أقلام حرة

بين الفساد ألأداري وفساد العقول

وأكثر انواع الفساد شيوعاً هو الفساد ألاداري وفي هذه الفترة ولله الحمد فأننا نسمع ونشاهد أن الجميع يحارب هذه ألافة وعلى كل المستويات وأن المفسدين يرتعدون مع اقتراب دورهم في طابور المسائلة القانونية لأنهم سيمكثون أمام العدالة ليدفعوا ثمن فسادهم وخراب البلد الذي تسببوا به ... وهناك نوع من الفساد لم يتنبه له الكثيرين منا وهو فساد العقول وهذا النوع من الفساد يكون احيانا مقصود واحيانا غير مقصود ولكنه في الحالتين خطر جدا على العملية السياسية في العراق ولان ( فاسد العقل) يحاول ان يساهم في بناء بلده من خلال طرح بعض الافكار ولكنه بالحقيقة يهدم ما يبنيه ألاخرين... اذا هو كالجاهل (الجاهل عدو نفسه) ويمرر هولاء الفاسدون افكارهم الهدامة من خلال عدة مسميات اهمها واكثرها استخداما هي وجهات النظر (وهذه كلة ماكرة وخبيثة) ولان الجميع يتفق على ان الاختلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضية فانهم يمررون افكارهم على هذا الاساس وبالتاكيد ستجد من يطلع عليها والبعض يتبناها على انها من بنات افكار الدكتور الفلاني او المهندس العلاني ولانهم حملة شهادات فهاذا يعطيهم نوع من المصداقية لدى المتلقي البسيط (كما في مجالس كبار السن عندما يستشهدون بابو فلان لانه معلم ابدائية فهم يعتبروه اكثرهم معرفة) وهكذا بالنسبة لمن يذيل كتاباته او مقالاته بشهادته لا لشيئ وانما لتاخذ بعض المصدايق سلفاً طبعا ليس الجميع.

 

وعند مروري اليومي على بعض المواقع ومن خلال قراءاتي لمقالات البعض اجد ان هناك مفردات لا يجب ان تستخدم بحق العراق والعراقيين وفي اي وقت كان ... منها على سبيل المثال عندما يستشهاد بعض الكتاب بأقوال هذا او ذاك وكانها الحقيقة المطلقة وهم بالنتيجة اما قادة عسكريون (قتلة) او غيرهم فلاسفة لا يعرفون ماذا يعني العراق !!! وهناك من يقول ان بغداد ولغاية بداية القرن العشرين هي عبارة عن تجمعات بشرية عشوائية هي ليس مدينة اذا !!! واخر يقول بان العراقيين متخلفين منذ سقوط بغداد !!! وذاك يريدنا ان نصلي للامريكان لانهم خلصونا من الطاغية !!! واخر يريدنا ان ننحت تمثالا لبوش ولرامسفيلد لانهم انعموا علينا بنعمة الديمقراطية وغيره مستغرب لماذا العراقيين فرحين عند انسحاب القوات الامريكية واخر يقوا ان امريكا ام الدنيا ويجب ان نضعها على رؤوسنا الى الابد ... وغيرهم الكثير الكثير من الذين يحملون شهادات وكأن حمل شهادة هي بالحقيقة طعن بالعراق لكي يدرك الاخرون بانه يفهم الامور على حقيقتها طبعا واغلبهم حملة شهادات من خارج العراق .

لكل هولاء اقول ان مقياسنا الامثل هو حب العراق والتفاني من اجله وليس شهاداتكم ومن اي دولة كانت (هنا في العراق شعراء حقيقيون ولكنهم لم يحصلوا على فرصة التعليم هل تستطيعوا ان تكتبوا شعراً بشهاداتكم) ... او نعت العراقيين بالتخلف وهذا اكبر حماقة يرتكبها من يكتب هذه الكلمة لان من يملك هذا الارث التاريخي وهذا التنوع على مر السنين هو ليس متخلف قد تمر على هذا البلد او ذاك اوقات عصيبة وابناءه هم الذين يرفعوه وليس ابناءه يساهمون في تدميره (المتخلف هو من يعتقد ان ديمقراطية السويد وفرنسا ممكن ان تطبق في العراق) وللذين يبكون على خروج الامريكان وعلى التضحيات الامريكية للعراق اقول ... في السياسة لا يوجد صديق دائم ولا يوجد عدو دائم توجد مصالح دائمة هكذا يقول الامريكان لماذا انتم منزعجون وتفكرون بطريقة عشائرية وكان للسياسة اخلاقيات يجب اتباعها مصالح شعبنا تحتم خروج المحتل وليس الصديق نحن نمارس السياسة مصالحنا مع غيرهم .

كما قلت ان المقياس لاي شخص هو حبه للعراق وعطائه ومشاركته ابناء العراق الشرفاء في بناء العراق الجديد والذي يستحق منا كل جهد وليس أسقاط قناعاتهم الغريبة على الفكر والشخصية العراقية والتي جاءوا بها من هناك فهذه حالة مرفوضة ولان ابناء العراق اذكياء فلن تنطوي عليهم هذه الافكار الهدامة.

 

صادق العلي – ديترويت

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1094  الثلاثاء 30/06/2009)

 

في المثقف اليوم