أقلام حرة

الفقر وجلب ألأستثمارات أيهما اصدق؟

العام من جهة او استثماره بنجاح من جهة اخرى .

والارقام الفلكية (الملايين والمليارات من الدولارات) التي نسمعها ونشاهدها سواء في مجلس النواب او بين الوزراء والشخصيات الاقتصادية او مع الشركات العالمية تجعل بعضنا ينفجر ضاحكاً على اعتبار (شر البلية ما يضحك) نعم لان الفقير الذي لا يجد السكن والمبلس المناسب له ولعائلته كذلك لا يجد اي بصيص امل لمستقبل اطفاله و لا يوجد امل في ايجادها !!! ينفجر (من الضحك او الحسر او الغضب) وبالتاكيد يستهزء بهم وهو يسمع مليارات هنا وهناك ويجب عليه ان يقتنع بالخطط الاقتصادية للسيد الفلاني لانه خريج الجامعة العلانية لانه قادر على انعاش الاقتصاد العراقي على مدى العشرين سنة القادمة... والمطلوب منه ان ينتظر هذه العشرين سنة هو وحده وليس الذين يعبئون جيوبهم فهم جزء من الخطط الاقتصادية وهولاء لا ينتظرون هو فقط الذي ينتظر لعله يحظى ببيت صغير لأولاده بعد كل هذه السنين .

أنا اعتبر هذا ضرب من الخيال الاستثمارات الطويلة الامد لا نؤمن بها قد تكون صحيحة في المانيا وفي اليابان مثلاً ولكن ليس في العراق لكل بلد خصوصيته وثقافته ورموزه (انا لا اتحدث عن افضلية اي بلد) ... في المانيا هتلر انتحر عندما خسر الحرب ونحن لم ينتحر عندنا اي شخص حتى السارق فهو يدافع عن سرقته !!! وفي اليابان عند خسارة الحرب نزل الامبراطور الى الشارع واخذ يصافح الناس البسطاء وهو يشعر بأنه خذلهم هذا لم ولن يحدث عندنا ... عندنا اناس في الحكومة لهم مناصبهم الرفيعة (هذا امر واقع) ولكن خلفياتهم الاكاديمية والثقافية لا تؤهلهم لهذه المناصب ولكن هم الطرف الاقوى في المعادلة السياسية العراقية الان وعليهم نعول في بناء الاقتصاد العراقي .

اذن الخطط الاقتصادية و الاستثمارية التي ينجح في مكان ما في العالم ليس بالضرورة ان تنجح في كل دول العالم وعليه يجب على من يضع هذه الخطط ان ياخذ بنظر الاعتبار شيئ مهم جدا وهو اما ان ينتظر الجميع (الشعب والحكومة الفقير واصحاب المناصب العالية) هذه الاستثمارات وهذه والخطط الاقتصادية لكي يكون التوزيع عادلاً من حيث مشاركة الجميع في بناء البلد او قطف ثمار هذا البناء وهذه المشاركة ... او لا بمعنى ليس من العدل ان ينتظر هذا الفقير كل هذه السنين لتزيده فقراً وعوزاً لفقره وعوزه ويخرج علينا السيد ؟؟؟؟؟بأبتسامته اللطيفة وهو يفتخر بانه محاور من الطراز الاول اذ حصل على افضل عروض من اكبر الشركات العالمية.

تجربتنا مع الخطة الخمسة قبل ثلاثين سنة تجربة مريرة جعلتنا نتأكد من المقولة الشعبية (منو ابو باجر الله كريم يا معود) . تكون هذه الخطط ناجحة اذا تساوى الجميع بالعمل والفقر والانتظار والنتائج سوف لن تجد احد يعترض عليك ولكن الفقير ينتظر بحسرة والاخرين يملئون جيوبهم فاعتقد لا عدالة في ذلك وان كان وزيراً او مديراً... فلنكن مثل المانيا او اليابان لكي تنجح خططكم الطويلة الامد .

صادق العلي

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1098  السبت 04/07/2009)

 

 

في المثقف اليوم