أقلام حرة

منع الحجاب يدخل في حسابات صراع الحضارات

وفي عصر (ديمقراطية نعم سيدي) وهو منع الحجاب .

والغريب ان النساء سواءا عربيات او اجنبيات يتمتعن بكامل حقوقهن المدنية في تلك الدول الا الحجاب !

كذلك ان دساتير تلك الدول والتي تدعي انها متحضرة ان في دساتيرها ثلاث حقوق رئيسية وهي :

1 – حق اختيار الدين

2 – حق التعبير

3- حرية الكتابة

وهذه المبادئ ألأساسية للديمقراطيات الحديثة (ديمقراطية نعم سيدي) ... واذا ناقشنا هذه الحقوق الثلاث الاساسية نجدها مرتبطة ببعضها في أوقات كثيرة بمعني انك لو اعتنقت الدين الذي تريد والذي تحب فانك تمارس حق من حقوقك الذي كفله لك القانون كذلك انت لديك الحق بالتحدث عن دينك وتستطيع ان تنشر ذلك في الصحف والنشرات المطبوعة او غيرها هذه حقوقك في الدستور .

ولكن لماذا يصرون قادة الديمقراطية على انهم الاقدر على وصف هذه الحالة او غيرها ؟! بمعنى لماذا يعتقدون ان الحجاب هو قمع للنساء المسلمات ولماذا يعتقدون ان الحجاب هو سجن للنساء وانه يقلل من قيمة المراة المسلمة ؟! عدا عن ذلك انه عندما تقوم مظاهرات هنا او هناك يقول قادة الديمقراطية بان هولاء النسوة هن بالحقيقة مدفوعات من رجال الدين !!! وانه لعمري عجب العُجاب! . أضف الى ذلك ان المجتمع العربي والنساء العربيات يستخدمن الحجاب قبل ألأسلام وهذا معروف للجميع صحيح ان الاسلام قنن لبس الحجاب واصبح واجب شرعي ولكنه موجود قبل الاسلام ... اذا الحجاب سمة عربية وليس واجب شرعي فقط .

واعتقد ان منع الحجاب بهذه الصورة المخزية وخصوصا في فرنسا راعية الحرية والرفاهية (لمجتمعاتهم فقط) والديمقراطية والتي اخذت على عاتقها مسؤولية تأجيج هذا الصراع ,ان تفرض ثقافتها والتي هي ثقافة العالم المتحضر على الشعوب الاخرى كونها من العالم المتحضر , وانهم يعتقدون (قادة الديمقراطية ) انه يجب فرض قيم وثقافة هذه الحضارة الحضارة الغربية ولان هذا وقتهم كما يعتقدون ولانهم يشعرون بالتفوق (استعلاء عنصري) , قد ينجح هولاء القادة بنشر ثقافتهم الغربية في جميع دول العالم الا العرب (وهذا استثناء متصل) وانا احدد نوع الاستثناء لانه صراع حضارات وليس صراع اديان... ولكن من المؤكد انهم فشلوا في الدول العربية وفي المجتمعات المسلمة مع بعض الخروقات البسيط ولكن الخط العام لمخططاتهم يقول انهم يفشلون دائما .

ومن المستغرب ان النساء العربيات الغير محجبات لهن كل الحقوق مثل اي شخص يعيش في هذه الدول ولكن عندما تتحجب احدهن فانها بالحقيقة تفقد الاهلية (طبعا بصورة غير مباشرة) وتعتبر انها اسيرة تلك التقاليد وانها ضحية ذلك الرجل الاسمر العنيد العربي او المسلم ... الكثيرين لا يعتبرون الاسلام دين ! منهم من يعتبر الاسلام ثقافة وفي احيان كثير يعتبر ثقافة غير مرغوب بها , وهنا اطرح سؤال على هولاء القادة :لماذا عندما تختار اي شيئ ديمقراطياتكم تبارك اختيارها الا الحجاب؟ (هذا استثناء منقطع ) لان الحجاب ليس من ديمقراطياتهم وليس من ثقافتهم ويعتبروه غريبا عنهم اختلاف الجنس المستثنى .

الحسرة تملئ قلوب قادة العالم المحضر والغضب اعماهم ...هم لا يدركوا ان العرب والمسلمين يختلفون عن باقي الشعوب وان حسابتهم خطا ... هم يستغربوا من هذه الانفة العربية وهذا الخيلاء الاسلامي عندما تتحدث عن 10,000 سنة الماضية وما حملته للبشرية من اديان (كل الاديان عربية) كذلك ما حملته من علوم وطب وثقافات ... الخ . يأتيك الجواب سريعا الحاضر لنا نحن اهل الكمبيوتر والسلطة كذلك نحن اصحاب صندوق النقد الدولي الذي يصنع الازمات لشعوب العالم وعليه يجب ان ننشر ثقافتنا على جميع شعوب الارض لانها السبيل الوحيد لاطالة عمر حضارتنا .

قبل فترة ليست طولية رفعت احدى جمعيات استقبال الاجئين تقريرا للحكومة تقول فيه (ان الجالية العربية هي اقل الجاليات اندماجاً مع المجتمع) طبعا هذا مختصر جدا للتقرير المرفوع هل تعرفون ماذا يعني هذا ؟؟؟ يعني ان تبقى الاسرة العربية متماسكة وان سلطة الدين والاب والام لا تتاثر بالمجتمع (هناك حالات شاذة بالتاكيد) بمعنى ان الترابط الاسري العربي والاسلامي هو الذي يقلقهم .

 

واخيرا لو كان قانون الجنسية (الحصول على جنسيةهذا البلد) لو كان هذا القانون يحدد بان من تريد الحصول على جنسية عليها ان تخلع الحجاب عندها سنقول اما الحجاب او الجنسية ولكن الدستور لا ينص على وجود حجاب او لا يمانع من تلبس هذا الحجاب .

 

صادق العلي – ديترويت

[email protected]

 

 ............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1088  الاربعاء 24/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم