أقلام حرة

المشكلة اكبر مما بين المحافظين والمعتدلين في ايران

 للتعبير عما يجيش في النفوس والضيق في الحرية وما اتبعوه من الترهيب والترغيب كاهم وسيلة دينية عقيدية وكجوهر لالية الحكم والكراهية المحتقنة وليست الانتخابات وما تسمى الديموقراطية الاسلامية الا حركات ومظاهر باسم المفاهيم وهي في الاصل مكشوفة للجميع وصوري في الشكل والباطن، والامريعود الى القائد الشمولي الاوحد باي اسم كان كما هو الثابت اليوم بوليه الفقيه.

 

و من يسمع تصريحات المسؤولين من السلطة الايرانية المعممين او من المؤسسة الحكومية يستوضح لديه مدى تغيير الاوضاع واختلافها منذ العقود الثلاثة تقريبا من الانفراد في الحكم، وكما هو المسيطر ان المرشد الاعلى هو الحاكم المطلق، وقد اختار التاييد والانحياز لممثله علنيا بعدما كان يؤيده سريا وهو المخطط الحقيقي لما قبل وبعد الانتخابات، ولن يدع ان يفوز احد الا من كان تحت رحمته واوامره والتي يجتمع على ان لا يخرج اي كائن كان من الاطار العام لسلطته والصلاحيات المطلقة منوطة به حسب ما يؤيده الشرع  والقانون المثبت من قبل انفسهم، وهو كما يعلن بنفسه لعدة مرات بانه لا يؤمن بحقوق الانسان ويقولها بصراحة ان العالم الاسلامي ليس بحاجة الى المفاهيم والمعاني البراقة كما يدعي لهذه المصطلحات والتي هي معدة مسبقا وهو ما يتعلق بما يخص الشعب حول حقوق الانسان وهو المقرر باسم الشعب، ويعتبرها خطئا جسيما لو اتبع في النظام الاسلمي . والمعروف عن المرشد الاعلى بدقته ومدى نجاحه في التخطيط لازالة العوائق التي تقف امام حكمه وهو محنك وذكي، وكلما احس بخطورة الموقف ياتيو يبني بما يعتبره الطريق السوي لحل القضية، ونتذكر جميعا اعلان حربه على الصحافة الليبرالية وكما سماها بمراكز الاعداء من قبل، وحاول التوازن بين المعتدلين والمحافظين في العلن فقط ليبقى مسيطرا بعد عملية فرق تسد وباسم الدين، وهو دائما فوق جميع القوانين والقرارات . وهو الداعم للتطرف في السياسة الخارجية، وفي مقدمة ارائه ومواقفه هو اعلانه لرايه بصراحة الوقوف بحزم امام هيمنة امريكا على العالم وكما هم اسلافه يعتبرها الشيطان الاكبر رغم اتباعه التكتيكات والمناورت العديدة والمختلفة في هذا المسار في سياسته وتكليفه الموالين في كل ازمة لاخماد النار عند اشتعالها في جميع مراحل حكمه . الا انه في هذه الايام التي تشهد ايران ازمة في هذه المرحلة ولم تشهد طيلة حكم الاسلامي الايراني  السلطة كعقيدة وسياسة ونظام وفكر وفلسفة مثل عمق هذه الازمة، وهذه المظاهرات توضح مدى تعقيد الازمة وكبر القضية وتشابكها والكبت والقهر وانعدام الحرية في النظام الايراني . ولا يمكن ان نفسر الاحداث على انها ردود افعال لعواطف الناخبين والمؤيدين للمعتدلين فقط بينما نرى من يخرج الى الشارع وهو لم ينتخب اي كان من الجانبين، ولم يؤمن باي طرف. وكما اعتقد ان التعبير بالالفاظ الدينية  والشعارات الشائعة ليس الا تشجيع الجيل المتربى في كنف ما تعتبر بالثورة الاسلامية، ولم تكن هناك شعارات تقدمية شعبية رائجة كما هو حال كل المتغيرات والقضايا السياسية . والتكبير المعلن عند شرفات المباني والعمارات ليس الا صراخا مضادا وتنفيسا وترويجا للنفس، او مشاركة البعض في التعبير عن السخط، والقضية وما ورائها اكبر من الجراة الادبية للمعارضين للنظام الحاكم بشكل مطلق كما تبان على الوسائل الاعلام المتطورة الان في العالم واوسع من ادعاءات النظام المذهبي بشكل خاص. اي النسبة القليلة جدا من الاعتراضات من الممكن وضعها في خانة التنافس والصراع بين المعتدلين والمحافظين بينما النسبة الكبرى هي الاعتراض ومعارضة النظام بمجمله وما فيه وما يؤمن به . ومن مصلحة النظام ان لا تخرج الادارة والمسؤولية في هذه الاحداث من ايدي من ليس خارج الخط الاحمر للااساسيات والمباديء الجوهرية للنظام والفلسفة والفكر والعقيدة واليات الحكم الخاصة بنظام الملالي والعقيدة المذهبية .

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1086  الاثنين 22/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم