تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

أوْرَاقـُنـَا النـَّقـْدِيَّة عُنـْوَانُ هُويـَّتـَنـَا / علجية عيش

 

كل يوم يصبح المواطن الجزائري على تجار الأورو والدولار وصوته يصدح الأذان أمام مرأى المسؤولين من إطارات الدولة في البريد المركزي والبنوك بوسط مدينة قسنطينة، وأمام الأمن وهم يتبادلون العملة الصعبة في أيديهم بقيمة تفوق  بثلاثة أضعاف قيمة عملتنا الوطنية (الدينار) لأن عملتنا الوطنية غير معترف بها في سوق العملات (الفوركس) وفي الدول الأجنبية التي أصبحت تتعامل بـ: " الدولار" و"الأورو" في معاملاتها وتبادلاتها التجارية، وأصبح هاجس المواطن الجزائري هو الاستبدال (الشونج change) لدرجة انه أصبح يحتقر عملة بلاده ولا يؤمن بها حتى داخل وطنه، لأنها لا تسمن ولا تغني من جوع خاصة بالنسبة  للفئة التي لا يتعدى راتبها الشهري العشرة آلاف دينار.

و الحديث عن الدينار الجزائري حديث ذو شجون من حيث نوعية ورقه وما يحويه من رسومات، فالدول العظمى التي تحترم رجالاتها وشخصياتها من الزعماء والمثقفين والمفكرين  تنقش أسماءهم وصورهم في عملاتها النقدية، ويمكن الوقوف على الأوراق النقدية الجزائرية بين الأمس واليوم، ففي وقت ما كانت أوراق الجزائر النقدية ذات دلالة على سيادتها، أما اليوم فقد أصبحت بالية، وموضع شك وتخوف لدى مستعمليها بسبب جرائم تبييض الأموال وعمليات التزوير فيها، فضلا عن أنها تشهد صور لرؤوس حيوانات، وكأن الجزائر لم تنجب من بطنها رجالا وأبطالا، وكأن الجزائر لا ماض لها ولا تاريخ، وأصبح الشعب الجزائري ينعت بالتخلف والجهل في كل ميادين الحياة، بعدما أصبحت الجزائر تعتمد على الخبرات الأجنبية في دراسة مشاريعها  ووضع مخططاتها ، وعلى اليد الأجنبية في إنجاز هذه المشاريع، وتلجأ إلى - الآخر- في حل مشاكلها الداخلية والخروج من أزمتها الاقتصادية، تتودد له بكل صور التودد، وتنشر لمواطنيها ثقافة التنازل والخضوع، بدليل أنها أصبحت عاجزة عن اتخاذ قرارات صارمة في القضايا التي تتعلق بالسيادة الوطنية  مثلما هو الشأن بالنسبة لقانون تجريم الاستعمار.

 

علجية عيش

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1556 الاثنين 25/10/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم