تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

لإسرائيل السلام ولنا الحرية

 بل أن إسرائيل راحت تتحدث مؤخراً عن مبدأ السلام مقابل السلام، أو بصيغة السلام الاقتصادي .

نحن كشعوب وأنظمة أمام أطروحات عديدة تبدأ بالسلام ولا تنتهي عند شكله النهائي، والسؤال هنا، هل فكرنا قليلاً عن أي سلام تفتش إسرائيل، ومع مَن تريد عقده، إذا كانت تريده مع النظم العربية، فمن حقنا كشعوب أن نساءل، لماذا هذا السعي الحثيث نحو السلام مع الأنظمة والشعوب بعيدة عنه، أليس من حق هذه الشعوب أن تكتشف وبعد صراع طويل ومرير طبيعة خصمها التقليدي؟.

لكن القضية لا تقف عند هذا الحد أو ذاك، إنما أصبحت قضية مفتوحة على كل الصعد، تتعدى إشكالية أن يتحدث أي مواطن عربي مع آخر إسرائيلي صدفة ومن دون علم حكومته أو بالتفويض منها، بينما لا يجد الإسرائيلي أي عتب أو تخوين من حكومته إذا ما عرفت أنه التقى بقصد أو بغير قصد مع أي إنسان عربي .

هل هناك عقم أو شلل في العقلية العربية؟ ربما كان هذا العقم ناجماً من بعبع التطبيع الذي نما بشكل رفضي في عقل الإنسان العربي، على أن هذا العقم النامي رفضاً لكل أشكال القبول بواقع إسرائيل ماضياً أو حاضراً، بات عقماً يستفاد منه من قبل بعض الأنظمة وعلى سبيل المثال النظام السوري الذي يتردد في استرداد أرضه المحتلة، رغم فرص السلام الضائعة، وذلك في سبيل الإبقاء على حالة الشلل الراهنة في عقل الفرد السوري وزرع فكرة أن المعركة التاريخية هي مع إسرائيل، وهي معركة لم ولن تأتي .

وعليه فإن تحميل إسرائيل مسؤولية ما آلت إليه أوضاعنا السياسية وأحوالنا الاجتماعية، نوع من التهريج السياسي وضحك على الذقون، فلماذا تقدمت إسرائيل لوحدها بينما محيطها العربي في تراجع مستمر إلى الوراء ؟.

بالأمس كان الرهان على عودة الأرض كاملة إلى السيادة الوطنية، أما اليوم فقد أصبح مطلوباً في فلسطين توحيد الصف الوطني أولاً وقبل كل شيء، ولم يعد مهماً تحرير الضفة بقدر ما هو مهم وقف نزيف الانقسام المحلي، هذا فيما يتعلق بقضيتنا الأولى فلسطين، أما عن سورية، فلم يعد مهماً للنظام عودة الجولان بقدر عودته إلى لبنان، والإنسان السوري يسعى جاهداً وراء تحسين أحواله وتغيير أوضاعه، وهذا التغيير المطلوب لن يأتي لطالما بقيت إسرائيل حجر عثرة تعرقل مساره .

قد يكون مؤلماً ومفجعاً أن تغدو خياراتنا المستقبلية مرهونة بيد إسرائيل، وليست في أيدينا، فليس خافياً عندما تجهر إسرائيل بأعلى صوتها، أنها تفضل نظاماً ضعيفاً كالنظام السوري، على أن لا يأتيها نظام غير مجرب .

في نهاية الطريق، أمام إسرائيل وأمامنا، خيار واحد، وهو أنها لن تعرف المعنى الحقيقي للسلام ما لم تضمن الشعوب حريتها التي تكفل لها تغيير أوضاعها وقتما تشاء وبإرادتها الشعبية كما حصل في لبنان، لأنه كما هي الأرض لدى النظام العربي شرط للسلام مع إسرائيل، فإن الحرية أيضاً شرط لدى الشعوب لتحقيق السلام، وعلى إسرائيل أن تختار .

 

كاتب عربي

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1077  السبت  13/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم