تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

الأسباب الخفية وراء كاتيوشا أور الأثرية

 الى التيارات والكتل الحزبية الأقوى، وبمعنى أخر، وجدت بعض الكتل السياسية الحاكمة فيما مضى خصوصا (المجلس الأعلى) في تلك المحافظات، الطرق سالكة الى هؤلاء، لتجنيدهم لمآربها الخاصة، وبذلك إستطاعت شق صفوف بقية الكتل والتيارات وإختراقها بالترغيب والترهيب. وقد كان للتيار الصدري حصة الأسد من هذه الإختراقات، خاصة وإن المعروف عنه: تيار شعبي يفتقر الى الأطر التنظيمية أو الهياكل الإدارية التي تجعله بمأمن من هذا الإستهداف الذي تقف خلفه قوى منظمة ذات باع طويل في إمتلاك الخبرات الأمنية والعسكرية والإمكانيات المادية كالمجلس الأعلى برئاسة الحكيم وبضمنه منظمة بدر برئاسة هادي العامري المستند لتأييد المؤسسات الإيرانية، الأمنية والعسكرية، و(الخيرية)، والمرجعية الدينية أيضا بأعلى مستوياتها في كل من إيران والعراق. وقد يتذكر البعض ممن إرتاد المواقع الألكترونية لهذا الحزب قبل إسقاط النظام، تفاخرهم بتفجير أول سيارة مفخخة في العراق في طريق موكب محمد حمزة الزبيدي عضو القيادة القطرية لحزب البعث. وكذلك تبني ما أطلق عليها محاولة جهادية بقصف مقر إقامة عضو القيادة نفسه بصواريخ الكاتيوشا في تسعينيات القرن الماضي، وبالتحديد مقر إقامته في كربلاء. وبذلك، يعد المجلس الأعلى وفيلق بدر صاحب السبق في التفخيخ والإشراف على مخابئ الكاتيوشا في العراق، ومنذ أمد بعيد، عندما كان نظام صدام يحكم العراق بالحديد والنار.

بالعودة الى عنوان المقال، يروي لي أحد أبناء الناصرية، ممن زار مكتب المجلس الأعلى في مدينة الناصرية، الذي إحتل أحد المباني الحكومية المهمة، المشرفة على الدوائر الحساسة، كالإستخبارات، ومكافحة الإرهاب ودوائر حكومية أخرى، لفسح المجال لعناصر الإطلاعات الإيرانية، التجسس على المؤسسات الأمنية العراقية، يقول عند زيارتي لهذا المبنى، كانت الوجوه في الطابق الأول للمبنى (عراقية)، وعندما أردنا مقابلة الشيخ (أبو علي الركابي) في الطابق الثاني من البناية، كانت الوجوه مختلفة تماما ولم ينبس أي منهم ببنت شفة، إستقبالا أو ترحيبا خوفا من إنكشاف أمرهم وركة لهجتهم.

كان الشيخ ريسان الركابي أو (أبو علي الركابي)، مسؤول المجلس الأعلى والمسؤول الحزبي لمحافظ ذي قار السابق عزيز كاظم علوان (الركابي أيضا)، والممثل الشخصي لرئيس الإئتلاف العراقي عبدالعزيز الحكيم، وعضو مجلس المحافظة، وممثل المرجعية الإيرانية في الجنوب، ومواقع مسؤولية خطيرة أخرى. وذلك ما أتاح له، وبالتنسيق مع مسؤول منظمة بدر في ذي قار مسلم الحسيني (الإيراني الجنسية)، ومع مديرية مكافحة الإرهاب في المحافظة، إختراق التنظيمات السياسية الأخرى والأجهزة الأمنية (مديرية شرطة ذي قار على سبيل المثال) ومن ثم تشكيل المجاميع الخاصة التي تضرب المواقع الأثرية من جهة، وتعيث بالتيارات والكتل السياسية الأخرى الفساد والتخريب، وكما ذكرت مسبقا، كان للتيار الصدري حصة الأسد من تلك الإختراقات، إعتمادا على توريط الأشخاص الذين أشرت إليهم في بداية المقال (أبناء البعثيين و منتسبي جهاز المخابرات العراقية السابق وإخوانهم والعوائل المنحرفة في المحافظات الجنوبية) ممن وجدوا في التيارات والأحزاب الأخرى ملاذا لهم للإفلات مما يثار حولهم وعوائلهم من شبهات تم إستغلالها من قبل المجلس ومنظمة بدر والإطلاعات الإبرانية لتنفيذ أجندتهم الخاصة من خلالهم في الجنوب وعلى حساب بقية الأحزاب.

وأسوة بالمجلس الأعلى في الناصرية فقد كانت منظمة بدر،(قدم مع الإحتلال والآخر مع الإرهاب)، وقد إحتلت إحدى البنايات الحكومية على شاطئ الفرات، ينبثق من هذه البناية برجا عاليا تم نصبه فيما بعد، يصل إرتفاعه الى مايقارب 130 مترا في قلب المدينة، كبرج للبث الإذاعي إلا إن الحقيقة غير ذلك، فهناك مهام أخرى له، كإلتقاط الإشارات اللاسلكية والتجسس على الإتصالات الشخصية وتحديد الإحداثيات بدقة (بشهادة أحد الفنيين)، الذي يعقب قائلا: إن إتصالات وبريد ذي قار لايمتلك برجا مماثلا له، ولا شركة زين للإتصالات أو شركة عراقنا في المحافظة. ويستفهم ؟؟ أحدهم قائلا: إن مرآب السيارات في بناية المنظمة ملئ بالدراجات النارية الإيرانية الصنع، وذلك يدعو للتساؤل حقا، لأي غرض تستخدم هذه الدراجات، ولماذا تستخدم تحت جنح الظلام فقط؟

المواطن العراقي يعلم كل شئ، ولكنه يتحاشى الصدام والتعرض لخطر هذه العصابات المجرمة. وليس بحاجة الى شاهد زور، يقول له ( المجهولون .. أولئك الذين يعرفهم الجميع)، هذا صحيح، فالجميع يعرف المخربين والمتصيدين في المياه الآسنة.

ولنا وقفة قادمة مع محافظة أخرى..!!

 

 

  

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1058  الاثنين 25/05/2009)

 

في المثقف اليوم