أقلام حرة

العربية والجزيرة ... من المستفيد ومن يدفع الثمن!!!

رواجا لدى المشاهد العربي والأكثر حصة من الجهد الإعلامي العربي ولكن ماحقيقة الصراع الدائر بين أروقة وكواليس القناتين؟ وماهي السياسات التي تنتهجها لبث الأفكار عبر وسائل الإعلام ولصالح من ؟

في البداية ليس لدينا الوقت الكافي للخوض في المقارنات والاختلافات بين الجزيرة والعربية بكل تفاصيلها بل نقدم بعض الأمور المبهمة حول سياسة القناتين حيال كثير من المسائل. فهناك تباين واضح حتى في أسلوب التغطية للإحداث وقد ظهر ذلك جليا في أكثر من مناسبة , فمنذ انطلاق قناة الجزيرة في عام 1996 والمعروفة بتكويناتها القومية والاخوانية اكتسبت شهرة عالمية واسعة بسبب تغطيتها الحرب الأمريكية على أفغانستان وحصولها على لقاءات حصرية مع أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة . هذه الصراعات والاختلافات في النهج وان كانت تملك بريقا يجذب إليه المشاهدين إلا أنها ذو تأثير مدمر على قناعات وأراء المشاهدين من حيث اختلاف وجهات النظر وفقدان المصداقية حول الكثير من القضايا العربية المهمة التي طالما رغب المشاهد العربي إن تكون أفكاره مرتبة بالاتجاه الصحيح حولها كقضية فلسطين وصراعاتها الداخلية والعلاقة مع إسرائيل وحرب العراق إلى غيرها من الأمور التي أرهقت المشاهد لكثرة الأفكار والطروحات عنها .

ومن خلال متابعتنا للتغطية الإعلامية للقناتين حول الإحداث الدامية في قطاع غزة وعلى مدار الساعة لوجدنا تباين في الميول والاتجاهات فنجد أن قناة الجزيرة متعاطفة بشكل كبير مع قضية غزة وتجيش لها العالم لغرض دعمها وتسمي ضحايا غزة بالشهداء رغم أن مقرها في الدوحة صاحبة اكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط بينما قناة العربية والتي مقرها في دبي وبتمويل سعودي تعاملت مع هذا الملف بشكل اقرب مايكون إلى الحيادية كأي حرب عادية وضحايا غزة هم قتلى في نظرها .

أما في العراق فقد تعاملت القناتين بشكل مثير ويجلب الريبة في اغلب قضاياه فالنهج ألديمقراطيي الذي سار به العراق بعد إحداث 2..3 نجده غير مقنع لقناة الجزيرة وهو تحت مسميات احتلال العراق على العكس في ذلك بالنسبة لقناة العربية. كما ونلاحظ في الفترة الأخيرة كيف إن القناتين تعاملت مع ملف اعتقال أبو عمر البغدادي بشكل مختلف فقناة الجزيرة مازالت تشكك في موضوع الاعتقال وتنشر بيانات دولة العراق الإسلامية والتسجيلات الصوتية بينما قناة العربية تؤكد نبأ اعتقاله بل ذهبت إلى أكثر من هذا عندما أعدت يوم أمس تقرير قام به مراسلها حيث زار مسقط رأس البغدادي في محافظة ديالى والتقى بجيرانه ليؤكد حقيقة اعتقاله .

في النهاية يبقى السؤال المحير عن حقيقة هذه الصراعات بين القناتين هل هي خلافات مهنية الغاية منها السيطرة على اكبر حجم ممكن من المساحة الإعلامية واستقطاب اكبر عدد ممكن من المشاهدين والمتابعين وبمختلف برامجها؟

أم هي خلافات أيدلوجية وفكرية بين إدارتين مختلفتين تنتميان إلى قيادات تحاول تسييس وإيصال قضايا معينة من منطلق الإعلام الحر إلى مشاهد متعطش لمعرفة حقيقية ضائعة التبست عليه . ومن المستفيد من إنشاءها؟ .

ومن هو الذي يدفع الثمن في النهاية؟

أسئلة من حقي كمتابع أن أطرحها على الساحة مبتغيا الإجابة عليها من قبل المختصون في هذا المجال .

 

[email protected] 

 

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1058  الاثنين 25/05/2009)

في المثقف اليوم