أقلام حرة

ما الجدوى من التكتلات والتحالفات الجديدة؟

واخيراً في قائمة جديدة والتي لديها الحلول الناجعة لكل مشاكل العراق وبسرعة البرق .

ومن المستغرب ان الخطاب لهذا الاسم او ذاك من السادة المتأنقين بأحزابهم وتكتلاتهم ان خطابهم يحمل نفس المصطلحات في كل حزب جديد او تجمع وهو بالتاكيد عن هموم الوطن والمواطنيين وعن رفع مستوى المواطن العراقي الى مستوى النجوم ... هذا يعني ان الانشقاقات لم تاتي من فكرة الاختلاف في البرامج الحزبية او تغيير سياسة الحزب او توجهاته عن الطريق المرسوم لها وهي بناء البلد لان مشاركة الاحزاب الاخرى هو السبيل الوحيد لتكامل العملية السياسية في العراق , ولكن في حالة سياسيينا العظام يكون الانشقاق الحزبي هو فقط من اجل مغانم انتخابية !!! والهدف منها تجميع اكبر عدد من الاصوات اذن هي لعبة الانتخابات وليس مصلحة الوطن كما يزعمون .

ولنا تجربة مع السيد الجعفري حينما أسس (تيار ألاصلاح الوطني) ولم نلاحظ اي اصلاح هنا او هناك في العملية السياسية ولم نسمع او نشاهد ان هذا التيار اخذ على عاتقه مسؤولية كشف فساداً ادارياً في هذه الوزارة او تلك !!! او تابع قضية اغتصاب او قتل من قبل الجنود الامريكان بحق ابناء العراق الطيبين ... كل الذي نسمعه هو الوطن وهمومه وحقوق المواطن بكل شيئ فيجب ان يكون لديه ....... كذلك يجب ان يمتلك ....... ومن حقه ان يكون تحت تصرفه ....... الخ, هل تريد اكثر يا مواطن ؟!. ارجو ان لا تكون طماعاً. ناهيك عن كم سؤال اريد ان ازعج بها من يمر على مقالي هذا ... ميزانيات هذه الاحزاب من اين والى اين؟ قانون الاحزاب على ماذا يستند؟ العضوية في هذه الاحزاب خاضعة لمنطق الحزب ام رئيسه ؟ هل جميع السياسيين يستطيعوا ان يشكلوا حزباً وباي وقت يريدون؟ هل الاحزاب حكرا على أصحاب المقام الرفيع؟ وهناك الكثير من الاسئلة ولكن هذا يكفي لليوم ولأترك بعضها لغيري .

عموما التعددية الحزبية ضرورة لبناء أي دولة تتمتع بالديمقراطية وتحترم توجهات مواطنيها ... كذلك طرح البرامج والاهداف للاحزاب السياسية هي ايضا حالة صحية لانها تتيح للفرد مسؤولية الاختيار بما يلائم توجهاته وقدراته وهي ايضا فرصة كبيرة توفرها هذا الاحزاب من خلال نشر الوعي السياسي والارتقاء بالمواطن ليدرك حقوقه وواجباته وليساهم ببناء وطنه وليكون عضوا فعالا بين اقرانه.

ولكن كثرة الاحزاب والتكتلات والائتلافات وبدون اي فائدة ملموسة على مجمل العملية السياسية تجعلنا نتسائل وبحسرة عما يجري و كأن هذه الشخصيات تريد فقط البقاء في الواجهة وهمها الاول والاخير هو الانتقال من منصب الى اخر حتى وان شكلت حزباً جديداً او انشقت عن حزبها او اتحدت مع قائمة ولا اعرف ما هذه القائمة هل هي حزب ام مجموعة احزاب ام تراها مجموعة اشخاص لكل منهم مجموعة اتباع والتابعين لهم هم ايضا اتباع وهكذا دواليك ... لا نريد احزابا اكثر ... لا نريد ائتلافات جديدة فلدينا ما يكفي ... نريد ان تعملوا شيئا للعراقيين... حاولوا ان تعملوا اكثر مما تتحدثوا ... حاولوا ان تشعروا بالعراقيين ... لان من لا يشعر بالاخرين لا يشعر الاخرين به ... وهذه مصيبة ان لم يشعر العراقيين بكم .

 

صادق العلي – ديترويت

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1093  الاثنين 29/06/2009)

 

في المثقف اليوم