أقلام حرة

رفع اعلام كردستان في البصرة...تساؤلات وأمان / سلام جمعه المالكي

 أليس جميلا نشر رموز عراقية في كل بقعة من بقاع الاراضي العراقية بغرض تحقيق التواصل البصري والسمعي والتعايش مع تلك الرموز واستيعابها رغم عدم وجود دواع قانونية او دستورية لنشرها؟ جميل جدا، أن ترى اعلام وبيارق آل البيت مشرعة في صلاح الدين وأربيل أيام عاشوراء، وان يرفع البيرق السماوي ممثلا لرموز تركمانية في السليمانية والعمارة، ان يكون لزقورة اور تمثيل في الانبار والموصل وحدباء نينوى في الناصرية وو ومئات من الرموز العراقية الاصيلة تراثا وثقافة وحضارات...

بيد ان لي بضع تساؤلات وامانِ أود توجيهها لبيئة علية القوم من حملة لواء الثقافة والفكر والعلم اولا وثانيا وعاشرا اذ لا خير في سؤال الجاهلين او المغفلين، ثم الى المسئولين من سادة وسيدات في المكتب المشار اليه اعلاه....

اجتهادي ان لا يجوز لأي جهة رفع أي لافتة او راية او لوحة او علم دون الحصول على الموافقات الاصولية الرسمية من الجهات ذات العلاقة في المحيط الاداري للمنطقة حسب قواعد واصول ومضامين القوانين العراقية النافذة،  وعندها تكون الجهة الحاصلة على الموافقة مسئولة عن دفع رسوم وضرائب استغلال تلك البقعة، اضافة طبعا للمسئولية عن المحتوى الفكري والاخلاقي لتلك المعلقات من صور ورموز (اعيد الاشارة الى الجهات المعنية بالسؤال دفعا لمن قد تخطر بباله توجيه الاتهامات حول التغاضي عن الاف المعلقات والصور غير الاصولية، لان اثبات الشيء لا ينفي ما عداه وان وجود المخالفات ليس عذرا لارتكابها مجددا)...فكيف تم رفع تلك الاعلام بغير تلك الموافقات؟ اذا كان الامر قد اخذ شكله القانوني فليس من حق الجهات المعارضة لتلك الحالة (هنا مجلس محافظة البصرة) التعدي على المعلقات بمختلف اشكالها وواجب على كل الجهات التنديد بتلك الفعلة الشنيعة الشوفينية العدائية غير القانونية...اما ان لم يكن الامر كذلك، أليست تلك مخالفة لا ينبغي لنائب سابق لأعلى قيمة رمزية للبلد ان يرتكبها وهو الذي تمنطق سيفه شهورا لرفض تمرير الكثير من القوانين بعد اقرارها داخل مجلس النواب (و لا أدعي قانونيتها من عدمها فليس ذاك اختصاصي) بداعي عدم اكتمال مقتضياتها القانونية؟ 

سؤال آخر عنّ على بالي لوهلة...لِم يتولى مكتب نائب سابق لرئيس الجمهورية رفع اعلام اقليم له من الهيئات التمثيلية في جميع مفاصل الدولة العراقية الرسمية وشبه الرسمية اضافة لعشرات المنظمات والهيئات غير الحكومية ذات قدرات مادية وفنية هائلة لتنفيذ تلك المهمة لكنها لم تفكر، أو لم تبادر بتوليها؟ رغم عدم اعتراضي على ان يتولى أخ في الامة العراقية أداء خدمة لاخ آخر في نفس الامة مجاملة او تحية او دعما، بل واعلنها: في مثل تلك الممارسات فليتسابق الاخوة. لكن وجه الاستغراب أن لم تكن لتلك الممارسة اوليات وخاصة في الامور الاساسية (و لعله يكون فاتحة خير) اضافة الى ان من بداهة القول ان يكون منزلي الصغير خير مكان لاكرام أخي بدلا عن الحي بأكمله، رغم ان العراق كله بيتي كما ان محافظات العراق كلها بيت للنائب السابق وليست محافظة الانبار فقط (التي ينتمي اليها مسقطا للرأس)، وقد كنت أتوقع (بداهة ايضا) أن تكون محافظة الانبار العزيزة خير مكان لممارسة جميلة ومحمودة مثل تلك للسيد عضو مجلس النواب كيما تكون موعظة حسنة يقتدي بها كل النواب والنائبات والمسئولين والمسئولات في حض محافظاتهم على ممارستها دعما للمصالحة الوطنية الحقيقية.

تلك التساؤلات، اما الاماني فأني اتوسم من النائب السابق لرئيس الجمهورية والنائب الحالي في مجلس النواب وهو الذي اخذ قصب الريادة في هذا المجال، أن يكون الرائد في تحقيق أمرين وجدت في عدم تحقيقهما أمرين موجعين ومثبطين لمعالم الوحدة الوطنية الا وهما محاولة رفع العلم العراقي الذي تم التصويت قانونا في مجلس النواب عليه في شوارع محافظة الانبار (محافظته اذا لم أك مخطئا) ومحافظات كردستان حيث مازالت كثير من شوارع تلك المحافظات ترفع فيها اعلام قديمة ليس لها صفة قانونية، فيما خص الانبار بينما تخلو شوارع اخوتنا الاكراد من أية اشارة لعلم الدولة المنضوية تلك الارض تحت لوائها والتي تمر في مواردها 17% من موازنة الدولة العراقية....ليس من الضروري تعليق الف، بل ان بضع مئات ستكون كافية لحض بقية الهمم على اخذ دورها وتبني تلك المسئولية مع بقاء سبق الريادة لصاحبها السيد النائب السابق لرئيس جمهورية العراق والعضو الحالي لمجلس النواب....مجرد تساؤلات وأمان...

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1584 الأثنين 22 /11 /2010)

 

 

في المثقف اليوم