أقلام حرة

لن يتم الاصلاح بيد من يقف ضد الديموقراطية

ولم يدخر جهدا في سبيل اضعاف المقابل وباية سلاح كان وحتى بالتحالف مع من لا يوافقه في الفكر والعقيدة، لا بل وهو ضده ويقف له بالمرصاد حين يقوي مركزه . ينتقد ويدهس مايصادفه هنا وهناك على الساحة المفتوحة وان استند على القوى الخارجية، يستغل ابسط فرصة في سبيل الوصول الى المبتغاة وان كانت على حساب المصالح العامة للشعب . ويصف نفسه بالمحايد في احيان ولكنه ينحاز الى من لا يوافقه في السياسة والفكر والعقيدة، متحديا الاخرين بكل ما يملك وما يمكنه من الاصرار وما تحت ايديه من الوسائل وما في قدرته بالملائكة وهو ضامن لخير البشرية وليس في البقعة التي يتواجد فيها بل في العالم اجمع.

 

لو تعمق احد في وضع وكيان وتركيبة تلك الاحزاب وتياره سيكتشف المستور وما تحت الستار، ويرى في مكونه وما يبث الخوف وما يثير العجب في تطبيق الاليات لعكس الادعائات وتضليل الاخرين من اجل الاهداف الاستراتيجية المظلمة .

 

ومن المتعجب في امر هؤلاء انهم ينطقون بما يتمسكون به من الخرافات وفي الظاهر يتعلقون باحدث المفاهيم وينتقدون الاخرين على عدم تنفيذ ما يتطلبه العصر من الديموقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة، وهم شموليون وكابتون للحريات ولم يطبقو ما يحقق ادنى نسبة من المساواة وهم يعتمدون على مباديء واسس مرًعليها الزمن. واكثر من ذلك يعتمد على افكار وعقائد بعيدة عن التمدن والعصرنة والحداثة وهو يطبق ما كان سائدا قبل الاف السنين دون الاخذ بنظر الاعتبار التقدم والتطور والمتغيرات والمستجدات وما تتضمن كل مرحلة تاريخية من الصفات والسمات والخصائص التي تختلف عما سبقها ربما بشكل كامل ومطلق .

 

ومن المؤسف ان نقول ان القوى العلمانية التقدمية او على الاقل تسمي نفسها بذلك وبعيدا عن الفكر والفلسفة التقدمية واستنادا على السياسة القحة تأتلف وتتحالف مع هذه القوى وتصبح تابعة مخذولة لهم من اجل اهداف انية وللوصول الى المبتغاة دون النظر الى المباديء الاستراتيجية وخطوط الحمر للفكر والعقيدة التقدمية ومنهم من يعتبر نفسه يساريا وهو بعيد كليا عن المتطلبات ومواصفات اليسار،و كل ذلك من اجل تكتيك معين ومصلحي وهو التعلق بالسلطة ومحاولة البقاء مهما كانت النتائج .

 

ومن المعلوم ان توصلت قوى الظلام الى الموقع الذي يضحون حتى بالعقائد التي يؤمنون بها من اجل الوصول اليه،سوف يكون المتحالف معهم اول من يندم على فعلته . من منا لم يتعلم من التجارب البسيطة لهم وفي بقع صغيرة هنا وهناك وكيف كان حكمهم وسلطتهم وما طبقوه على الاخرين بالقوة والقمع .

 

وعندما نسمع اليوم ما يطالب به هؤلاء من الاصلاح وهم يقفون امام ابسط طرق للاصلاح والتغيير وينكرون الديموقراطية ويضييقون من الحرية النسبية، كيف يمكن ان يُثق بهم لو سيطروا على زمام الامور، مع هؤلاء القوى ولو لمرحلة قصيرة ومعينة .

 

و هل فاقد الشيء يعطيه، ولذلك علينا ان نوضح للعالم بان الوضع الخاص للمجتمع الشرقي يحتاج الى عقلية ومعاملات خاصة مع القضايا العامة فيه، وفيه الحكومات الفتية اكثر حاجةالى النصائح والاليات الخاصة بها، والسلطات الرضيعة بحاجة ماسة الى الترشيد والتعليم . ولابد ان يقف الجميع صفا واحدا منيعا امام القوى المتحدية للمفاهيم التقدمية، ومنع التدخلات في شؤون البلاد من قبل المتربصين والمستغلين للثغرات الموجودة في التركيب العام للمجتمع من واجب الجميع . والاصلاح بحاجة لقوى قوية متولدة من رحم التطور الطبيعي للمجتمع وليس ممن يقف ضد اهم المفاهيم وهو الديموقراطية ومبادئها العامة .

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1080  الثلاثاء  16/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم