أقلام حرة

لماذا يتزايد عدد الفقراء مع الديمقراطية

وطرحت تساؤلات على بعض الاصدقاء عن هذه الافة والتي هي نقمة على الانسانية ؟ فلم اتوصل الى جواب شافٍ لكل الذي اشاهده واسمعه في جميع انحاء العالم , وكأنهم يتفقون على انه ليس هناك تعريف دقيق كامل لغوياً لهذه الكلمة ... صحيح ان الكلمة اصلها يوناني وهي تتكون من لفظين الاول هو (ديموس) وتعني الشعب او الناس والكلمة الثانية (كراتيا) وتعني الحكم ... وعليه فانها تكون حكم الشعب .

وهذا التعريف ليس كافٍ بالنسبة لي اذ يتزايد اعداد الفقراء وبشكل مخيف خصوصا في الدول الديمقراطية صحيح هناك فقر في الدول النامية ولكن هناك عدالة في توزيع الفقر والتشرد والثروات وحتى الامراض!!! ولقد عرّف احدهم الديمقراطية بقوله (ان مصطلح الديمقراطية هو اكثر المصطلحات السياسية غموضا وعليه سوف تبقى كلمة مبهمة التعريف) وهي تكون بحسب ارادة السياسيين الذين يسقطون عليها قناعاتهم وثقافاتهم مثلما حدث في العراق من تسويق مصطلحات من اهمها , العالم الحر , قائدة الديمقراطية , العالم المتحضر... الخ .

ويقول اخر (الجميع يعرف الديمقراطية فهل هناك من له القدرة على تعريفها بكلمة واحدة او سطر واحد مع كل الذي تقدمه للعالم) نعم من يستطيع ان يبرر افعال الديمقراطية والديمقراطيين؟ هل الذي يجري في العالم هو حكم الاغلبية او حكم الشعب بالتاكيد الاغلبية هم الفقراء فاين يحكم هولاء؟؟؟ أليس حكام العالم المتحض والديمقراطي هم الاغنياء المتنفذين؟ والذين يديرون دفة الديمقراطية حيث مصالحهم الاقتصادية وانفتاحاته التي تزيد الفقراء فقراً . ومن المضحك ان يتكلم السياسيين والمتنفذين يتكلمون عن الفقراء والمسحوقين والجياع وباسم هولاء ينجحون وتزداد ثرواتهم ويورثون نجاحاتهم وانجازاتهم وثرواتهم الى ابنائهم الذين بدورهم يتكلمون بأسم الجيل المقبل من الفقراء والمتسولين والذي ينهكون كاهل الدولة بفقرهم وهكذا دواليك .

ومن المستغرب ان يتجدد مسلسل الديمقراطية المقيت في العراق ,فعند متابعتنا لديمقراطيات المنطقة العربية والعالم نجد هذه الديمقراطيات وفيها اكبر نسبة بطالة اكثر نسبة فقر عدم وجود تامين صحي لاغلب ابناء الشعب ازدياد عدد الفقراء والمتسولين انتشار الامراض مرورا بارتفاع الاسعار مع انخفاض دخل المواطن البسيط ... الخ . ناهيك عن تفشي الواسطة والمحسوبية والرشوة واخيرا العشائرية في الوظائف الحكومية والتي تثقل موازنة الدولة ... نجد هذا كله في الديمقراطية التي صدرها العالم الغربي الى العراق ولا اعرف هل كان قادة المعارضة انذاك وحكامنا الان هل كانوا يعرفوا ما سيجري بالعراق وبهذه الصورة؟

اعتقد ان من قام باستيراد ديمقراطية (رامسفيلد) وادخالها الى العراق لم يدرك ان فيها الكثير من القيم والتي هي غريبة على المجتمع العراقي (انا اعرف انه يعرف بانها غريبة) ولكن التعليمات الصادرة من فوق تحتم عليه قبولها ولكن مع وجود نظرية المؤامرة والاخر الذي يتربص بنا فانه غير مخطئ... والا ما معني الطائفية والمحاصصة والتوافقية واخير المصالحة ... هذا تسويق لمفردات تافهة ولا تعني غير تفكيك البلد مع وجود عامل رئيسي وهو الديمقراطية . اذاً هي الديمقراطية اللعينة التي تجعلنا نبكي كل يوم امام شاشة التلفزيون ونحن نشاهد فقراء العراق وهم يتضرعون جوعا ويتزايدون مع كل الامراض التي جلبتها الديمقراطية الغربية ولا زال سياسيينا ومن لف لفيفهم يتأنقون بانواع البدلات التي يستوردوها خصيصا لهم لانهم حملة راية الديمقراطية ولانها تعني حكم الشعب .

 

صادق العلي – ديترويت

[email protected]

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1083  الجمعة 19/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم