أقلام حرة

لدينا الأوطان والأعلام المرفرفة والزعماء بحللهم الفاخرة ونياشينهم وأوسمتهم الذهبية، وليس لدينا لا سماء ولا سقفا ً يأوينا . لدينا الجيوش المدججة بالأسلحة الفتاكة وبآخر ماصنعت الماكينة الأمريكية من سلاح متطور، ونحن لم نربح ولا حرب واحدة مع العدو . لدينا الأبنية الفاخرة المكيفة الهواء والمريحة لضباط الأمن والمحققين والجلادين، وما تحتها من سراديب جعلت لنا زنازين لا ينفذ إليها الهواء ولا الشمس ولا الحرية .

لدينا بحار وبحيرات من النفط الأسود يموج تحت الأرض، وما فوق الأرض لدينا من الخيرات ما يمكننا من أن نأكل الذهب بدلا ً من الحجارة والأزبال وما يرمى لنا من فتات تأنف منه كلاب أمريكا المدللة والمرفهة والتي تعيش بحرية وكرامة وعز يحسده عليها المواطن العربي البسيط . أيها الملوك والزعماء والقادة العرب من المحيط إلى الخليج، لم تهبطوا علينا من السموات العلى، ولم تحملوا بأيديكم الكريمة صكوك غفران من أحد، ولم يأمرنا الله لا بحبكم ولا بطاعتكم إن ظلمتم أو بطشتم أو نهبتم الخزائن العامرة بمال البلاد والعباد . لستم الملائكة ولا القديسون ولا أنتم العشرة المبشرة بالجنة، إنما أنتم بشر مثلنا ولدتم كما ولدتنا أمهاتنا أحرارا ً .. فلماذا نجوع نحن وأنتم تملكون أكثر مما يملك قارون من القناطر المقنطرة بالذهب والدنانير ؟ شخصيا ً أطالب بحقي من المال العام كمواطن حر ولدي فائض من العقل والتفكير يسمح لي بإيذائكم ولو بكلماتي العارية البسيطة والجارحة بصدقها وبرائتها . ليرسل كل منكم لي شيكا ً أضعه في حسابي الخاص، يسمح لي كشاعر أن أطوف العالم وكامرتي على كتفي كما يفعل السياح الأوربيون وهم يتنقلون بين عواصم القارات وكأنهم يتنزهون بين القرى . ليس مطلبي هذا بترف ولا هو بالمستحيل التحقق، فأنا أناشد ملوكا ً ورؤساء وزعماء وقادة، بيدهم كل شيء فأذا قالوا لشيء ٍ كن فسوف يكون بمعجزة إلاهية، لم لا ألستم أنتم ظل الله على الأرض ؟

كاتب من العراق

[email protected]