أقلام حرة

تازه خورماتو عنوان مجزرة جديدة لأعداء التركمان

ما هي إلا المتممة لعشرات المجازر الغادرة التي خططت ونفذت من قبل نفس الجهات الشوفينية الحاقدة على التركمان وإصرارها على وحدة العراق العظيم أرضا وشعبا. فهذا الأسلوب الإجرامي البشع الذي حول الناحية الجميلة تازه خورماتو إلى خرابة منكوبة كأنها كانت في الحرب وقصف بقنابل وصواريخ الأعداء لا تختلف أبدا عن الأسلوب النازي الذي نفذ به مجزرة كركوك الرهيبة أو المجازر التي نفذت في تلعفر، طوزخورماتو، آمرلي، قره تبة وبقية المناطق التركمانية. مذبحة تازه خورماتو التي خلفت ورائها ما يقارب المائة شهيد والمائتين من الجرحى وأكثر من ثمانون من دار تحولت إلى لأنقاض ما هي إلا نقطة سوداء تضاف إلى تاريخ الحكومة العراقية بقيادة الدكتور نوري المالكي والوزارة الداخلية العراقية والأجهزة الأمنية التابعة لتلك الوزارة الغير قادرة على حماية أرواح العراقيين وممتلكاتهم من قوات الشر والضلال المتمثلة بالجهات والعناصر التكفيرية الشوفينية الظالمة. فستبقى دماء شهداء تازه خورماتو في أعناق مسئولي الحكومة العراقية إلى يوم الدين، لأنهم السبب الحقيقي وراء هذه الجرائم اليومية التي تلاحق العراقيين في محافظات العراق وخصوصا كركوك، موصل، ديالى وصلاح الدين. فأين الحكومة العراقية وعناصره الأمنية ووحداته العسكرية؟ كيف تدخل الشاحنات المحملة بأطنان القنابل وتفجر في مدن محمية بعناصر الأمن والشرطة لو لم تكن تلك العناصر تابعة لجهات شوفينية عميلة معينة تخطط لتلك المذابح البشرية؟ أنا أجهل لماذا لا تسلم الحكومة العراقية أمن المناطق وحمايتها إلى ساكنيها؟ ألم يحن الأوان لتشكيل قوات أمن وحماية خاصة من التركمان والعرب في المناطق التي تتواجد فيها ميليشيات الأحزاب العنصرية لكي تقوم بحماية تلك المناطق بأنفسها من مثل هذه الاعتداءات الآثمة؟ لماذا لا يركز نواب التركمان وأعضاء مجالس المحافظات المعنية من العرب والتركمان على موضوع تشكيل قوة حماية مناطقهم من أبناء تلك المناطق؟ الموضوع المهم الآخر هو من خلال متابعتي لعملية إنقاذ الضحايا من تحت الأنقاض بالمكائن الثقيلة والشفلات، علمت بأن سبب الزيادة التي حصلت في عدد الشهداء كانت بسبب الأسلوب الخاطئ الذي أتبع في رفع الأنقاض، فعلى الحكومة العراقية ما دامت لا تستطيع حماية أهالينا أن تستعين بالخبرات العالمية في تشكيل فرق إنقاذ مدربة ومجهزة بالكلاب البوليسية في البحث عن الضحايا المحصورين تحت الأنقاض لكي لا يقتل العشرات الآخرون الباقون تحت تلك الأنقاض.

 

السؤال الذي يطرح نفسه علينا لماذا وقعت الفاجعة في ناحية تازه خورماتو وفي هذا الوقت بالذات؟

أولا كانت ولا زالت تازه خورماتو هي واحدة من المناطق التركمانية التي سكانها 100% من التركمان، أبناءها معروفون بتاريخهم النضالي التركماني ومعارضتهم للأفكار الهدامة التي تنال من وحدة العراق العظيم ولأجله كانت الضحية الجديدة لينفذ الأوباش مخططهم فيها. وثانيا  اختيار منفذيها هذا الوقت بالذات لإظهار حقدهم الدفين كان بسبب انعقاد الاجتماع التركماني في بغداد وخوفهم من وحدة الأحزاب والتنظيمات السياسية التركمانية في قوة واحدة. فكلما اجتمعت التنظيمات والشخصيات التركمانية لتوحيد كلمتهم تقوم الجهات الضالة نفسها من بمثل هذه الجرائم الغادرة. نأمل من ساسة التركمان أن يكونوا على قدر أكبر من المسئولية ويستوعبوا المخططات الشوفينية الحاقدة في تمزيق وحدة الصف العراقي لتمرير مخططاتهم الأخرى لمصلحتهم الإقليمية وبما تمشي مع مصلحة أسيادهم الأمريكان والإسرائيليين في المنطقة. وعليهم أن يعملوا على رفع الغبن والظلم والعدوان والتهميش عن شعبنا الجريح في عراق نخطأ لو نسميها عراق الحرية والديمقراطية آملين بأن لا ينتهز الأعداء فرصة ثانية لتنفيذ عمل مأساوي آخر في منطقة أخرى من مناطق توركمن إيلي والمجد والخلود لشهداء تازه خورماتو الأبرياء.

  

مركز توركمن شاني للإعلام التركماني

ITTBM

www.turkmensani.com

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1086  الاثنين 22/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم