أقلام حرة

وتمر السنين فهل يصبح العراق فلسطين ثانية

بأخلاقيات أيام زمان اقصد أيام الرجولة والشرف وألأستشهاد من اجل الوطن ... ولا يريد أن يتذكر هذه المجازر لانه اصبح رجل سلطة واقعي ولان هذا الوقت هو وقت السياسة يعني أخذ ورد وهو رئيس فلسطين التي لم تصبح دولة بعد هو رئيسها بأنتخابات ام بغيرها ويريد ان يحافظ على الكرسي الملائكي مع بعض المصطلحات التي يكررها اينما حل وارتحل فاصبحت جزء منه وكأنها ملحق لطقم اسنانه او طابق ثاني لجبينه اللوجيني .

كهذا تمر السنين ولا يعرف الفقراء الشرفاء في فلسطين مصيرهم مع هذه الحكومة من حيث انهم اما مبعدين او في طريقهم الى الابعاد لان شبح المستوطنات يطاردهم اما الحكومة ورجالاتها فهم مشغولون بالصراع على الكرسي والسلطة التي تديرها مصر بكل مهنية ولكي تضع النقاط على الحروف في الصراع الفلسطيني الفلسطيني مع انها تحتاج الى من ينتشلها من وضعها الاقتصادي المزري وتمسك الحزب الحاكم بالسلطة ومحاولة توريث الكرسي الى الابن الذي لا يحمل من الجمال الا اسمه .

والفقراء الشرفاء العراقيين في طريقهم الى هكذا مصير مجهول لان السياسيين يتعلموا السياسة ويجربوا وهم في السلطة او يتلقوا تعليمات او غيرها من الخارج (وهذا الخارج يعني الكثير الكثير لنا) ! وغلقت الابواب بوجه الفقراء الشرفاء وهم في حيرة من امرهم ومن هول الفاجعة ... فاجعة الاحتلال وما جلبه من ويلات على الشعب الطيب وفاجعة الاحزاب التي تتقاسم السلطة وتحاول ان تكون في الواجهة مهما كلفها ذلك وفاجعة الشخصيات الشريفة او التي تنتمي الى احزاب شريفة وهي تسقط في وحل الفساد والسرقات مما يعني فقدان الثقة بهم وبأحزابهم .

واعتقد ان اكبر المصائب التي حلت بالفقراء الشرفاء (طبعا كل فقير هو شريف) انه يستطيع ان يتكلم بمعنى اقنعوه بانه في دولة ديمقراطية ولديه جميع الحقوق التي يتمتع بها الانسان الديمقراطي في اي دولة بالعالم وان له الحق في التعبير عما بداخله وضمن ضوابط الديمقراطية واخلاقيات المجتمع العراقي ... وعلى هذا الاساس فهو يصيح ويستغيث ولا احد يسمعه !!! (ديمقراطية يا اخي) هو يعاني من عدم وجود ما صالح للشرب ولا من معين ... يستغيث من حر الصيف وانقطاع التيار الكهربائي ولا من مجيب ... الخ.

والكل يقول اننا في بلد ديمقراطي وانت تستطيع ان تنتقد الجميع حتى الحكومة بجلالة قدرها ... نعم تستطيع ان تنتقدها ولكن لا تكثر من طلباتك الايكفيك انك تستطيع ان تعبر عما بداخلك هل كنت تحلم بهذا في وقت الطاغية؟ وهل التعبير عن همومك يحتاج الى التيار الكهربائي؟ طبعا لا!... ثم هل من الضروري ان تشرب ماء نظيف انت واطفالك؟ ! كنتم تشترون همومكم ايام الطاغية هل نسيتم فلا تثقلوا كاهل الحكومة بطلباتكم وهمومكم التي لا حدود لها يا من تتزايدون يوم بعد يوم .

كل المؤشرات تؤكد بان فقراء العراق اصبحوا عبء على الحكومة وعلى الاحزاب وعلى الشخصيات السياسية حتى على النواب منهم الذين هم منتخبون من قبل الفقراء! والغريب في الامر ان هناك علاقة عكسية بين اي منصب يحصل عليه احدهم وبين الفقراء الشرفاء: بمعنى ان حصل اي شخص على منصب معين فانه يكون مشغول عن الفقراء (طبعا هو يحاول الابتعاد عنهم لعدم وجود جدوى من هذه العلاقات التعبانة) هو أذن مشغول طوال اربع عشرين ساعة ومنذ اليوم الاول لتسلمه هذا المنصب وكأن اعمال الدنيا كلها تنتظره وتنتظر تعيينه، أعتقاد مقيت ادخلته السينما المصرية الرذيلة الى المجتمع العربي وهو (صاحب السعيد تسعد) وعليه ترك طبقة الفقراء اهم ما يفكر به من يستلم منصباً ما (لي صديق فاز مع قائمته بأنتخابات مجالس المحافظات) هو يعتقد ان المناصب العليا تحتاج الى علاقات غير شكل لكي يتدرج في المناصب .

 

لا مكان للفقراء للشرفاء وهذه حقيقة الماساة واحدة وان تغيرت الاماكن ... اشقاء الفقر والعوز العراقيين والفلسطينيين يمثلون نموذجين متشابهين من حيث الحاضر المزري والمستقبل المجهول ناهيك عن مصير الاطفال الذين يصغر بعيونهم الوطن مع مع كل دمعة يسقط من عيون ذويهم .

 

صادق العلي

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1101  الثلاثاء 07/07/2009)

 

في المثقف اليوم