أقلام حرة

كلنا كاذبون أذ نبكي العراق نريد وطناً جاهزاً

مرحلة لأخر في حياة الشعوب والتي هي أنعكاس على حياة افراد هذا المجتمع .

وعند سماع احاديث العراقيين المغتربين تجد ان كلامهم يقطر دماً ودمعاً من الآلم ! كلنا نبكي عند مشاهدتنا برامج التلفزيون خصوصا التحقيقات والتي يعدها البعض عن ارتفاع نسبة الفقر او قلة الخدمات في المستشفيات ...الخ،وكوننا نختلف عن باقي شعوب ألارض والسماء فأننا لا نحتمل الغربة والبُعد عن الوطن ... ولأن جذورنا عميقة في أرض العراق فأننا لا نقوى على هذه الغربة! ولكن بالمقابل ماذا قدمنا للعراق ؟ وماذا سنقدم لوطننا ؟ الكلام فقط اكيد والتمنيات بتحسن الاضاع ان شاء الله .

عندما نطرح هذا السؤال على أنفسنا لماذا لا نرجع للعراق ؟؟؟ طبعا يكون الجواب واضح وهو عندما تتحسن الظروف كلنا سنرجع لاننا لا نستطيع الابتعاد عن العراق !!! وهذه اكبر كذبة يؤهم المغتربين أنفسهم بها ... لأننا فقط نريد ان نقنع أنفسنا بأن هناك حالة أحسن ستأتي يوماً من الايام! ولكن متى سيأتي هذا اليوم لا احد يعرف ليس مهم لانه لن ياتي أبدا . وكيف تتحسن الحالة ونحن بعيدون أليس من المفروض ان نشارك في بناء العراق ام نحن نريد وطناً جاهز ! مثلما تركنا العراق لأوطاننا الجديدة ! .

كل العراقيين المغتربين يقولون ماذا ستقدم الحكومة للكفاءات عندما تعود ؟ وماذا ستقدم الحكومة للعراقي البسيط لكي يعود ؟ ولكن من منا طرح هذا السؤال على نفسه ... ماذا سأقدم انا للعراق ؟؟؟ هل لدي القدرة على العطاء ؟ وماذا كان الجواب لا نريد ان نعرف ، فهذه موضوع خاص بينك وبين وطنك . وأذا كنا نختلف عن باقي شعوب ألارض فبماذا نختلف ؟ يكون اختلافنا عن باقي الشعوب بحجم تضحياتنا لوطننا فقط وليس بالكلام ، والا لنكون حقيقيين مع أنفسنا ونقول بأننا مثل اي شعب في هذا العالم نترك وطننا الى وطن جديد وممكن ان يكون أنتمائنا الى لهذا الوطن الجديد كما تفعل باقي شعوب الارض ... أنا لا أُنكر على ألاخرين حبهم لوطنهم ولكني أتعجب من أناس يريدون وطناً بلا تضحيات وبلا تعب وبلا مساهمة في رفعته .

بماذا أخدم بلدي ؟؟؟ البعض يتساءل بأي شيئ انت عراقي شريف هذا يكفي عندما ترجع للوطن فانك ستاخذ مكان الفاسد في العراق ولن يجد ألأرهابي مكان له في العراق لانه ببساطة مكان للشرفاء فقط وليس للمفسدين ... لأن اللصوص والمفسدين مثل الجرذان يبحثون عن الاماكن المهجورة ... فأننا بعودتنا جميعا لن يجدوا مكاناً متروك او مهجور يختبئوا فيه ، ومثلما نطالب السياسي بواجباته والمثقف بدوره الريادي كذلك يجب ان نكون على قدر المسؤولية ونطرح سؤالاً على أنفسنا وهو : هل نريد من العراق أن يكون نسخة ثانية عن الحياة الامريكية والاوربية لكي نعود لوطننا ؟؟؟ ام ننتظر تحسن الحالة ، ثم ما مفهومنا لتحسن الحالة في العراق بمعنى تحسن الظروف خاضع لمنطق مشترك يتفق عليه الجميع ام هو منطق فردي الكل يرى الحالة وتحسنها من ظروفه الخاصة.

 

صادق العلي – ديترويت

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1087  الثلاثاء 23/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم