

[email protected]

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1077  السبت  13/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم