أقلام حرة

الاسباب الحقيقية لاحداث العنف بعد انتخابات الرئاسة الايرانية

 وما محقون في النفوس والعقول. وانها لفرصة للتعبير عما يجيش في داخل وعمق التفكيرفي المجتمع الايراني، والتعبير عما منع عنه وضاقت الطرق امامه، وهو لم يلق غير هذه الفرصة المتاحة للايداء برئيه واعتراضه للنظام القائم الجاثم على رقابه منذ اكثر من ربع قرن ونيف .

 

و ما نشاهده بعد الانتخابات وما اكتنفها ومدى نزاهتها ليست بقضية وهي الشرارة لما جاء من بعده، وهو الدليل القاطع على صحة ارائنا وما ذهبنا اليه في التحليلات السابقة وادعائاتنا حول كيفية سيطرة النظام الايراني على الاوضاع بالقوة المفرطة ومن خلال الترهيب والترغيب بكل الوسائل المتاحة امام السلطة، انها بحق سلطة شمولية بلباس ديني مستغلة للمعتقدات والغيبيات والدين والمذهب في حكم البلاد، والا  مَن يطالع تاريخ ايران يرى فيه الامكانية الكبيرة لوصول البلد الى المسار الموازي للدول المتقدمة من كافة الجوانب والمجالات والاختصاصات الحياتية الاجتماعية كانت ام سياسية، ولم يبق مجال او دائرة في هذا العصر العلمي التقدمي لمن لم يهتم بالعلوم الحقيقية، ولا طريق امام الخرافات وما هو وراء الطبيعة الغيبية الدينية للسيطرة على الامور والوضع العام والحياة في اي بلد وكما كان من قبل وبالاخص في الشرق .

 

اذن من الطبيعي ان تشهد الساحة السياسية الايرانية العنف والقمع بعد الانتخابات وكفرصة مواتية للتعبير عما هو مخفي بالاغطية المكشوفة، وهذا غير نابع من عدم تفهم الشعب الايراني لما يجري او عدم معرفتهم بالمباديء الاساسية للديموقراطية وللانتخابات ومن تقبُل النتائج مهما كانت او من احترام وراي الاخر والعمل السلمي والتنافس الشريف في العمل السياسي، لا بل كل ما يجري هو ماوراء العملية الانتخابية واسباب وعوامل متراكمة برمتها، وانه من ترسبات ما يعيش فيه الشعب  ونتيجة الاحتقان والتذمر من الموجود والمفروض بالقوة على الجميع وهم الاجيال التي ولدوا وترعرعوا في هذه الاجواء ولا حول لهم ولا قوة الا التعبير عما يدور ويجول في خلدهم في اية فرصة مؤاتية، وهكذا استغلوا الانتخابات واجوائها في هذه االلحظات، وهكذا يعلم الجميع ان العنف هو السلاح بيد السلطة امام التعبير والسخط عما هو سائد، وانه تضييق للحرية التي يجب ان تتوفر للجميع للتعبير وادلاء باراء عما يفكرون فيه ويتمنونه ويهدفون ويعملون على تحقيق امالهم وامنياتهم العامة وما يمس حياتهم الخاصة .

 

استخدام القوة المفرطة في السيطرة على الاوضاع وكما شاهدنا سيزيد من الوضع تعقيدا، ولا يمكن تهدئة الاوضاع بالهراوات والضرب نهائيا، وهل يمكن ازالة التذمر والاحتقان والكبت بقوة السلاح غير المحدد والذي استخدم في المظاهرات، وان هدات الساحة والشوارع لم يكن في الحسبان ان تتح فرص اخرى في اي وقت كان، وهل عجلة التاريخ ومؤثرات الوضع العالمي العام على كافة الدول يمكن ان يسمح بمنع دخول وسائل العلم والمعرفة الى الاجواء والساحات الايرانية، وهل بالامكان منع التطورات التي حصلت في كافة المجالات والتي لها علاقات مباشرة مع حياة الانسان على الشعب الايراني المعروف بقدرته على المقاومة وامكانية الهائلة في العلم والمعرفة، وهل قطع الهاتف النقال ومنع الانترنيت سيخفف الامر ويمكٌن السلطة من السيطرة على عقول واراء ومواقف الشعب .

 

فان حصلت المخالفات ام لم تحصل فانتيجة واضحة ومعلومة والخطوط الحمر التي وضعها القائد الاوحد والفكر الواحد والعقيدة الواحدة والطريقة والالية المفروضة هي المانع والسد الاكبر لتطلعات الشعب ونظرته الى المستقبل وهي الكابتة لارادته وتوجهاته .

 

 اننا على اعتقاد كامل بان الاحداث ستكون لها تاثيراتها المباشرة على الشعب بشكل عام وانها فتحت الطريق امام الاجيال الجديدة المكبوتة في التعبير العلني عما يفكرون، وازدادت من جراة الجميع في الاعتراض والعمل العلني على الساحة للمطالبة بالحقوق الطبيعية البسيطة العامة للشعب، وهذه هي الخطوة الاولى نحو الطريق الطويل والتي من المنتظر ان يسلكها الشعب الايراني عاجلا كان ام اجلا وسيحتاج الى ارادة وامكانية وتنظيم وتعاون من جميع ابناء الشعب الايراني بكافة مكوناته المغدورة .

 

 

 

 

في المثقف اليوم