أقلام حرة

عضة رفش

والرفش كما هو معلوم مخلوق سيء الصيت صغير الحجم نسبيا يشبه إلى حد بعيد السلحفاة الكبيرة يعيش في شطوط وأهوار جنوب العراق وله فكين قويتين جدا وأسنانه مدببة تشبه ابر الخياطة إذا عض أنسانا أو حيوانا  تصطك بقوة على جسد الضحية ولا يمكن فتح فكي الرفش والإفلات من عضته إلا حينما يقوم المسعفون بقطع رأسه بواسطة خنجر أو سكين حادة جدا ثم يفتحون فمه بعد موته ويرمون برأسه إلى الأرض وينقذون الضحية منه

وتنطبق مصاديق هذا المثل العراقي الرائع بحذافيرها على الكتل السياسية المصرة على التمسك بالسلطة وعدم التخلي عنها للفائزين الجدد إلا بعد قطع رؤوسهم (مثل الرفش)

ومن اجل تسييغ هذا الهدف مارسوا تخرصات ومغالطات يترفع عن ممارستها حتى السذج من الناس لاسيما وإنهم يدّعون الكياسة والحكمة كرجال دين وسياسة وكان يفترض بهم الحفاظ على كياستهم ووجاهتهم  بين الناس لكن حبهم للمناصب والمال وروعة السلطة أذهب عقولهم الصغيرة إلى غير رجعة

وقد طالب حشد من هؤلاء الرفوش بعد ساعات قليلة من الانتهاء من عملية الاقتراع بإعادة فرز الأصوات يدويا وذلك لكون منظمة مجاهدي خلق الإيرانية قامت باختراق مفوضية الانتخابات ونفذت عملية تزوير واسعة النطاق ستؤدي إلى التأثير على احتساب مقاعد البرلمان ولولا هذا التأثير لحصدت قوائمهم غالبية الثلثين من مقاعد البرلمان براحة ويسر وتمكنوا من تشكيل الحكومة لوحدهم ودون شراكة من احد

وما دامت منظمة خلق قادرة على اختراق المفوضية وتزوير النتائج بهذا الشكل إذا يحق لنا نحن المغفلون من عباد الله الفقراء أن نعبر عن مخاوفنا من أن تقوم منظمة خلق بانقلاب عسكري وتحتل المنطقة الخضراء وتطرد الأمريكيين منها وتقيم فيها بدلا من الإقامة في مخيم اشرف الحدودي الصحراوي المنزوع السلاح والمحاصر من قبل الجيش وقوات الأمن العراقية على مدار الساعة

ولذلك هرعنا عن بكرة أبينا إلى فندق الرشيد لمراقبة العد اليدوي والحمد لله لم نجد ما يؤكد مخاوفنا

ثم تذكر رجل منهم وكان حكيم جدا وحصيف للغاية اسمه (طارق حرب ؟) تذكر إن المرحومة ام أياد علاوي كانت شيعية لبنانية وليست (شيعية إيرانية مثل المرحومة ام علي الأديب) وبهذا لايجوز لعلاوي دستوريا ترؤس الحكومة العراقية المقبلة حتى لو حصل على 325 مقعدا في البرلمان ولما تبين لهم فيما بعد أن المرحومة (ام علاوي) حصلت على الجنسية العراقية قبل سبعين سنة انقلبوا إلى أخيهم سامي العسكري وهو أيضا حكيم  وحصيف مثل أخيه الرفش عباس ألبياتي وأرشدهم إلى حجة أخرى دامغة لا يصمد أمامها دليل أبدا ولا يقوى على ردها احد  ومفادها إن (صالح المطلك يشرب عرك) وهذا الفعل الغير قانوني من جانب صالح المطلك يتعارض مع مبادئ الدستور (الإيراني) ويحرم إياد علاوي وقائمته العراقية من حقها في تشكيل الحكومة المقبلة حتى لو حصلت على 325 مقعدا في البرلمان

ويتعارض أيضا مع دعوة سماحة الشيخ الحاج أدام الله ضله الوارف علينا وعلى الناس أجمعين (معين ألكاظمي) الذي دعا الناس في بغداد والمحافظات إلى التظاهر وبقوة ضد محال بيع (العرك) وخصوصا تلك التي يشتري منها صالح المطلك ونصحهم بعدم الانشغال في الأمور الدنيوية الزائفة مثل الوظائف والرواتب والكهرباء والماء والصحة والتعليم والعمران وسرقة المال العام ومستقبل الأطفال والنساء كما حصل مؤخرا في محافظة البصرة

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1437 الخميس 24/06/2010)

 

 

في المثقف اليوم