أقلام حرة

الحضارة والمدنية والديمقراطية .. هي الاحترام وحرية الراي

لا تصيبوا قوما بجهالة..صحيح  لم يحررنا نضال الناضلين السابقين  لكننا  دفعنا مئات الالاف من الضحايا ثمن حريتنا المنقوصة ،  لذا فان حريتنا هي حرية شعب عانى ويعاني الويلات  لم ولن يستسلم ولن يموت .. لذا فان ثمن الحرية تم دفعه الم ودم من قبل العراقيين رغم ان ديمقراطيتنا عرجاء خرقاء لكن نقول  لا فضل لامريكا علينا في حريتنا هذه فان الثمن مدفوع . ولا فضل للمناضلين السابقين علينا في تحررينا من دكتاتورية الظلم البعثي .. ومع ذلك فاننا شعبا وفيا وكريما وابيا لا ينسى من ضحى لا ينسى مناضليه ورموزه الوطنية النبيلة الذين ناضلوا ضد نظام الغباء البعثي .. لو لم تاتي امريكا لاسقاط الوثن البعثي  فمن كان سيبقى في ساحات النضال العراقية؟ ان ساحة النضال العراقية كانت حافلة بالابطال والرموز الوطنية العظيمة وحافلة بتاريخ الشهداء...و نفخر باننا شعبا حي ومن اجل الحرية تم فداء الوطن بمئات الالاف من الشهداء.

 

نهاية السبعينيات وبداية الثمانينات ظهر ابطال حزب الدعوة المثقفون والذين اغلبهم من الطبقة المتعلمة .. واصحبوا  قادة النضال لمقارعة النظام بالكلمة والثقافة والجهاد المسلح فقام النظام الغبي بقهر الشعب وبممارسة ابشع انواع الارهاب من قتل وتعذيب ضد ابطال حزب الدعوة وقياداته الفكرية الذين كانوا ولازالوا رموز وطنية ومصابيح تنير فضاء الحرية العراقية...لذا بسبب ارهاب الدولة وسكوت العالم العربي والغربي عن صدام تم تصفية الدعوة داخل العراق وهرب من هرب منهم الى خارج العراق وكانوا عبارة عن نخب مثقفة ثقافة عالية. واستمر النضال في حقبة الثمانينات داخل العراق وكل شخص متعلم ومتنور ينصح الناس بالخير يوصف بانه من اهل الدعوة وهذه الوصف وحده يكفي لان يعدم هذا الشخص وتشرد عائلته....الا ان حزب الدعوة فقد اغلب تواصله مع الداخل العراقي خصوصا بعد توجه اغلب قاداته الى أوربا وسوريا.  ظهرت ابطال الجنوب ابطال الاهوار وتم تاسيس المجلس الاعلى في ايران وانظمت اغلب الحركات والاحزاب الوطنية العراقية التي كانت تناضل في الاهوار مع المجلس لمقارعة نظام صدام  الدكتاتوري.. لكن ضعف امكانياتهم مقارنه مع جيش صدام المجرم لم يتيح له فرصة للسيطرة على الجنوب العراقي رغم امتدادتهم الكبيرة والتي تصل حتى الى بغداد... لكن الامكانات الضعيفة وعدم وجود دعم دولي وعربي لهم جعلهم يحملون الالم العراقي ويكتبون بالدم سيرة نضال لمرحلة مهمة ومرة من تاريخ العراق . وفي منتصف التسعينيات ظهر التيار الصدري والذي  اخذ يعمل بجراءة للاطاحة بالطاغية لكن  الطاغية المجرم قام بحملة واسعة من الاعتقالات والاعدامات  للابطال الصدريين داخل العراق لكنهم  صبروا وثبتوا وكانوا فكرا صعب اجتثاثه.. ان ظهور الصدريين بقوة في نهاية التسعينيات كان قوة ترفض الظلم وترفض الاعتماد على النضال المحدود في مقارعة النظام من خارج العراق.. لكن مع ذلك كان النظام البعثي متشبث بالسلطة وليس لديه ادنى احترام لحقوق الانسان والمدنيين.... والاعلام العراقي كان كله يهتف لصدام  والصحفيون اغبلهم اما ذوي كتابات خجولة او كتابات متملقة للنظام... والبعض منهم اتخذ له وسيلة عمل اخرى غير الاعلام لكي لا يكون اداة بيد الطاغية ....

 

شاءت الاقدار ان يسقط نظام الغباء البعثي على يد اسياده  بعد ان رفض التقاعد الذي فرضوه عليه...وظهرت جميع الحركات النضالية هذه  على الساحة العراقية  بقوة كما ظهر عدم الاستقرار الامني والسياسي وذلك بسبب الارهاب العربي الوافد وتركة الفساد الكبيرة التي خلفتها المراحل السابقة من جوع وفساد وجهل . كما ان المحاصصة والمساومات ادت الى التنازل عن حقوق المظلومين  وحصول تراجع قيمي كبير هنا ظهرت الصراعات كبيرة على مستوى السلطة كما حصلت انتكاسات معنوية للشعب بسبب ظهور وتسلق المنبوذين الى مناصب الدولة ليكونوا مافيات فاسد تستظل بالقيادات الوطنية وتتسلق على اكتاف النضال. كما انه بهرج السلطة ادى الى سقوط بعض المناضلين وظهور دكتاتوريات حزبية  وطائفية لا تحترم الانسان العراقي.... هنا نشير الى نضال المناضلين لا يبيح التجبر والظلم خصوصا بعد ان تم اسقاط صدام بقدر الهي قدر عالمي  قدر عولمة امريكية.. لكن مع ذلك نقول  على الجميع التحفظ بكلماته خصوص ونحن مقدمون على الانتخابات فان التسقيط  والتشهير يعتبر من اقذر الاعمال لنبتعد عن الاتهامات غير المبررة ولنقول الحقيقة الموثقة.. ان  الحكومة فيها من الفاسدين حدث ولا حرج . لكن يجب ان نحترم رموزنا الوطنية على الاقل  ولا نتطاول بالاتهام جزافا يجب احترام العراق. لان الشعب الذي لا رموز وطنية فيه ولا تاريخ نضالي فيه شعب لا يستحق الحياة...

 

 اما النفوس الضعيفة فهي منتشرة هنا وهناك . فمالنا والاشاعات . مالنا وتشويه السمعة.  يجب احترام تاريخ العراق الحديث ويجب  ان لا تستخدم التفاهات لاسقاط حركاتنا الوطنية التي طالما ضحت من اجل تحرير العراق من ظلم الطاغية صدام. لنحترم من ينال منصبه ويكسب الاصوات لانه كفوء وليس لانه اسقط منافسيه الاخرين . يجب ان نبرز بالاعلام الاكثر كفاءة وليس الاقل سوءا هذه هى الحضارة والمدنية والصلاح.. لنبتعد عن اسلوب التسقيط ولنبرز رجالات الخلاص الوطنية  لينهضوا بالعراق... لان اشاعات التسقيط الكاذبة وغير الموثقة تسبب التفكك الشعبي وتسبب الكثير من الضغائن... فهل ممكن وصف العراقيين كلهم بالحواسم(سراق) بعد سقوط الصنم ؟!!.. وهل هناك عراقي شريف يتقبل ان يصفنا أي انسان عربي بذلك؟  بالتاكيد لا... لذا علينا ان نراجع انفسنا قليلا  وعلى من يحمل في داخله الضغينة ان يتبين ان العراق الموحد تجزئته تبدا بهكذا كلمات واشاعات قذرة.

 

البشر ليسوا ملائكة وهذه سنة الحياة فهل اذا تم سرقة محل في بغداد يعني ان كل اهل بغداد سراق؟ على الاعلامي الشريف ان يذكر الحقيقة مع وثائقها الصريحة وليس التهويل وما الى غير ذلك... الاحترام هو اساس المدنية والحضارة والديمقراطية.

 

اتعجب للبعض من الذين كتبوا حول الموضوع والذين اعتقد انهم انجرفوا واراء موجة التسقيط ، بعضهم عن حقد دفين وعن روح بعثية حاقدة وبعضهم انجرف من غير تبين الهدف الحقيقي المقصود وانما انجرف عاطفيا سلمي . لذا هنا نتسال هل الاعلام العراقي بمستوى مواجهة الحدث ومواجهة الارهاب العربي الوافد وكيفية تحجيمة ام انه كان عاجز جدا في مواجه الارهاب ومواجهة الاعلام العربي لماذا مناضلي العراق لم يبرزهم الاعلام العراقي امام الاعلام العربي الذي كان ولازال يمجد صدام؟!!... اليس لدينا رموزنا وطنية نظيفة وتستحق ان تكون هي في الصدارة وان يتناولها الاعلام لمواجه السوء العربي لماذا الاعلام العراقي ضعيف جدا  بامكاناته هنا يبرز خلل كبير في التشريع الوطني حيث لم يكن هناك اهتمام كبير على مستوى التشريع لدعم الاعلام العراقي الحر.

 

نتمنى ظهور الاعلام النزيه الشريف الملتزم باداب واخلاق المجتمع ومن يعبر عن رايه يجب ان لا يتجاوز على حقوق الاخرين التي ايضا يكفلها القانون والدستور. ليقل كل منا رايه لكن قبل ذلك يجب ان نحترم اراء الاخرين يجب عدم المساس بحقوق الاخرين ..نتعجب للبعض وهم يصفون قول الشيخ جلال الدين الصغير حينما وصف احمد عبد الحسين بانه ليس له اصل ولا فصل.. بانه تهديدا ووصفوا ذلك بانه كلام نابي .... وهل ما قاله الكاتب وما ذكره هو كلام مهذب وخصوصا وانه قيل لغرض تسقيط جهة سياسية مهمة ولها تاريخها النضالي كبير في عراقنا المعاصر... هل هاجم احمد عبد الحسين المجرمين السارقين ام وضع اتهاماته باطار غريب مقصود به الاساءة للسيد نائب رئيس الجمهورية والى المجلس الاعلى....هل ما قاله الكاتب يعتبر راي ام تهجم وتشهير بدون بينة ووثيقة؟!!!... وهل دفاع الشيخ  يعتبر تهديدا. نقول هنا كفى مزايدات على حساب الشعب والحقيقة...  لا نقول بان الجهة السياسية التي كانت تعمل فيها هذه الانفار الضالة(التي نفذت السرقة) هي غير مسؤولة لكن مسؤوليتها تتعلق ليس بالحدث والتخطيط له وانما مسؤوليتها  تتعلق  بشيء اخر وهو اهم من الحدث نفسه هو انهم لم ينتقوا حمايتهم بشكل صحيح فكيف نامن بهم لحماية البلد... لذا ممكن القول بانهم غير موفقين بانتقاء القيادات الادارية لمؤسسات البلد المختلفة وهنا ننبههم لذلك. ان السوء والفساد الاداري الذي حصل ولازال يحصل بالبلد الان  هو اسوء من حادثة مصرف الزوية، قتل مافيات سرقة فساد انهيار بنى تحتية... وهذا سببه ضعف الادارة والابتعاد عن المواطن ورفع شان المنبوذين ... لذا كان من المفروض بالصحفي العراقي ان يبرز هذا الدور وليس الاتهامات غير الموثقة.... نكتب لنصحح وليس لنهدم،  ان ديمقراطتنا وليدة  ويجب ان نقومها عملها ولا نعمل على تدميرها باشعال  الفتن والضغائن... لنصحح ونعتذر عن اخطائنا فليس من العيب ان نعتذر اذا ثبت خطئنا لنقوم مسيرة البلد ... لنقول لا للفساد لنقول لكل رجل دولة بانك لست بافضل حالا من السيد عادل عبد المهدي.. فان الفساد منتشر في الكثير من مؤسسات البلد وهذا كله بسبب ضعف المتابعة وضعف انتقاء الادرايين مثلما حصل ضعف في انتقاء الحراس (المنبوذين في كل مؤسسات البلد حراس واداريين)...يجب الانتباه لمشكلة وطن وليس مشكلة حدث رغم ان هذا الحدث يقول لنا حقيقة هو وجود هشاشة عظيمة في الدولة لذا يجب ان تخضع جميع حمايات المسؤولين للتدقيق وتمنع من ممارسة صلاحياتها الكبيرة .. ونتمنى ان تكون تابعة للجيش او الشرطة بشكل مباشر وان ينظم عملها بشكل يحمي المواطن والممتلكات. ان ما حصل يجب الانتباه له لان هكذا دولة ستنهار بوجود مافيات عسكرية تستظل بعباءة الحكومة .قد ياتي يوم تقوم هذه المافيات بانقلاب حقيقي لاستلام السلطة في البلد.

 

اما ما يخص الاجرءات التي اتخذت بحق الصحفي فهي اجراءت باطلة (ان فعلا تم طرده من وظيفته) وهذه الاجراءت  جاءت نتيجة ردت فعل على ما كتبه بدون بينات كافيه.  المفروض ان يتم مقاضاة كل من يكتب مقال يسيء الى اي عراقي بدون بينة حقيقية .  ان تاثير هذا مقال الذي كتبه الكاتب  كبير جدا ويبدوا كأن المقصود منه الاساءة غير المبررة وتم استغلاله اعلاميا بقوة لتشويه وتلطيخ سيرة المجلس الاعلى..وكان تاثيره كبير على نفوس الناس مما سبب خسائر معنوية كبيرة للجهة التي اساء اليها الكاتب خصوصا والانتخابات على الابواب...لذا يجب استخدام الاسلوب الحضاري في مواجه أي فساد حكومي او صحفي  يجب الاعتماد على النظام والقانون ويجب محاكمة كل من يسيء عمدا بدون  بينة .. هذا هو الاسلوب الحضاري لذا على الجهات التي اساءت للكاتب ان ترد اعتباره ... وان يتم استخدم الاسلوب الحضاري في مقاضاته  قانونيا  والقانون  يجب التمسك به من قبل الجميع .  المفروض بالاعلام الحر ان يكون  وسيلة نزيه وشريفة وتمثل سلطة رابعة لذا يجب ان تحترم من قبل الجميع من يكتب ومن يتلقى ...وليكون اعلامنا الحر للتقويم وليس للهدم . كما ان حرية التعبير شي والتجاوز على الاخرين والمساس بهم  شيء اخر يجب التنبه لذلك...على من يدعي ان يكون لديه بينته والا ليسكت. نعم للقلم النزيه نعم للقيم والاخلاق والرفعة نعم لحب العراق ونبل الكلمات.

ان الانتقادات التي ظهرت على الساحة تشير الى ان المجلس الاعلى العراقي يؤمن بالديمقراطية ويتقبل الاراء ...وذلك لان الانتقادات كانت مباشرة وعلنية... بينما توجد احيانا خروقات واخطاء لجهات سياسية اخرى لا يوجد أي تهجم عليها ولا اي انتقاد مباشر وعلني لها.. ذلك خوفا من سطوتها ومجاميعها المسلحة مع ذلك فاننا عندما نفتح النت سنرى الانتقادات بالاسماء المستعارة او نرى الانتقادات من قبل الكتاب الذين يعيشون خارج العراق لافعال هذه الحركات وهذا يؤكد الخوف العلني من هذه الحركات. لذا فان الثورة الاعلامية هي صحية وتشير الى انها جزء من الديمقراطية لكنها سلبية في بعض نقاطها وغير عادلة بسبب ضعف الامن الداخلي فلازال هناك الكثير لنتخلص من الرعب المسلح الجاهل.

 

 احتراماتي لكل من يعمل من اجل العراق الحر الموحد.

 

د.علي عبد داود الزكي

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1140  السبت 15/08/2009)

 

 

في المثقف اليوم