أقلام حرة

ما هي الدوافع وراء طلب الكنيست الأسرائيلي التصويت، باعتبار الأردن وطنا قوميا للفلسطينين؟

الوطني الأسرائيلي (أرييه إلداد) قد طرحه في اجتماع للكنيست الأسرائيلي للتصويت عليه، والذي يقضي باعتبار (الأردن دولة للفلسطينيين)، وحقيقة كونه مطروحا منذ مدة طويلة على الساحة الفلسطينية، وفي عقول بعض القادة الصهاينة، منذ كان شارون رئيسا لمجلس الوزراء الأسرائيلي، على الأقل بالمفهوم الصهيوني بعامة، والشاروني بخاصة، آثرت الرد بمقال مستقل على هذا الموضوع، وآثرت ان اطرح ايضا بعض اراء الأخوة القراء والزملاء ممن أدلوا برأيهم في هذا المجال على نفس الصحيفة الأردنية (العرب اليوم)، لأستخلص في التحليل الأخير، أن اسرائيل، تحاول بث بذور الفتنة والفرقة، بين كل ما هو فلسطيني واردني، من اجل تأليب المواطن الأردني، على المواطن الفلسطيني، في الضفة الشرقية لنهر الأردن، لأشعال نار الريبة والشك والفتنة بين الجانبين، وخلق اقتتال داخلي بينهما، يقتتل بها الشقيقان الأردني والفلسطيني، وتكون محصلتها الأخيرة، استفادة العدو الصهيوني منها.

من المعروف أنه يقيم في الضفة الشرقية للنهر، غالبية عظمى من الفلسطينيين، لا تقل نسبتهم عن 60% من أعداد السكان في الأردن، وتهدف اسرائيل من اثارة هذا الموضوع، حث المواطن الأردني، على طرد المواطن الأردني من ذوي الأصول الفلسطينية الى الخارج، واشعاره بانه كمواطن اردني، هو مستهدف من المواطن من اصل فلسطيني، لطرده من موطنه والأستيلاء على ممتلكاته وامواله، كما ادعوا سابقا في حرب ايلول الأسود، التي حدثت في العام 1971م، بين المقاومة الفلسطينية المسلحة، والحكومة الأردنية، والتي ادعت انها كانت تقاتل الفلسطينيين، الذين يحاولون الأستيلاء على ممتلكات وأموال الأردنيين وطردهم منها، حيث عرفت هذه الحرب بما يسمى حرب أيلول الأسود، يومها اعلن شارون، بعد انتهاء الحرب بين الجانبين، وانتصار الأردنيين، وتمكنهم من القضاء على المقاومة الفلسطينية، ندمه الشديد، انه وقف على الحياد بين الجانبين، ولم يقف الى جانب الفلسطينيين ضد الأردنيين، ومساعدتهم باستيلائهم على السلطة الأردنية، واقامة دولة فلسطينية لهم، على حساب المواطن الأردني، حيث كان يعتقد شارون يومها، انه لو تحقق هذ الحلم، لتخلص من مطالبة الفلسطينيين باقامة وطن قومي لهم في فلسطين، ولتأكد له كما يعتقد الأسرائيليون سابقا والآن، أن وطن الفلسطينييون هو شرق النهر، وليس غرب النهر، كما يطالب به الفلسطينيون الآن .

قالوا لفرعون مصر: شو اللي فرعنك ؟

قال: لأنه لم أجد أحد يردعني، وهكذا اسرائيل، تتصرف وكأنها تملك العالم وكل شيء، وتتصرف وكأنها هي الآمر الناهي، تمنح ما تشاء لمن تشاء، بغير حساب، لأنها حقا فوق القانون الدولي، ولا تجد أحدا يردعها أو يرد عليها، لا عربيا ولا اسلاميا ولا دوليا، لهذا، تتصرف وكانها لا يوجد امامها أحد، كي يضع حدا لعنفوانها وبجاحتها وظلمها، ولا تعترف ان هناك شيئا اسمه دولة المملكة الأردنية الهاشمية، لها كيان مستقل، وشعب اردني مميز واصيل، والعالم يعترف بها دولة شرعية وقانونية، ولها سيادة ولها حدود.

كون الأردن، بلد مسالم وشعبه طيب، ولا يريد مشاكل او حروب مع أحد، فاسرائيل، دولة العدوان والحرب والأرهاب، لا تتوقع من الأردن، البلد الذي يقيم معها علاقات سلام، ووقع معها اتفاقية سلام أيضا، ان يتطاول عليها، او يطالبها بسحب كلامها وادعاءاتها الباطلة، لأنها ليست بمستواها من القوة والبطش والأرهاب، لهذا تتشدق اسرائيل بأقوالها كما تشاء، وهي تعتقد ان الشعب الفلسطيني، كقطيع من الغنم، تتحكم به كما تشاء، وتوجهه كما تشاء، كما يفعل راعي الغنم مع قطيع أغنامه، ولا تعترف بالشعب الفلسطيني، كشعب أصيل ومناضل له جذور عميقه في ارض اجداده، ولا يقبل عن فلسطين بديلا، كوطن قومي له، وهذا يعود حقا لعنجهية اسرائيل، ودعم الولايات المتحدة الأمريكية لها، والكثير من الدول الأوروبية، وحقيقة بعد تفسخ الأتحاد السوفييتي، اختلت موازين القوى بالكامل، لصالح قوى الأجرام والأستبداد والظلم والقهر، ولم يعد هناك قوة تحافظ على العدل في العالم، وتحكم باسم القانون الدولي، حتى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والذي تسيطر عليهما الولايات المتحدة وعملائها الأوروبيين، لا يطبقا العدالة، بل يطبقا الظلم بعينه، خاصة على الدول الضعيفة كالدول العربية، ويتحكم به الولايات المتحدة واسرائيل، فاسرائيل، دولة فوق القانون، وتفعل ما تشاء بغير حساب، والعالم الغربي والولايات المتحدة، تسكت على كل تجاوزاتها وتصرفاتها وبجاحتها، وتقف معها مؤيدة سياسيا وعسكريا واقتصاديا، وبكافة انواع الدعم، وهناك مئات القرارات التي صدرت من مجلس الأمر ضد اسرائيل، ولم تطبق منها بندا واحدا بالمطلق، وهناك عشرات الجرائم التي اركبتها بحق الأنسانية، فهناك جريمة بحر البقر في مصر، وجريمة قانا في لبنان، وجرائم كفر قاسم وقبية ودير ياسين والطنطورة في فلسطين، وحربها على لبنان في تموز عام 2006م وحربها الأخيرة على غزة في شهر ديسمبر عام 2008م، ولم يردعها او يرد عليها أحد، لهذا تتجرأ اسرائيل، بالتشدق بالتصريحات التي تتمشى مع رغباتها وأطماعها ومزاجها، مهما كانت هذه التصريحات متناقضة مع القانون الدولي والقيم الأنسانية، لأنها تعلم علم اليقين، انه لا يوجد من يجرؤ من العرب بالرد عليها، لا بالكلمة ولا بأي شيء آخر، ولا احد أيضا من الدول الأوروبية.

يقول أحد المعلقين على موقع صحيفة (العرب اليوم)  والمدعو:عدنان الصباح  وهو كاتب:

فقط، الاغبياء وحدهم، هم الذين يصدقون حكاية، ان الصهيونية، ترغب بدولة فلسطينية على حدودها، انها لعبة ممجوجة، يلعبونها لاهدافهم الخاصة، فهم يرغبون بتأجيج الخلافات، ويعمقون الهوة بين الفلسطينيين والاردنيين، حتى يأخذوا فرصتهم بانشغالنا ببعضنا تماما، كالانشغال الفلسطيني بالفلسطيني كما هو دائر اليوم في الضفة والقطاع، من أجل اكمال برامج التهويد في القدس، والمناق الاستيطانية الأخرى، والبحث عن كل السبل الممكنة، للتهجير الطوعي والقسري للفلسطينيين من بلادهم واراضيهم، فهم لا يريدون لحدودهم، ان تنشغل لا بالاردني ولا بالفلسطيني.

حكاية الوطن البديل، كذبة من طراز رفيع، على الجانبين ان يتنبهوا لها، ويمكن للاردني القول ايضا، ان فلسطين هي دولته، فكما الاردن شرقي النهر، ففلسطين غربي النهر، نحن دفتي نهر عربي بالمطلق.

هذه اللعبة للأسف، هناك من يحلو له اليوم في الاوساط الاردنية والفلسطينية، التغني بها واستغلالها واللعب عليها، خاصة من البعض، من قصيري النظر، الذين سيعتقدون في الاردن، ان الفلسطيني ينافسهم في وطنهم، فهم اذن سيندفعون للتنغيص عليه، للهروب بعيدا، هذا يحدث في لبنان مثلا، فالفلسطينيين هناك، يغادرون، ومرحب بهم في كندا واستراليا وغيرها من الدول، كلما سنحت لهم فرصة للخروج.

الذين يلوحون بحكاية الوطن البديل، يستثيرون الاردني ضد الفلسطيني لجعله يفكر بالرحيل بعيدا. حقيقة الامر أن الصهاينة، لا يريدون فلسطيني واحد في حوض البحر الابيض المتوسط،، وكل منطقة الشرق الاوسط. وينبغي على الجانبين التنبه لذلك.

معلق آخر من سوريا  يدعى نور الدين النجار يقول:

كلما وجدوا الصهاينة، ارضا رخوة، انجروا وراءها، فلو انهم وجدوا من يصدهم، لرضوا بما غنموه في حروبهم، ولكنهم تمادوا في طغيانهم الآن، فانظارهم، تتوجه صوب شرقهم لكي يحاولوا أن يفرضوا امرا واقعا جديدا، كانت هذه هي نيتهم المبيتة منذ حرب حزيران عام 1967م، اختيارهم الأردن، كي يكون الوطن البديل للفلسطينيين، لم يكن بجديد عليهم.

 يقول معلق آخر يدعى عبدالاله المجالي  وهواردني:

يحق لأبناء عمومتنا، على رأي الرئيس الراحل أنور السادات، طرح جميع الأطروحات التي يرون أن فيها تحقيق أمنهم وسط العالم العربي والاسلامي، وما كان إحتلالهم لفلسطين وإقامة دولتهم فيها، الا من وراء تداعيات الجهل والتفرقة والعمالة والعملاء، الذين يخرجون لنا على المنابر، ونسمع كل ما هو مستهلك يغم البال والخاطر. فاليهود الصهاينة يتصرفون من فلسطين المحتله وكأن الأوطان ملكهم، ونحن نتصرف بسبب ثقافة الجهل والانهزامية والاستسلام، وكأن ما نملكه هو لغيرنا، ونظل نتمسك بخيار السلام، كخيار استراتيجي.

 يعلق مواطن سوري يدعى ابو البقاء الرندي على الموضوع فيقول:

ليس جديدا ان نسمع من الصهاينة هكذا رأي، فقد اعتدنا على تجاوزاتهم على القرارات الدولية واستخفافهم بحق الشعوب، وخاصة الشعب الفلسطيني، فمنذ النكبة عام 1948م مرورا بنكسة حزيران عام 1967م، ثم تلتها قرارات دولية مثل القرار 242 وغيرها وقبول العرب بها ولو على مضض، الا اننا لم نلمس اي وفاء من جانب الصهاينة، وقد تنفسنا الصعداء قليلا بعد توقيع اتفاق اوسلو، وتمنينا طي صفحة فلسطين من تفكيرنا، والانتباه للانطلاق نحو اللحاق بركب التقدم، ولكنهم بعد اسابيع قليلة، تنصلوا من الاتفاق، وبدعم متواصل من الادارات الامريكية المتلاحقة... كيف تكون الاردن، هذا البلد المتعب، مكانا لايواء اكثر من 5 مليون فلسطيني؟؟؟؟ وتحت اي بند من بنود المواثيق الدولية، يتصرف الصهاينة ؟ ولكني اقول نعم، بمقدورهم التجرأة على كل شيئ، امام تشرذم العرب وتناحرهم، وامام قيادة فلسطينية لا تعي ما تفعل، سوى ان تظهر وكأنها تقود دولة موجودة على ارض الواقع، ولكنها في الحقيقة، ليست اكثر من بنايات خاوية، ترهلت في اقبيتها كروش لا تعرف كيف تدير مدرسة؟؟؟؟ فكيف بدولة ... لقد اصابنا الوهن والضياع، وبتنا لا نقوى ان نقول حتى كلمة الحق، ولهذا كانت جرأة الكنيست الاسرائيلي، ليكشر عن انيابه امام فريسة سهلة المنال، ضاربا عرض الحائط بكل قرارات الدنيا.

أما سعيد علم الدين وهو كاتب لبناني مقيم في المانيا فيقول:

هذا اقتراح فاشل، ليس لانه ضد القرارات الدولية كافة، المتعلقة في القضية الفلسطينية،  لانه ايضا ضد سياسة الدول العظمى، وبالاخص الولايات المتحدة، والتي تؤيد قيام دولة فلسطينية الى جانب الدولة الاسرائيلية. الهدف من هذا الاقتراح، هو طمس قضية الشعب الفلسطيني، وانهاء حقة المشروع في تقرير المصير، و في قيام دولته الحرة المستقلة، من خلال الحاقه بالمملكة الاردنية.

أما الكاتب الفلسطيني د. أسامة عثمان فيقول

ما يعنينا هو مقدار الاستخفاف الذي بلغه ذالك الكيان بالعرب والمسلمين؛ فهل أصابت تقديراتهم؟ لا بد من إجراءات سريعة من الشعوب، بالضغط، نحو علاقات مناسبة مع هذا الكيان الخطر على الجميع. ولا بد من علاجات، على البنية العميقة، تعمل على استنهاض عوامل الحياة في الأمة، وتعزيز القواسم المشتركة؛ ليتبلور ذلك في حالة مناسبة للنهوض والروح الإيجابية، بدلا من استشعار اليأس والتسليم، بأوضاع استثنائية شاذة، كلما طالت، استفحل ضررها وتعسر علاجها.

أما خلف المحاسنه وهو محامي اردني فيقول:

كان للقاء الذي تم بين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الامريكي اوباما، وما قدمه جلالته من طرح واضح ومفصل ومنطقي، مغطى بتفويض عربي اجماعي، كان له اثر الاهتزاز، لدى الدوائر الصهيونيه العالميه، الامر الذي أدى بهذه الدوائر، بان تدرك، بأن اللغه التي خاطب بها جلالة الملك، الاداره الامريكيه، هي لغة من يسعى لايجاد الحل المناسب لقضية فلسطين، هدا الطرح، الذي يتبنى الحل السلمي، والسعي لولاده دولة فلسطينيه، مع الاخد بعين الاعتبار، الاعتراف الواقعي بوجود دوله اسرائيل، وضمان امنها، لم يدر بخلد نتنياهو، حال مقابلته لاوباما، بانه سيجد لدى هدا الاخير، مثل تلك الافكار، التي زرعتها مقابلة الملك في ذهن اوباما، او ان يواجه ضغوطا بالتي تم التصريح له بها، فادرك فعلا، انه امام خصم صلب قوي وشريف، يهدف للقضاء على مبدأ العنف، ويصبو الى تعميم السلام، فكانت هذه ردة الفعل الاولى لدى اليمين المتطرف الاسرائيلي، باستهداف الاردن، ومحاولة تخويفه بهذه الاساليب التى عفى عليها الزمن، بتسويق بضاعه، لا مشتري لها من كافة الفرقاء، فالاردن دولة مستقله ذات سيادة، والشعب الفلسطيني يتوق لدولة مماثلة على ثرى وطنه فلسطين، ان هده الدعوات الاسرائيلية، وما يماثلها، تنم عن نزق وتعصب وطيش، بدأ يعتري قادة هذا الكيان، وقد اصبحوا بمواجهة الحقيقه التى تمرمر افواههم، حقيقة اقتراب، حل الدولتين، الفلسطينية واليهوديه، حلا ناجعا ومعترف بهما عالميا، نتنياهو قدم لاوباما ملف الخطر الايراني، فاغمض اوباما عينه، وأسرع وناول نتنياهو ملف حل الدولتين.

أما الدكتور قاسم الزعبي وهو اردني فيقول في تعليقه:

كما تعلمون، إن إسرائيل دولة عنصرية، ومنذ إغتصابها فلسطين، وهي تعتبر الاردن هو الوطن البديل للفلسطينيين. إن الاردن بلد للاردنيين، بغض النظر عن المنابت والاصول وفلسطين (أرض إسرائيل كما يسمونها) هي موطن الفلسطينيين. الاردن لن يقبل أن يكون وطنا بديلا للاخوة الفلسطينيين، وذلك لسبب بسيط، يجب أن يعيه الجميع ويفهموه، وهو معنى ذلك، أن يتخلى القلسطينيون عن أرض ابائهم واجدادهم للغزاة المحتلين، الذين إحتلوا فلسطين عنوة، وهجروها من أهلها الاصليين. فأمر ليس غريب، أن يتبجح اليهود المحتلين بأن الاردن هو الوطن البديل، منذ إحتلوا فلسطين وهجروا أهلها الاصلييين الى الاردن وسوريا ولبنان ودول أخرى.

مع الأسف الشديد، والشديد جدا، لم نسمع عربي واحد، يرد على استفزازات اليهود الصهاينة، وتصريحاتهم القذرة والمستفزة، لكرامتنا واحساسنا وشعورنا، لا فعلا ولا قولا،  فالى متى السكوت والخنوع وتسكير الآذان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 

 

في المثقف اليوم