أقلام حرة
الأسباب الخفية وراء كاتيوشا أور الأثرية
بالعودة الى عنوان المقال، يروي لي أحد أبناء الناصرية، ممن زار مكتب المجلس الأعلى في مدينة الناصرية، الذي إحتل أحد المباني الحكومية المهمة، المشرفة على الدوائر الحساسة، كالإستخبارات، ومكافحة الإرهاب ودوائر حكومية أخرى، لفسح المجال لعناصر الإطلاعات الإيرانية، التجسس على المؤسسات الأمنية العراقية، يقول عند زيارتي لهذا المبنى، كانت الوجوه في الطابق الأول للمبنى (عراقية)، وعندما أردنا مقابلة الشيخ (أبو علي الركابي) في الطابق الثاني من البناية، كانت الوجوه مختلفة تماما ولم ينبس أي منهم ببنت شفة، إستقبالا أو ترحيبا خوفا من إنكشاف أمرهم وركة لهجتهم.
كان الشيخ ريسان الركابي أو (أبو علي الركابي)، مسؤول المجلس الأعلى والمسؤول الحزبي لمحافظ ذي قار السابق عزيز كاظم علوان (الركابي أيضا)، والممثل الشخصي لرئيس الإئتلاف العراقي عبدالعزيز الحكيم، وعضو مجلس المحافظة، وممثل المرجعية الإيرانية في الجنوب، ومواقع مسؤولية خطيرة أخرى. وذلك ما أتاح له، وبالتنسيق مع مسؤول منظمة بدر في ذي قار مسلم الحسيني (الإيراني الجنسية)، ومع مديرية مكافحة الإرهاب في المحافظة، إختراق التنظيمات السياسية الأخرى والأجهزة الأمنية (مديرية شرطة ذي قار على سبيل المثال) ومن ثم تشكيل المجاميع الخاصة التي تضرب المواقع الأثرية من جهة، وتعيث بالتيارات والكتل السياسية الأخرى الفساد والتخريب، وكما ذكرت مسبقا، كان للتيار الصدري حصة الأسد من تلك الإختراقات، إعتمادا على توريط الأشخاص الذين أشرت إليهم في بداية المقال (أبناء البعثيين و منتسبي جهاز المخابرات العراقية السابق وإخوانهم والعوائل المنحرفة في المحافظات الجنوبية) ممن وجدوا في التيارات والأحزاب الأخرى ملاذا لهم للإفلات مما يثار حولهم وعوائلهم من شبهات تم إستغلالها من قبل المجلس ومنظمة بدر والإطلاعات الإبرانية لتنفيذ أجندتهم الخاصة من خلالهم في الجنوب وعلى حساب بقية الأحزاب.
وأسوة بالمجلس الأعلى في الناصرية فقد كانت منظمة بدر،(قدم مع الإحتلال والآخر مع الإرهاب)، وقد إحتلت إحدى البنايات الحكومية على شاطئ الفرات، ينبثق من هذه البناية برجا عاليا تم نصبه فيما بعد، يصل إرتفاعه الى مايقارب 130 مترا في قلب المدينة، كبرج للبث الإذاعي إلا إن الحقيقة غير ذلك، فهناك مهام أخرى له، كإلتقاط الإشارات اللاسلكية والتجسس على الإتصالات الشخصية وتحديد الإحداثيات بدقة (بشهادة أحد الفنيين)، الذي يعقب قائلا: إن إتصالات وبريد ذي قار لايمتلك برجا مماثلا له، ولا شركة زين للإتصالات أو شركة عراقنا في المحافظة. ويستفهم ؟؟ أحدهم قائلا: إن مرآب السيارات في بناية المنظمة ملئ بالدراجات النارية الإيرانية الصنع، وذلك يدعو للتساؤل حقا، لأي غرض تستخدم هذه الدراجات، ولماذا تستخدم تحت جنح الظلام فقط؟
المواطن العراقي يعلم كل شئ، ولكنه يتحاشى الصدام والتعرض لخطر هذه العصابات المجرمة. وليس بحاجة الى شاهد زور، يقول له ( المجهولون .. أولئك الذين يعرفهم الجميع)، هذا صحيح، فالجميع يعرف المخربين والمتصيدين في المياه الآسنة.
ولنا وقفة قادمة مع محافظة أخرى..!!
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1058 الاثنين 25/05/2009) |