أقلام حرة

حول قضية الدكتور فخري مشكور / غالب حسن الشابندر

 الرجل بمنظار الدين والوطنية والتاريخ والنزاهة بشكل مجرّد وبعيد عما يحيط بموضوع القضية من تا ريخ، فهذه الأمور لوحدها قد تعرقل تقييم الموقف بالدرجة التي تتناسب مع لبها وحولياتها معا، وقد تسدل الستار على ما يترتب عليها من آثار خطيرة.

 

المواطنية أُنتهكت، هذه هي البدا ية، ولكن البداية هذه تتصعّد كمأساة عندما تتصل بشخص أسمه الدكتور فخري مشكور، الداعية القديم، والذي تحمّل في سبيل اسلامه المشقة والفقر والغربة، فيما أصحاب القرار ربما لم يلق الكثير منهم مثل ما لقى الرجل من عقاب دنيوي على معتقده ونضاله وجهاده، ومن ثم صراحته التي ربما تقتله في المستقبل.

 

القضية موضوعيا هي إذن ليست مسألة مواطنة وحسب، بل هناك ما يعزز موضوعية المواطنة هنا، إنها حقوق تاريخ، خاصة وهو المسؤول عن بعض صناع القرار السياسي من جماعة الاسلام السياسي، فهل يحق لنا القول إنها جريمة مُضاعفة؟

 

شخصيا أوّد أن اتوغل بالقضية من جهة ثانية، حزب الدعوة روحاني بطبيعة الحال، فرؤيته للكون روحانية، وللحياة روحانية، فإذا ما مسك السلطة ينبغي أن يكيف القوة للروحانية وليس العكس، ولكن الذي وجدناه هو العكس، لقد جسد السلطة كقوة مادية ودنيوية، الموقف من مشكور هو أحد مصاديق تجسيد القوة إلها في حزب الدعوة بعد استلا م الحكم.

 

المسألة أعمق من قضية السيد فخري مشكور، هي مسالة مصير دين، ومصير حزب، ومصير أمة، وفيما تنهال الاموال على أعداء الدين والحزب بل والشعب لغايات دعائية تُكسر أبواب  دعاة مخلصين، ومخلصين لحد هذه اللحظة في غياهم ليل بهيم، وربما ستر الله أ ن الدكتور مشكور كان غائبا !

 

تُرى ما هو مصير الحزب إذن؟

تُرى ما هو مصير الحزب اليوم فيما إذا تعمّق الخلاف بين الرؤوس الكبار؟

لقد قرأت تقريرا مطولا كتبه أحد المجهولين يتكون من الف نقطة مرفوعة لقيادة الحزب ينوه أن الحزب قد يشهد معركة مذكرات ومذكرات مضادة، تطفح بالاتهامات والأتهامات المضاد ة، الامر الذي ينسينا مآساة مشكور، لان المأساة سوف تكون كارثة لا تُبقي ولا تذر.

 

مشكور ضحية أمرين، الامر الاول الاخلاص والصراحة والشجاعة، ولأنه يقول لا، لكل محاولة لاستغلاله من قبل عائلته لو أنه ا حتل مكانا من المسؤولية،والأمر الثاني، هو تحول حزب الدعوة من الروحانية الى المادية، القوة التي امتلكها تحولت إلى إله فامتلكته، وحازت على ضميره، فراحت تكيفه لصالحها.

سمعت أن (منظر حزب الدعوة) يحذر الدعاة من أن يفقدوا رئاسة الوزراء، ويقول لهم إنها فرصة!

مفكر الحزب منغمس في معنى القوة، في حميم القوة، إذ كما يبدو أن القوة تحولت إلى إله...

القوة المادية، البطش، التخويف، هل حقا تحولت إلى آلية عمل سياسي لدى صناع القرار السياسي في حزب الدعوة...

لا سامح الله ولا قدر ...

لهفنا على الذين كانوا يُرسلون زرافات من معسكر الاهواز الى الموت، الموت المجاني، اسا لوا عن قصر البطل، البطل الميدا ني، عند ذلك لا تستغربون ما حصل لفخري مشكور.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1461 الاحد 18/07/2010)

 

 

في المثقف اليوم