تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

وزراء، مثقفون ومنتخبون محليون بجنسيات مزدوجة .. لـ: الوطن أم لـ: الآخر.. الولاء لمن؟؟

من 300 ألف جزائري يحمل الجنسية المزدوجة  وهم يدخلون اليوم بجوازات سفر حمراء يجعلنا نكشف هذا " الطابو"  وندق ناقوس الخطر حول الكثير من المسائل ذات العلاقة وما هي الأسباب والدوافع التي أدت بالجزائريين والمسؤولين في هرم الدولة إلى حمل الجنسية الأجنبية، بغض النظر عن الجانب الديني وموقفه في هذه المسائل، خاصة بعدما ذهبت جمعية العلماء المسلمين في ذلك إلى تحريم إجراءات التجنس بجنسية أجنبية وذهبت بالقول: (أن "المتجنس" بجنسية غير إسلامية خارج عن ملة الإسلام)".

 

حول مسالة التجنس بجنسية أجنبية انقسم الناس إلى ثلاثة فرق، بعضهم اعتبرها مسألة سياسية لتسهيل عبور الجالية وتسهيل المعاملات الاقتصادية مع الدول الأجنبية (المستقبـِلة) وما إلى ذلك في إطار العلاقات بين البلدين، وذهب الفريق الثاني إلى أن حمله الجنسية الأجنبية هروبا من واقع فرض عليه في بلده نتيجة الظلم والاستبداد وغلق في وجهه كل أبواب الأمل والتفاؤل في بناء مستقبله، خاصة شريحة الشباب منهم ، في حين يذهب الفريق الثالث وهم المعارضون طبعا إلى أن التجنس بالجنسية الأجنبية خاصة (الفرنسية)  ضرب من الخيانة للوطن وللشهداء، وأن هؤلاء يدخلون في قائمة من يسمون بـ: (بني وي وي)..

 

و حسب ما بحوزتنا من معلومات هناك وزراء جزائريين ومنتخبين محليين وآخرون في البرلمان مزدوجي الجنسية أغلبها فرنسية ، الأمر الذي يدعو إلى التساؤل حول الدور الذي يمكن أن يقوم به حاملي هذه الجنسية، في الوقت الذي تطالب فيه الجزائر فرنسا بالاعتذار للشعب الجزائري عن جرائمها البشعة التي اقترفتها في حقه طيلة 132 سنة.

 

و السؤال يجرنا إلى معرفة الأسباب التي جعلت الجهة المسؤولة لا تصادق على  قانون تجريم الاستعمار، أم أن الأمر يتعلق بتخوف الجزائر من فساد علاقتها مع الحكومة الفرنسية، طالما أن المصادقة على هذا القانون لا يخدم مصالح أشخاص معينة خاصة حاملي الجنسية الفرنسية، والسؤال يطرح نفسه كذلك هو لمن تقدم هذه الشريحة "ولاءها"  عندما يتعلق الأمر بمصلحة الجزائر لو حدث موقف ما مع الحكومتين وتطلب الأمر قطع العلاقات معها؟

إنه في كلا الحالتين نرى أن أطراف ترى نفسها الخاسر الوحيد في هذه اللعبة  لو أبدت ولاءها لوطنها أو للآخر، إذا قلنا أن هذا - الآخر- (فرنسا) بمقدوره الاستغناء عن هؤلاء في أي لحظة عندما تنتهي مصلحتها بهم، لأنهم بالنسبة لها ورقة تضرب بها وقت ما تشاء عندما تتعلق الأمور بقضاء مصالحها هي ثم ترميهم عظمًا، فهل فكر هؤلاء في مصير هذا البلد الذي ضحى من أجله مليون ونصف مليون شهيد؟  وما موقف أحزابنا السياسية من هذه المسألة وعلى رأسهم حزب جبهة التحرير الوطني؟ تلك هي المشكلة.

 

علجية عيش

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1552 الخميس 21/10/2010)

 

في المثقف اليوم