أقلام حرة

هل يراعي عالم الحيوان حقوق الانسان

 (هذه نظرة فوقية انسانية قاصرة) فهي تعمل بكل جد وأجتهاد لتنظيم مسيرة الحيوان وصنع عالم جميل خالي من المنغصات واهمها الانسان .

ومع وجود بعض الصراعات العرقية بين الفصائل المختلفة كذلك للتفوق النوعي للبعض على البعض الاخر والتي طورت نفسها وعملت كل ما تستطيع من اجل اللحاق بركب التطور التقني فلقد قامت بأرسال عدد كبير من ابنائها للدراسة في الخارج والحصول على اعلى الشهادات لتكون مؤهلة لمناصب عالية في هذا العالم الحيواني. والمهم هنا ان بعض الفصائل الحيوانية متعاطفة (على مضض) مع الانسان الذي لم يرحمها يوماً ولكنها تقابل الاساءة بالاحسان .

وهذه الانواع (لانها متعاطفة مع الانسان) فهي مرفوضة من قبل الكثير من انواع الحيوانات ويتعامل معها الجميع بعنصرية لانها ببساطة أدخلت الكثير من الامراض والاوبئة الى عالم الحيوانات الجميل وبالتحديد من الانسان!!!وبالطبع كانت هناك قرارات خطرة وصعبة اهمها عدم التعامل مع مخلوقات غير مرغوب بها !!! ويجب ان يكون التعامل مع هذه المخلوقات وفق ضوابط وقوانين لانها في تماس مع حياة الحيوان البسيط والذي هو (اغلى ما نملك) هذا شعار عالم الحيوانات . وهنا ظهرت مشكلة كبيرة بين الانواع التي تؤمن بحقوق الانسان وكل الانواع الاخرى كان الحق معها في الكثير من طرحها ... واهم ما طرحته في الجلسة العلنية (للفصائل الحيوانية المتحدة) وهذه جمعية تعمل على حل النزاعات بين الحيوانات والتي مقرها (سوق الغزل قبل الضربة) ان الانسان كان حيوان سابق (نظرية داروينية التوجه) كذلك التاريخ المخزي للانسان مع كل شيئ جميل كون الحياة بُنيت على الخطيئة والقتل بعد حين ناهيك عن الحروب التي يفتخر بها الانسان , وان الجميع هم بالحقيقة ورثة قتلة نعم من يستطيع ان يقول بان اسلافه لم يقتلوا الذي يستطيع ان يثبت ذلك فليتفضل ؟؟؟ ... هذه ما قاله النوع المناهض لحقوق الانسان في عالم الحيوان الجميل الخالي الطائفية المقيتة والخالي من الارهاب كذلك الخالي من الانتخابات التي هي صناعة انسانية لم تجلب غير الدمار والطبقية .

ومع احتدام الجدال بين مؤيد ومعارض لحقوق الانسان فلقد قرر مجلس (الفصائل الحيوانية المتحدة) احالة هذه القضية الى (محكمة الحيوانات الدولية الكبرى) لتتخذ كل القرارات المتعلقة بهذا الملف الخطر ... وكانت مرافعة المعارضة تحتوي على تاريخ الانسان مع اخيه الانسان من جهة ومع باقي المخلوقات من جهة اخرى واكدت المعارضة ان الانسان عندما يحصل على حقوقه سوف (يعنفص) علينا وهذا ليس تجني على الانسان ولا تلفيق !!! تاريخ الانسان مليئ بهذه القصص ناهيك عن شيئ مهم جدا وهو ماذا يستطيع ان يقدم الانسان الينا والى نفسه ؟؟؟ وكان سؤال مخجل ومحير لمؤيدين حقوق الانسان فسكت الجميع !!! لا جواب وهنا اخذت المعارض بالكلام اذ كان كلامها مؤثر حيث قالت :

ان الذي يضيع هذه الاديان الجميلة والتي أنزلت من السماء ويضيع كل الافكار الانسانية القيمة والتي وضعها فلاسفة وعقول فذة بالتاكيد من اضاع كل هذا لا يمكن ان يؤتمن على شيئ ومن المحتمل ان يضيع عالم الحيوان الجميل . وبعد هذه المداخلة من قبل المعارضة فلقد قررت (محكمة الحيوانات الدولية الكبرى) تأجيل اصدار الحكم للاطلاع ولصعبة القضية ولان المحكمة لا تؤمن بالواسطة والمحسوبية وتعتبرها من الامراض الانسانية التي من المستحيل ان تدخل عالم الحيوان ... كذلك للمهنية العالية التي يتمتع بها اعضاء المحكمة فانني متفائل بان العدالية الحيوانية سوف تاخذ مجراها ولن يظُلم الانسان قيد أنملة ... ولاني اتمتع بحصانة حيوانية تؤهلني من الدخول الى اروقة المحمكة فسوف اوافيكم بكل شاردة وواردة (حيوانية) وسوف لن انحاز لطرف معين وسوف نقل الخبر بكل مهنية لنثبت للحيوانات ثمة بقايا انسان هنا او هناك.

 

صادق العلي – ديترويت

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1082  الخميس 18/06/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم