أقلام حرة

استقالة الهاشمي ... خروج من الخندق الطائفي !!!

الأنفس فإننا لانعلم ما الذي دعى السيد النائب للإقدام على مثل هذه الخطوة الجريئة والحاسمة؟ 

فهل هي خلافات سياسية داخل أروقة الحزب أو الكتلة؟

أم هي خطوة  للانضواء تحت تحالفات جديدة ؟

أم هي بداية جديدة لمشروع وطني يلوح بالأفق بعيدا عن المحاصصات الطائفية والحزبية والسياسية؟

سبق وان طرح السيد النائب مشاريع وطنية عديدة مثل مشروع معالجة ظاهرة البطالة ومشروع المصاهرة الوطنية ومشروع العقد الوطني ودعمه لمشروع المصالحة الوطنية وهي مشاريع لا اعتقد، من وجهة نظر أي منصف وموضوعي، أن الحزبية والتحزب الضيق بشكل عام  قادر على تنفيذها والمضي بها  لتضاربها مع مصالح غيرها . 

الخطوة  الجديدة للسيد النائب ربما سوف تفقده الكثير من الاستحقاقات والمكاسب التوافقية وبعض المواقع المهمة على المستوى الحزبي والحكومي ولكنه بالمقابل يكون بهذه الخطوة قد خلع عنه عباءة الطائفية والمحاصصة والحزبية  وانتقل من خندقها المعتم إلى خندق المشروع الوطني المضيء .... وهنا يكون قد وضع قدمه  على طريق دحر الطائفية ووقف على الطرف النقيض منها  .

وأعتقد بأن توقيت الإعلان عن الاستقالة لم يأتي جزافا فقد جاء نتيجة لغياب الطروحات الوطنية ضمن الأجندات السياسية وكذلك لكون الناخب العراقي أصبح اقدر على قراءة وتمييز المشاريع الوطنية من المشاريع الطائفية في المرحلة السياسية القادمة .  

المرحلة القادمة للسيد النائب ستكون مرحلة صعبة فهي سيف ذو حدين تحمل في طياتها السم والعسل  في أن واحد، ففقدان الهاشمي  للمظلة الحزبية قد تؤدي به إلى الإخفاق السياسي  إذا ما لم يبادر إلى علاجها بالمظلة الجماهيرية والتي تكون في نهاية المطاف هي الأقوى والأقدر على الحماية في مواجهة التكتلات الحزبية .   

في النهاية نقول إن الشارع العراقي متهيئ للمرحلة القادمة بعد أن أيقن أن معركة الانتخابات السياسية تحتاج إلى طرحاً وطنياً صادقاً وبعيدا عن لوائح الأنظمة الداخلية  للأحزاب  .

 

[email protected]

 

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1059  الثلاثاء 26/05/2009)

في المثقف اليوم